يعد الذهب من أثمن المعادن التي توجد على سطح الأرض، ويحب البشر اقتناء الذهب، وخاصة النساء، وهذا لأنه يصنع منه المجوهرات الرائعة التي يتزين بها السيدات، فإن أرد أن تهدى أحد النساء هدية فلا يوجد أفضل من الذهب، ويمكن أن تلاحظ أن الذهب له بريق يخطف الأنظار وهذا عن قطعة واحدة منه فماذا أن كانت مدينة كاملة مصنوعة من الذهب، وتعد مدينة الذهب من أشهر المدن في دولة كولومبيا، والتي راح ضحية البحث عنها وعن كنوزها الكثير من الأرواح كما أن هناك مدنا أخرى انتحر في رحلة البحث عنها علماء آثار ومفكرين من أهمهم مدينة أطلنطس، ومدينة هراقيو .
قصة مدينة الذهب المفقودة
- على الرغم من أن الذهب الآن هو من أغلى أنواع المعادن الموجودة في كل العالم ، إلا أنه لم يكن كذلك في مدينة كولومبيا ، في العصور القديمة حيث كان شعب كولومبيا يعتبرون الذهب معدن شائع يستخدمه عامة الناس وليس الأغنياء فقط ، وكان موجود بكثرة في الأوساط العامة ، لدرجة أنه كان منتشراً أكثر من غيره من المعادن الأخرى .
- وهذا على عكس أمريكا الشمالية ، والجنوبية في هذا الوقت فقد كان الذهب لديهم من أثمن المعادن ولا يمتلكه إلا الأغنياء فقط ، وكان شعب كولومبيا يصنع الكثير من الأشياء من الذهب مثل التماثيل للمحاربين الأقوياء ، ويعتقدون أن قيمة الذهب تكمن في أنه معدن قابل للتشكيل ، وله بريق ولمعان ، ولا يمكن تلفه ، أو إهدار جزء كبير منه أثناء عملية تشكيل .
- كما كان لديهم أهتمام شديد بالجانب الروحاني لذلك فأنهم كانوا يصنعون التماثيل على شكل محاربين ويقدمونها كنوع من القرابين للآلهة حيث كانوا يعتقدون أن هذه القرابين يمكن لها أن تجعل الآلهة ترضى عنهم ، وتمنع عنهم الأعاصير والكوارث الطبيعية التي يمكن أن تدمر بلادهم ، و تكلفهم الكثير من الأرواح ، وكانت هذه التماثيل على شكل محاربين يحملون دروع في أيديهم ، وتدفن في مقابر الآلهة ، وتوجد مجموعة من هذه التماثيل في أحد متاحف كولومبيا حتى الآن .
- كانت هناك حضارة متقدمة وشهيرة جدا في كولومبيا تفوق حضارة المويسكا، وكانت لديهم مجموعة من الأساطير الغريبة التي اشتهرت بها، ومن بين هذه الأساطير أسطورة إلدورادو. تقول الأسطورة إنه عند تتويج ملك جديد على البلاد، يتعين عليه أن يجلس في مكان منعزل مثل الكهف لمدة ثلاثة أيام وأن يمتنع عن تناول الملح والنساء، ولا يخرج في النهار. وبعد ذلك، يتم تجريده من ثيابه ويمسح جسده بتراب لاصق مخلوط بتراب الذهب حتى يغطيه بالكامل. ثم ينزل الملك في بحيرة جواتافيتا ويقذفونه بأنواع مختلفة من القطع الذهبية ويعطونه قطعا كبيرة من الذهب ليقدمها قرابين للآلهة. وكانت هذه العملية تتكرر عند تنصيب كل ملك جديد، لذلك كانت بحيرة جواتافيتا مليئة بالقطع الأثرية الذهبية والمعادن الثمينة .
اكتشاف مدينة الذهب المفقودة
- يطلق العلماء على مدينة الذهب المفقودة اسم (إلدورادو) ، وقد كانت هناك محاولة عديدة للباحثين ، والمستكشفين للكشف عن الذهب والقطع الأثرية الموجودة في هذه المدينة ، وقد كان أول استكشاف البحيرة ، والمدينة من قبل بعض العائلات الأغنياء الاسبانيا وهذا عن طريق إرسال مجموعة من الرجال لاستكشاف الأراضي المنخفضة الموجودة في كولومبيا ، ظناً منهم أنها سوف تحتوى على الذهب المدفون ، وعلى الرغم من ذلك فأن جميع الحملات التي أرسلت قبل الاحتلال الأسباني لدولة كولومبيا بائت بالفشل ، ولم تجد هذه الحملات أي شيء ثمين .
- ولكن بعد الاحتلال الأسباني أكتشف الإسبانيين بحيرة جواتافيتا ، ولكن أسمها كان بحيرة بريم ، ولكن ما أكد أن هذه البحيرة هي بحيرة جوا تافيتا التي كان يرمي فيها الشعب الكولومبي القطع الذهبية ، والمعادن الثمينة ، هو أنهم وجود بعضاً منها داخل هذه البحيرة ، بالإضافة إلى الكثير من القطع الأثرية المذهلة ، وهذا ما اكد أن هناك مدينة ذهب مفقودة بالفعل في مدينة كولومبيا ، وزاد من إصرار دولة إسبانيا في العصور عليها .
- رغم أن بعض المستكشفين أنكروا وجود مدينة الذهب تمامًا خلال بعثاتهم إلى كولومبيا، إلا أن صيت المدينة اشتهر في الكثير من البلاد .
- استمرت حملات الأسبان في البحث عن مدينة الذهب المفقودة، وأشهر تلك الحملات كانت بقيادة المستكشف ولسر وتر بالي، ومع ذلك، فقد انتهت معظم هذه الحملات بالفشل، وتوفي ولسر دون أن يصل إلى مدينة الذهب .
- حتى وصول المستكشف أنطونيو دو سبولفيدا، وكان لديه مجموعة من الخطط الذكية للوصول إلى الكنوز الموجودة في بحيرة بريم، وكانت واحدة من أهم هذه الخطط هي تحطيم جزء من البحيرة البركانية ليتسرب الماء من البحيرة إلى العمق داخل البركان ويظهر الذهب والقطع الثمينة الموجودة في البحيرة بشكل أكبر بعد انخفاض منسوب المياه، وقد نجح الأسبان بالفعل في تنفيذ هذه الخطط واستخراج العديد من القطع الثمينة الموجودة في البحيرة .
- ولكن على الرغم من ذلك، فإنهم لم يصلوا إلى قاع البحيرة حيث غمرتها المياه بفعل الكسر المصنوع في البركان، وعادت البحيرة إلى مستواها الطبيعي. وعلاوة على ذلك، تصدى أهالي القرية للمستكشفين ومنعوهم من البحث في البحيرة، حيث تمثل البحيرة معتقدًا مهمًا بالنسبة لهم .
- لم تكن معدات الأسبان ونفوذهم كافية لاستكمال الحفر في البركان مرة أخرى، بالإضافة إلى أنه كان يتطلب تكلفة عالية وغير قابلة للتحمل .
محاولة الإنجليز الكشف عن مدينة الذهب المفقودة
بعد أن فشل المستكشفون الأسبان في العصور الوسطى في العثور على مدينة الذهب أو الذهب الموجود في بحيرة بريم، حاول الإنجليز تعلم الدروس من أخطاء الأسبان والبحث عن حلول أخرى لاستخراج الذهب الموجود في قاع البحيرة. قرروا حفر نفق داخل البحيرة لتسهيل تدفق الماء من البحيرة إلى البحر. ومع ذلك، واجهوا مشكلة كبيرة أثناء الحفر، وهي أن الطمي الذي يوجد في أعماق البحيرة لا يمكن حفره بسبب ليونته الشديدة التي يمكن أن يغوص فيها الشخص. وبالرغم من جميع الأبحاث والخسائر، لم ينجح أحد في الوصول إلى مدينة الذهب المفقودة. ما زالت الأبحاث جارية حتى الآن، وهناك العديد من المستكشفين الذين يواصلون البحث بهدف العثور على مدينة الذهب المفقودة .