مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد
على الرغم من الطبيعة الرقيقة السائدة لدى النساء، إلا أن هناك نماذج من النساء حول العالم يلقبن بـ “المرأة الحديدية”، ويتميز ذكاؤهن وقوتهن الكبيرة، وقد وضعن في مناصب مرموقة قد تكون الأولى من نوعها لوضع امرأة فيها، ولذلك تم تسليط الضوء عليهن وأصبحن مشاهير في عالم السياسة .
كريستين لاغارد (Christine Lagarde )
هي كريستين لاغارد مادلين أوديت الشهيرة بـ كريستين لاغارد، هي أول امرأة تترأس منصب مدير عام الصندوق الدولي، ولدت في باريس عام 1956 م، وقد تلقت كريستين تعليمها الثانوي في المدينة الفرنسية ( لو هافر )، والتحقت بعد ذلك بمدرسة ( هولتون آرمز ) ب الولايات المتحدة الأمريكية في بيثيزدا بولاية ميريلاند، ودرست القانون بكلية الحقوق ب جامعة باريس 10، ثم حصلت على درجة الماجستير من معهد العلوم السياسية الموجود في فرنسا بمدينة ( إكس أون بروفونس ) .
أولا مسيرة حياتها قبل الوزارة
بعد تخرجها من كلية الحقوق، انضمت كريستين لاغارد إلى نقابة المحامين وأصبحت شريكة في مؤسسة المحاماة الدولية (بيكر وماكنزي)، وتخصصت في مكافحة جميع أشكالات الاحتكار، وكذلك اهتمت بالشؤون العمالية وعمليات الاستحواذ والدمج .
انضمت كريستين إلى اللجنة التنفيذية لمؤسسة بيكر وماكينزي العالمية في عام 1995، وفي عام 1999 أصبحت رئيس اللجنة. كانت كريستينأيضًا عضوًا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، ورئيس لجنة العمل الأوروبية الأمريكية البولندية من عام 1995 حتى عام 2002 .
وحصلت كريستين لاغارد عام 2002 م على المرتبة الخامسة بصيحفة ( وول ستريت )، في قائمة نساء الأعمال الأوروبيات، وفي العام 2004 م عينت رئيس اللجنة الاستراتيجية العالمية، كما دخلت في مجلس الإدارة لمجموعة آي إن جي البنكية الهولندية، وهي أكبر مجموعة بنكية عالمية متخصصة في مجال البورصة والتأمين .
ثانيا حياتها أثناء الوزارة
قررت كريستين الانضمام للحكومة الفرنسية في عام 2005 م، لتوضع في منصب وزير التجارة الخارجية الفرنسية المنتدبة في حكومة دوفيلبان، ثم أصبحت بعد فترة قصيرة وزير الزراعة والثروة السمكية بفرنسا في حكومة فرانسوا فيون الأول وذلك عام 2007 م، وفي العام 2008 م أصبحت رئيس لمجلس الشئون المالية والاقتصادية في الاتحاد الأوروبي، وكان لها دور بارز في تعزيز الحوكمة الاقتصادية العالمية، ودعم الرقابة والتنظيم المالي في السياسات الدولية .
في عام 2009، حصلت كريستين على لقب أفضل وزيرة مالية في منطقة اليورو، وتم تكريمها بهذا اللقب من قبل صحيفة (فايننشال تايمز)، كما حلت في المرتبة السابعة عشرة في تصنيف مجلة (فوربس) لأقوى النساء في العالم .
وفي حكومة فيون الثانية تقلدت كريستين منصب وزيرة الاقتصاد والصناعة والعمل حتى عام 2010 م، وفي حكومة فيون الثالثة تقلدت كريستين منصب وزارة المالية والاقتصاد، كما قامت بوضع برنامج كبير لإصلاح النظام الاقتصادي الدولي وكذلك عندما مثلت فرنسا أثناء توليها رئاسة مجموعة العشرين في عام 2011 م .
ثالثا، تعيينها كمدير عام لصندوق النقد الدولي
عينت كريستين لاغارد كأول امرأة تترأس مدير عام صندوق النقد الدولي عام 2011 م، وذلك بعد 10 مديرين من الرجال قاموا بترأس إدارة الصندوق، وتم تجديد فترة ولايتها لفترة ثانية، حيث اختارها المجلس التنفيذي ل صندوق النقد الدولي لمدة خمس سنوات أخرى في يوليو 2016 م .
المشاكل التي واجهتها كريستين أثناء توليها مناصبها
تعرضت كريستين لعدة مشاكل في فترة توليها لتلك المناصب، ومن أكبر هذه المشاكل كانت قصية بدأت في العام 2008 م، خاصة برجل الأعمال تابي وتخليه عن أسهمه في شركة أديداس العالمية المتخصصة في ملابس وأدوات الرياضة، وكان يديرها حينها بنك ( كريدي ليوني ) الفرنسي، وهو بنك ملك الحكومة .
واتهمت كريستين في هذه القضية بالإهمال لأنها لم تقدر قيمة أسهم تابي حق تقدير، فلجأ تابي للقضاء لرفضه تقدير حصته من الأسهم من قبل البنك، وقال أنه لم يحصل على المبلغ الذي يستحقه، بل حصل على مبلغ أقل بكثير مما يستحق، واتهم البنك بالخداع حين تم بيع معدات وأدوات المصنع عام 1994 م .
وتسببت هذه القضية في تفتيش منزل كريستين، ورد محاميها على هذا التصرف بأن كريستين ليس لديها سرا تخشاه أو تخاف منه، وأنها فعلت ما نص عليه القانون الفرنسي، وما تطلبته مصالح الدولة الفرنسية، وتقدمت كريستين بطعن في محكمة النقد الفرنسية، ولكن تم رفض الطعن من قبل المحكمة التي رأت ضرورة تعويض رجل الأعمال الفرنسي تابي ماليا عن أسهمه في شركة أديداس .