تعاقبت على تركيا جميع حضارات العالم القديم، بالطبع هي مرسى لعدد من الأنبياء وديانات العالم القديم فيها رست سفينة سيدنا نوح علية السلام وفيها بلدة سيدنا ابراهيم ومكان اشغال النار وغيرهم من انبياء الله تعالى من ضمن البلدان التي يعتبرها الأتراك من المدن التي لها قدسية خاصة هي مدينة شانلي أورفة يقصدها السياح المسلمين خصوصًا تقع المدينة في محافظة أورفا في الجنوب الشرقي لأراضي التركية المدينة هي عاصمة الإقليم.
يطلق عليها الأتراك لقب “مدينة الأديان والأنبياء”، وهي رابع أقدس المدن في العالم. يعتقد الأتراك أن سيدنا إبراهيم (عليه السلام) كان يسكن فيها، وأنه واجه فيها نمرود، وأن سيدنا أيوب (عليه السلام) قد عاش فيها خلال سنوات ابتلاء الله تعالى له. وعاش فيها سيدنا يعقوب (عليه السلام) وتزوج فيها. تشتهر المدينة بمواقع إبراهيمية، أبرزها موقع “بالكليغول”، حيث التقى سيدنا إبراهيم (عليه السلام) بنمرود وتحولت النار فيه إلى ماء. ومن أبرز معالمها مسجد الخليل إبراهيم، الذي يتواجد بجانبه كهف، وتحتوي المدينة على عدد من المواقع الأثرية التي تعود لحضارات ما قبل التاريخ. تم اكتشاف حفريات عمرها 12,000 سنة تعود للعصر الحجري مؤخرا. وتضم أيضا أقدم المعابد التي يعود تاريخها لـ 6,000 سنة. تحيط بها عدد من المقاطعات الريفية. شهدت المدينة نموا هائلا منذ عام 2000 بسبب زيادة عدد السياح الذين يزورونها، وهذا بالطبع أدى إلى تحسين الخدمات وانتشار الفنادق، وتمت متابعتها بشكل كامل من قبل وزارة السياحة التركية ..
تعتبر مدينة شانلي أورفة هي عاصمة المحافظة تسمى بالعربية الرها، أغلب سكان المدينة من العرب مع الأكراد تقع المدينة على سهل يبعد عن الفرات نحو 80 كيلو ناحية الشرق يتميز المناخ بالجاف صيفًا والرطوبة والبرودة شتاءًا، عرفت المدينة من قبل بعدد من الأسماء في التاريخ منها Ուռհա Uṙha في اللغة الأرمينية،و ܐܘܪܗܝ و منطقة اورها باللغة السريانية، ره، الرها، في اللغة العربية وانتيوك في اللغة اليونانية وسميت Callirhoe اثناء الحكم اليوناني وسميت Justinopolis تحت الحكم التركي وكثير من الاحيان يفضلون الرها اثناء الحكم السلجوقي شانلي يعني عظيم او مجيد باللغة التركية ليعرف باسم اورفا المجيدة تم اعتماد الاسم من قبل الجمعية الوطنية التركية الكبرى عام 1984 .
تم تسجيل اسم مدينة أورفا في القرن الثامن قبل الميلاد، ولكن يعود تاريخها إلى 9000 قبل الميلاد، حيث توجد أدلة كثيرة على ذلك. تحتوي المدينة على ثلاثة مواقع تعود إلى العصر الحجري، وهي كوبيكلي تبه وجورجيتب والحفريات في تمثال أورفا. كانت المدينة جزءا من عدة مناطق على نهري دجلة والفرات وخوص الهلال الخصب، حيث كانت تزرع الزراعة. توجد أيضا حفريات للمدينة السومرية في أورفا تم اكتشافها في عام 1927. لقد استقطبت المدينة اهتماما كبيرا على مر التاريخ بسبب تعاقب الحضارات مثل السومريين والبابليين والحثيين والأرمن والآشوريين والكلدان والميديين والفرس والمقدونيين القدماء (تحت حكم الإسكندر الأكبر)، والسلوقيون، والآراميون، وأوسروينيس، والرومان، والساسانيون، والبيزنطيون، والصليبيون، وأخيرا الحكم العثماني. سقطت المدينة تحت الحكم الإسلامي في عهد الأيوبيين، وفتحها صلاح الدين. كانت أورفا في عهد العثماني جزءا من حلب، وكانت مركزا تجاريا مهما لتجارة القطن والجلود والمجوهرات. تم احتلالها رسميا من قبل بريطانيا في عام 1919 واستمر ذلك حتى إعلان الجمهورية التركية، ثم بدأت في التراجع وأصبحت ولاية تركية منذ ذلك الحين .
تعتبر شانلي هي البوابة التي دخل الإسلام منها إلى منطقة الأناضول لذلك فهي تعد مهمة بالنسبة للمسلمين ايضًا لها اهميتها في الديانة المسيحية حيث ابحر إليها ملك الرها وأرسل رسالة إلى نبي الله عيسى عليه السلام بقدومه إلى مدينته ارسل لها سيدنا عيسى عليه السلام رسالة يبارك فيها المدينة ما زالت اعمال التنقيب والحفر مستمرة بالمدينة إلى اليوم لأنها مع التنقيب تكشف عن اثار جديدة و اقدام حضارات سالفة لم نكن لنعرف عنها شيئًا ..
تعد المدينة من أهم المدن المناسبة للسياحة التاريخية بسبب ارتفاع مستوى الآثار القديمة الموجودة فيها، خاصة آثار عهود ما قبل التاريخ وعهود ما قبل الميلاد، وأهم معالمها مسجد الخليل الذي يعتقد أن سيدنا إبراهيم القى في النار فيه وتحولت النار إلى بحيرة تعرف اليوم بالمقدسة، حول المسجد يرجع المسجد للعهد الأيوبي، بناه صلاح الدين الأيوبي بعد فتح المدينة، يتميز بالعمارة المفتوحة عكس العمارة العثمانية المغلقة..