منوعات

مدينة الموتى في سان فرانسيسكو وسبب تسميتها هذا الاسم

عادت يهرب الاشخاص من زيارة الموتى في المقابر مهما كانت العلاقة التي تربطهم بهؤلاء الاموات ، كما أن أغلب المدن في العالم يتم تصميمها بحيث تكون المقابر خارج المدينة نفسها ، وكذلك بعيداً عن مساكن الأحياء ، ولكن ماذا هو الحال إذا طلب منك أن تعيش في مدينة  ( كولما ) وهي مدينة تقع في ولاية كاليفورنيا الأمريكية ، كما انها تعرف بهدوءهها الشديد الذي يعتبره البعض مخيف ، وذلك نظراً لأن عدد مقابر الأموات اكثر من عدد منازل الأحياء.

الحياة في مدينة الأموات
يرجع تسمة مدينة كولما باسم مدينة الاموات نظراً لأن عدد سكانها الاحياء لا يتجوز 1700 مواطن تقريباً بحسب اخر إحصائية تمت في عام 2016 ، وعلى جانب أخر يصل عدد الموتى بها إلى مليون ونصف شخص تقريباً ، وذلك لاعتبار مدينة ( كولما ) هي مقبرة مفتوحة لسكان ولاية سان فرانسيسكو وفي بعض الأحيان لسكان الولايات المتحدة بشكل عام ، حيث أثبتت الإحصائيات الرسمية أن مدينة (كولما ) تستقبل كل يوم 75 جثة تقريباً ، ولذلك فأنها يطلق عليها العديد من الأسماء مثل مدينة الأشباح .

القصة التاريخية لمدينة كولما
يرجع تأسيس مدينة كولما إلى إلى عام 1892 وهو تاريخ تأسيس أول مقبرة بأمر من رئيس الأسقفية في ذلك الوقت كمقبرة للكاثوليك هناك ، وبعد ذلك بدأ بعض الاشخاص يقومون ببناء منازل صغيرة بالقرب من هذه المقابر ، وفي هذا الوقت أيضاً كان عدد الأموات أكثر من عدد السكان الموجودين داخل المنازل الادمية ، ولكن البداية الحقيقية لعتبار هذه المدينة مدينة الموتى هي في عام 1900 تم اكتشاف الذهب في ولاية سان فرانسيسكو ، مما كان السبب وراء هجرة العديد من الأشخاص حول العالم إلى هناك وبالتحديد عمال المناجم الذين أتوا غلى هناك حاملين أمراض وأوباءه ، مما جعل الأمراض تنتشر بصورة كبيرة هناك وكذلك أعداد الموتى التي اجبرت البلدية بتاسيس أكثر من 27 مقبرة جماعية كبيرة في مدينة كولما حتى يتم فيها دفن الموتي ، وبعد ذلك بدأت البلدية في مدينة سان فرانسيسكو تحظر تماماً من بناء المقابر داخل المدينة بسبب ازدياد عدد السكان ، وكذلك الأمراض والأوباء التي تحملها أجساد الموتى .

في عام 1902 تم نقل جثث الموتى كاملة من سان فرانسيسكو إلى كولما، ولا توجد هناك سوى مقبرتين، وهما مقبرة البعثة والمقبرة الوطنية. لذا يخشى الناس دائما السكن في مدينة كولما الهادئة والمظلمة، ويوجد سبب مهم وراء ذلك، وهو اعتقاد الأمريكيين بأن هناك أرواح شريرة تسكن في المقابر، ولذا يربطون المقابر في ثقافتهم بالسحر الأسود والجرائم. كما أن المدينة التي تحتوي على أكثر من مليون ونصف المليون جثة لا توفر خدمات كاملة مثل باقي المدن الأمريكية بسبب انخفاض عدد سكانها بالمقارنة مع عدد سكان سان فرانسيسكو أو غيرها من المدن الأمريكية .

حتى اليوم، يسعى الأشخاص الجدد الذين يولدون في مدينة كولوما إلى الهجرة خارجها بحثا عن عمل أو لاستكمال التعليم العالي، حيث لا يريدون العيش بين الأموات طوال حياتهم، ويقال إنه لا يوجد عائلة في الولايات المتحدة الأمريكية ليس لديها شخص تم دفنه في مدينة كولوما بعد الوفاة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى