تعتبر محافظة النماص واحدة من المحافظات الصغيرة في المملكة من حيث المساحة، وتقع في منطقة عسير، وتحديدا في سلسلة جبال السروات. إنها مدينة جميلة ورائعة حيث تحيطها الجبال من جميع الجهات وترتفع عن سطح البحر بحوالي (3500) مترا؛ ولذلك أصبحت أول مدينة للضباب في المملكة. بالإضافة إلى ذلك، تقع المحافظة في جنوب غرب شبه الجزيرة العربية، ولهذا أصبحت مركزا سياحيا مهما، كما أنها تعد ممرا لطريق الحجاز من البوابة الجنوبية، وذلك نظرا لبعدها عن مدينة أبها بحوالي (130) كيلومترا تقريبا .
ما زاد من أهمية المدينة أو المحافظة هو موقعها على طريق الحج القديم، الذي ساهم في ازدهارها كمركز تجاري. وفي الوقت الحاضر، ساهم الطريق الرئيسي (الطائف وأبها) في جذب السكان إليها وزيادة النمو العمراني والخدمات الحكومية. وقد ساهمت جميع هذه العوامل في تطور المحافظة من الناحية الثقافية والاقتصادية والاجتماعية. يجدر الإشارة إلى أن (محافظة النماص) كانت المركز الرئيسي لقبائل رجال الحجر في الماضي والحاضر .
تاريخ محافظة النماص
تأسست محافظة النماص في الأصل بعد هجرة القبائل العربية القحطانية اليمنية القديمة إلى مناطق الجزيرة العربية، وتم بناؤها على أنقاض مدينة الجهوة التي ذُكرت في العديد من المصادر التاريخية .
على الرغم من مرور مئات السنين، لا تزال المحافظة تحتفظ بتاريخها العمراني القديم، حيث تظل أحياءها متراصفة كما لو كانت مسرحا مدرجا. يمكن رؤية المباني الحجرية في المحافظة حتى اليوم. كانت المدينة في الماضي عبارة عن خندق محصن بالجبال، ويقال أنها كانت تحصن ضد العثمانيين في فترات زمنية قديمة بفضل هذا التحصين الطبيعي .
الحدود التاريخية لمدينة النماص
تحدها محافظة بلقرن من الشمال، ومحافظة بيشة من الشرق، وتقع مدينة تنومة إلى الجنوب، وتقع محافظة المجاردة إلى الغرب.
تنقسم المحافظة من الناحية التضاريسية إلى ثلاثة أقسام رئيسية، وهي المنحدرات المطلة على سهل تهامة، وجبال السروات التي تشكل جزءًا من المرتفعات الغربية، بالإضافة إلى الهضاب الشرقية التي يطلق عليها سكان المنطقة اسم نجد .
مناخ محافظة النماص
تتميز النماص بكثافة الغطاء النباتي واعتدال درجات الحرارة فيها في فصل الصيف، حيث لا يعاني زوار المدينة من حرارة الجو كما يحدث في معظم محافظات المملكة، حيث تبلغ درجة الحرارة في المدينة عادةً لا تتجاوز 22 درجة .
يعتبر ارتفاع المنطقة هو السبب الرئيسي لظهور الضباب بكثرة في هذه المنطقة، حيث يصل ارتفاعها إلى أعلى مستوى له، وفي فصل الشتاء تنخفض درجة الحرارة بشكل كبير وقد تصل إلى الصفر المئوي، مما يؤدي إلى غطاء الضباب لها بشكل كلي أو جزئي في معظم أوقات السنة، ومن هنا جاء تسمية المدينة بـ”مدينة الضباب .
أهم الأماكن الأثرية في محافظة النماص
توجد في محافظة النماص العديد من المواقع الأثرية، وتعود بعضها إلى القرون الأولى من تاريخ الإسلام، وتعد من أهم هذه المواقع:
1- مسجد (صدريد) :- ويقع ذلك في مركز (بني عمرو) الذي يعود تاريخ بنائه إلى عام 110 هــ .
2- مسجد الأعاسرة :- يقع مركز (بني عمرو) الذي تم إنشاؤه في الأساس في عام (190هــ) .
3- قلعة أل عليان الأثرية :- تقع في مركز السرح بوادي حلباء، وتعود تاريخ إنشائها إلى ما قبل الإسلام، وهي السرح الأثري الشهيرة .
4- مدينة الجهوة الأثرية :- – يعود تاريخ بناء العديد من المقابر والنقوش الأثرية القديمة، بما في ذلك مقابر (رسوس طلاح) و(مقابر حجلان) و(مقابر المنسي)، إلى عام (250هـ)، بالإضافة إلى ذلك .
