مخاطر وحلول الغزو الثقافي الغربي
الغزو الثقافي الغربي هو استراتيجية حديثة يستخدمها الدول الأوروبية لمواجهة ثقافتنا العربية والإسلامية، بهدف القضاء عليها، من خلال استغلال الشباب العربي كأداة سهلة لتحقيق هذا الهدف. لذا، يتعين على رجال الدول العربية، بما في ذلك العلماء والمثقفين ورجال الدين، مواجهة مثل هذه الدعوات الغربية وتقديم حلول إيجابية لمواجهتها.
ما هو الغزو الثقافي الغربي ؟
هي مجموعة من القيم والمبادئ الغربية التي تم تعزيزها واستخدامها في المجتمعات الغربية بدلا من القيم الإسلامية التي تمسك بها المسلمون لفترة طويلة، وذلك من خلال تجسيد هذه المبادئ في الحضارة والمجتمع المدني، وتصوير المبادئ والقواعد الإسلامية بصورة تخلفية ورجعية، واستخدام الشباب كوسيلة لتعزيز مثل هذه الأفكار، حيث إن هذه الفئة العمرية هي الأكثر تأثرا نظرا لنقص خبراتها في الحياة.
ما هي الأدوات التي يستخدمها الغرب في غزوه الثقافي؟
كل ما يتاح أمام الفرد من تكنولوجيا حديثة ووسائل اتصال ومعلومات يتم استخدامه وتوجيهه في إطار يخدم هذا المنهج وهو محو القيم الإسلامية والثقافات العربية والقضاء على الهوية العربية والإسلامية وذلك مثل تطبيقات الموبيل المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي والإباحية على الإنترنت بدون أي رقابة إلى غير ذلك من المسلسلات والأفلام التي تصور للشباب الحياة على الشكل الأوربي بأنها غاية الطموح والأهداف التي يسعى لها الإنسان وترسيخ ذلك في نفوسهم وعقولهم من خلال الدعوات التي تخرج لتطالب بحقوق المرأة وتتهم الإسلام بالتعدي على المرأة وظلمها وسلب حقوقها وأنه دين يعظم الرجل ويضع من شأن المرأة وما إلى ذلك من اتهامات باطلة.
حقيقة المشكلة:
على الرغم من وضوح المشكلة ومناقشتها بشكل كبير في العديد من الفعاليات والبرامج، إلا أننا لم نجد حلا مباشرا حتى الآن. يكمن جوهر المشكلة في الجمهور والناس بشكل عام، بجميع فئاتهم، وأيضا في العلماء والفقهاء، وهم رجال دين ومفكرون وثقافيون. توسعت الفجوة بين الطرفين، ولا يوجد تواصل أو ربط بينهم. كما أن رجال الدين تخلوا عن دورهم الحقيقي في تفعيل الدين في المجتمعات، عن طريق تبسيط وتطوير المفاهيم الدينية بلغة الحوار، التي تصل إلى فهم هذه الفئات المختلفة من الناس، وخاصة الشباب غير الخبراء، الذين يؤثرون وينصاعون بسهولة للشهوات بأشكالها وألوانها المتنوعة. وهذا يجعل الشباب يميلون نحو الأسهل والأكثر متعة وترفيها، وهو ما يوفره الغرب لهم. بالإضافة إلى ذلك، يتم تصوير الثقافات العربية والعادات والأخلاق على أنها غير مناسبة للعصر الحديث وتعتبر تخلفا ورجعية. ولذلك، يعتبر الغزو الثقافي الغربي واحدا من أهم المشكلات التي يواجهها شباب الأمة الإسلامية في هذا العصر .
بعض الحلول لمواجهة هذه المشكلة:
1. التربية العربية الإسلامية: تحتل المرتبة الأولى في القائمة، فهي الأهم وتعد أساسا لنمو النباتات التي نزرعها في أطفالنا منذ الصغر. يلعب الدور الأساسي في ذلك دور الأهل والمدرسة، حيث يجب تعزيز ثقافتنا العربية وأحكامنا الإسلامية بطريقة صحيحة ومبسطة تترسخ هذه المبادئ في ذهن أطفالنا. يتم ذلك من خلال تعريف الأطفال على الشخصيات التاريخية العربية والإسلامية وإنجازاتهم في دعم الدين الإسلامي والحفاظ على الهوية العربية، بالإضافة إلى الحفاظ على أداء الصلاة والصوم، وتعليم المبادئ الإسلامية كأساسية لا ينبغي تجاهلها.
2. دور الدولة: يجب على جميع الأجهزة الحكومية العربية ذات الصلة، بما في ذلك وسائل الإعلام ووزارات الثقافة والتعليم، أن تتعاون معا لوضع خطة مدروسة لمكافحة ظاهرة مثل هذه، مثل الأفلام والمسلسلات والندوات العلمية الموجهة للشباب والأطفال والبرامج التلفزيونية التثقيفية، بحيث يتم استخدام تطبيقات الهواتف المحمولة وصفحات التواصل الاجتماعي بشكل إيجابي يخدم مصلحة الشباب والأسرة.
3.دور العلماء والفقهاء: يشير هنا إلى الأئمة والأساتذة والمثقفين وعلماء النفس والاجتماع وأصحاب الخبرة في العلم والثقافة، والهدف هو وضع منظومة متكاملة تعتمد على الدين والعلم والثقافة لترسيخ المبادئ التي تعمل على مكافحة هذه الظاهرة.