العالممدن

مدينة الأشباح التركية .. قصور تركيا المهجورة والسبب وراء ذلك

مدينة الأشباح التركية

يعاني اقتصاد تركيا حاليا من التقلبات بسبب عدة مشاكل اقتصادية واجتماعية ودولية، مما أدى إلى انسحاب العديد من المستثمرين والمطورين من البلاد، ولكن يعمل العديد من المستثمرين التركيين جاهدين على تنشيط الاستثمار وتطويره، ولكن جميع هذه المحاولات تفشل في النهاية، خاصة في مجال الاستثمار العقاري، مما أدى إلى هجرة الكثير من الناس من المدن وعدم استكمال العديد من المشاريع العقارية الأخرى.

تم تصوير عدد من القصور المهجورة في تركيا قبل عدة أشهر بطائرات من دون طيار، ولكن هذه القصور كانت صغيرة للغاية، مما أسلط الضوء على الكثير من المشاكل التي تواجه البلاد، سواء كانت مشاكل اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية.

عن طريق بعض الصحف البريطانية، تعرف الناس إلى عدم اكتمال مشروع برج الباباس السكني الفاخر، وهو يقع بالقرب من قرية مودرن التي تقع بين أنقرة وإسطنبول، وذلك بسبب إفلاس الشركة المتولية لإنشاء المشروع والتي تدعى “ساورت بروبرت غروب.

وذكرت الصحف أن مستقبل القصر الصغيرة الثلاثمائة المتلاصقة ببعضها البعض، الذي تم بناؤه بتكلفة تصل إلى حوالي 200 مليون دولار، غير معروف، وهذا المشروع أصبح تحذيرًا قاسيًا للعديد من المستثمرين والمطورين لعدم الاستثمار أو البناء في تركيا.

بدأ العمل في بناء تلك القصور عام 2014، وتشتمل تلك القصور على العديد من الحمامات التركية والمجمعات الترفيهية التي صُممت لتكون بيوت صيفية للسياح الأثرياء من الخليج، وعلى الرغم من اكتمال بناء تلك البيوت الصيفية، إلا أن عدداً قليلاً جداً منها تم بيعها.

تضمَّن المشروع بناء عدد كبير من القصور التي تشبه قصور ديزني، ولكن بعد انسحاب العديد من المستثمرين والمطورين، لم يتم الانتهاء من بناء تلك القصور بالكامل، حيث تم بناء 500 مبنى فقط من أصل 750 مبنى متوقع بناؤه، وتبلغ ديون الشركة أكثر من 26 مليون دولار.

تسببت تلك الكوارث في كره السكان لقرية مودرن، فقال العديد منهم أن البناء لا يتوافق مع الهندسة التقليدية التي يمتاز بها المكان، حيث أن ذلك المكان كان يتميز بالمباني البيزنطية والمنازل العثمانية المبنية بالخشب التقليدي، ومسجد يبلغ عمره حوالي أكثر من 600 عام، وكل تلك الأثريات تم هدمها بسبب تلك القرية مما أدى إلى غضب العديد من السكان.

في العام السابق، خفضت تركيا معايير الاستثمار الخاصة بالأجانب فقط ليصبحوا مواطنين أتراك، وذلك بهدف زيادة الاستثمار العقاري بما يقرب من 10 مليارات دولار.

لا يوجد دليل يثبت أن المشاكل الاقتصادية التي تواجهها تركيا ستنتهي في المستقبل القريب، ومع ذلك، تسعى المجموعة الاستثمارية بكل جهودها لجذب المستثمرين الخليجيين مرة أخرى، وذلك بتسهيل منحهم تأشيرات السفر.

لا يتعلق الانهيار الاقتصادي في تركيا بالقطاع العقاري فقط، بل يشمل العديد من الكوارث الاقتصادية الأخرى التي تؤثر على الدولة، مما يؤدي إلى انهيار العديد من القطاعات إلى جانب القطاع الاقتصادي، ويؤدي إلى قطع العلاقات الدولية بين تركيا وعدة دول أخرى.

أكد مظهر يدلين، نائب رئيس مجموعة ساورت، أن مشروع الشركة يحتاج إلى بيع مئة فيلا فقط لسداد الديون، ويعتقد أن دعوة الأثرياء الخليجيين للقدوم إلى تركيا ستؤدي إلى بيع هذه الفيلات بأسعار مرتفعة.

السبب وراء انهيار الاستثمار العقاري في تركيا

ليس الاستثمار التركي فقط الوحيد الذي يعاني من الصعوبات الاقتصادية والانهيارات في الوقت الحالي، فالاقتصاد العالمي يتضمن الكثير من التحديات.

الاستثمار العقاري من أكثر المجالات الاستثمارية المعرضة للانهيار على الرغم من تحقيق ذلك المجال العديد من النجاحات في الأعوام الماضية إلا أنه في بعض البلدان انتهت المحاولات في إنعاشه بالفشل من ضمن تلك البلدان تركيا، ومن أسباب انهيار الاستثمار العقاري بداخل دولة تركيا، ما يأتي:

  • توجد بعض الثغرات التي أدت إلى تفشي الخسائر الكبيرة والواضحة في العديد من مشاريع الاستثمار العقاري.
  • يتعامل المستثمر مباشرة مع المؤجر دون وجود التزام بدفع الإيجار بشكل دوري، ويفتقر إلى وجود قوانين تحمي المؤجر من الأضرار التي يسببها المستأجر للعقار.
  • تتسبب الكوارث الاقتصادية في إيقاف الأعمال التجارية بشكل مفاجئ، وتؤدي إلى قلة التدفقات المالية وتوقف التجارة، مما يؤثر بشكل مباشر على الاستثمار العقاري.
  • نظرًا لعدم وجود مهتمين بالعقارات التركية، يواجه صاحب العقار صعوبة كبيرة في بيع أو تأجير عقاره.
  • تعد شراء العقار بالتقسيط من أسباب فشل الاستثمار العقاري في تركيا، حيث يتعذر على المشتري سداد جميع الأقساط في بعض الأحيان.
  • إدارة المشاريع العقارية داخل تركيا إدارة سيئة للغاية تسببت في فشل العديد من المشاريع، وترك العديد من المستثمرين والمطورين تركيا، وانعدام رغبتهم للاستثمار بها مرة أخرى، بالرغم من وجود العديد من الكفاءات والقدرات الإدارية الجديرة بالثقة التي يمكنها التحكم في تلك المشاريع مما يساعد في النهوض بها.
  • عدم الالتزام الدقيق من قبل المشاريع بالمعايير الصحيحة وعدم الالتزام بالاتفاقيات المسبقة يؤدي إلى انهيار المشاريع وبالتالي الاستثمار العقاري في البلاد بأكملها.
  • تشتت انتباه العديد من المستثمرين في الاستثمار في أكثر من مشروع، ووضع المستثمرين العديد من الأموال في أكثر من مشروع، وهذا يؤدي إلى فشل ملحوظ للمشروع.
  • يعد اللجوء إلى المستثمر العقاري سببا في نجاح المشروع، ولكن الكثير من الناس يتعاملون مع السماسرة، مما يؤدي إلى دفع الكثير من العمولة، وارتفاع ثمن العقار أو الوحدة السكنية، مما يؤدي إلى هروب المتعاقدين ويعد أحد أسباب فشل الاستثمار العقاري في تركيا.
  • تشهد تركيا في الوقت الحالي انخفاضًا ملحوظًا في عدد السياح، مما أدى إلى انخفاض الإيجارات وترك العديد من المباني والعقارات مهجورة.
  • ساعد انهيار الاقتصاد الكلي داخل تركيا في هروب العديد من المستثمرين والمطورين منها، وخاصة المستثمرين الخليجيين، مما أدى إلى تعثر العديد من المشاريع العقارية وعدم إكمالها.
  • التخلي عن الطابع التركي التقليدي البارز في البناء، وترك الطابع العثماني الذي كان يجذب العديد من السياح، بالإضافة إلى هدم العديد من المباني الأثرية لبناء وتطوير قرى سياحية حديثة، مما أثار غضب وكره السكان لتلك القرى.

مشاريع للعقارات التركية المتميزة

توجد في تركيا العديد من المشاريع العقارية المتميزة، سواء للمواطنين التركيين أو السائحين أو المهاجرين إلى تركيا، وتتميز تلك المشاريع بوجود عقارات بأسعار اقتصادية ممتازة، ومن بين تلك المشاريع:

  • مشروع وادي الخيال.
  • مشروع سوار أفجلا.
  • مشروع سور إسطنبول.
  • مشروع مودرن.
  • مشروع مطار الاستثمار.
  • مشروع واحة الرفاهية.
  • مشروع ساورت للعقارات.
  • مشروع مودرن نيو هاوس.

نظرًا لتفشي الكوارث والأوبئة في العديد من الدول، فإن الاقتصاد متقلب حاليًا، وتركيا من بين تلك الدول، وتحاول الحكومة بجهود كبيرة حل تلك المشكلات وجذب المستثمرين، لكن جميع هذه المحاولات تفشل، والقطاع العقاري من بين القطاعات الاقتصادية التي تنهار بشكل واضح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى