مدى صحة أن الإستحمام يوميا مفيد
يعتبر الحفاظ على النظافة الشخصية من الأمور الهامة للوقاية من الجراثيم والحماية من الأمراض والعدوى، وتنظيف الأسنان بالمعجون والفرشاة واستخدام الخيط الطبي هي عادات يومية منتظمة تساعد على تعزيز الصحة العامة .
يعتقد معظم الناس أيضا أن الاستحمام يوميا طريقة أخرى للحفاظ على النظافة الشخصية، الشعور بالانتعاش عند الاستيقاظ من النوم، أو للمساعدة على الاسترخاء ليلا، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل الاستحمام يوميا إلزاميا أو جيدا؟
وفقًا لدراسة حديثة أجرتها الخبيرة في الأمراض المعدية والعميد المشارك للبحوث في كلية التمريض بجامعة كولومبيا، الدكتورة إيلين لارسون، فإن خطر الإصابة بالأمراض المعدية لا يقل مع استخدام الصابون أو منتجات التنظيف والتقشير على أساس يومي .
وفقًا للدكتورة لارسون، يعد غسل الأيدي بانتظام طريقة أفضل بكثير لتقليل خطر الإصابة بالأمراض، بالإضافة إلى ذلك، يجب تغيير ملابس الأشخاص بانتظام وغسلها للتخلص من الخلايا الميتة الملتصقة بها .
يقول الدكتور سي براندون ميتشل، أستاذ مساعد في أمراض الجلدية بجامعة واشنطن: `الاستحمام المستمر بالصابون والشامبو قد يؤثر سلبا على البشرة والشعر عن طريق إزالة الزيوت الطبيعية والبكتيريا الجيدة التي تعزز المناعة. لذلك، باستثناء بعض المناطق التي تسبب الروائح الكريهة وتحتاج إلى الغسل والتقشير يوميا، ليس من الضروري تجريد الجسم بالكامل يوميا .
ينصح الدكتور ميشيل أصحاب البشرة الجافة وفروة الرأس والشعر بعدم الاستحمام اليومي، وبأنهم يمكنهم الاستحمام عدة مرات في الأسبوع، ومع ذلك، إذا كان الشخص يعاني من مشاكل في فروة الرأس مثل القشرة، فيجب عليه غسل شعره بانتظام .
يعرف جسم الإنسان بأنه مستودعا للعديد من الكائنات الدقيقة ، وتشمل البكتريا ، الفيروسات ، العتائق والميكروبات الأخرى التي تحمينا ضد الجراثيم ، والإفراط في الإستحمام بالصابون والشامبو يميل لحرمان البشرة والجسم من هذه الكائنات ، ومن المهم أن نذكر هنا أنها مسؤولة عن الحفاظ على مناعة الجسم ، الهضم ووظيفة القلب .
وفقًا لإحدى الدراسات، فإن قبيلة في قرية يانومامي في أمريكا الجنوبية لديها أنظمة ميكروبيوم قوية بسبب عدم تعرضهم للتغريب. يبدو أن هؤلاء الناس لا يستخدمون منتجات التنظيف الغربية، وبالتالي يحافظون على جراثيم غنية بالبشرة والشعر التي تمنع نمو الجراثيم المسببة للأمراض .
لنتعرف بشكل أعمق على الأسباب التي تدفع معظم الناس إلى الاستحمام يوميا. فمن بين الأسباب: التخلص من رائحة العرق الكريهة (خاصة في فصل الصيف)، وغسل الزيوت والشحوم من الشعر، والتخلص من الأوساخ الناتجة عن السفر، وغسل الجسم بعد حركة الأمعاء، وتنظيف القدمين بعد خلع الحذاء. ولكن، هل يمكن بدلا من الاستحمام، غسل اليدين أو الوجه أو القدمين، أو تغيير الملابس، أو شطف الشعر فقط
حسنا ، هذا يعتمد على العوامل التالية :
– المناخ : اعتمادا على المناخ في المنطقة التي تعيش فيها ، ينبغي تقرير الحاجة إلى الإستحمام ، على سبيل المثال ، الشتاء أو المناخ الجاف يتطلب تجنب استخدام الساخن والصابون ، لأنهما يمكن أن يسببان الجفاف وهياج البشرة ، ولكن المناخ الرطب أو الحار ، ينصح بالإستحمام اليومي للتخلص من الأوساخ ، الزيوت ، رائحة الجسم والحبوب ، والتي قد تسبب مشاكل متعلقة بالبشرة .
– نوع الجسم : إذا كان الشخص يتعرق كثيرا وبسهولة، فإن الاستحمام اليومي ضروري، وخاصة إذا كان يمارس التمارين ويتعرق، فيجب عليه الاستحمام مرتين يوميا .
– نوع البشرة : ينصح بأخذ حمام منتظم للحد من خطر انسداد المسام وتراكم الأوساخ والعدوى في البشرة العادية إلى الدهنية. يمكن للأشخاص الذين يعانون من حساسية الجلد والأمراض المرتبطة بالبشرة تجنب الاستحمام يوميا لتفادي تفاقم المشكلة.
يقول خبراء الأمراض الجلدية أن الاستحمام المتكرر والمطول بالماء الساخن لا يفيد البشرة. الاستحمام لمدة 3 دقائق يكفي ويجب تجنب الاستحمام الذي يستغرق 20-30 دقيقة. يجب استخدام الصابون فقط في المناطق التي تحتاج إلى رغوة وتقشير مثل الإبطين والفخذين. هذا يتفاوت من شخص لآخر. لا يجب أن تكون المياه ساخنة بل يفضل أن تكون دافئة أو باردة، حيث يمكن أن تتسبب المياه الساخنة في جفاف البشرة وتقشيرها .
باختصار، يتوقف الأمر بالكامل على حاجة الفرد أو تفضيله لتكرار الاستحمام، وستختلف آثار وأسباب الاستحمام اليومي أو عدمه عن شخص لآخر.