مخاطر تحفيز الولادة في غير تلك الحالات
مثل معظم النساء الحوامل، قد تصل الأم إلى نقطة معينة خلال فترة الحمل وتكتفي من كونها حاملاً مع المعاناة من القرح أو التعب أو حتى الشعور بعدم الارتياح ، فقد تحتاج المرأة إلى تحفيز الولادة وتقديم الطفل إلى العالم الخارجي بسرعة وعدم الانتظار أكثر من ذلك. وهناك بعض الحالات التي تتطلب هذا التحفيز المبكر قبل موعد الولادة المحدد
على سبيل المثال، قبل تسمم الحمل، استمرار الحمل كان أكثر خطورة على حياة الأم والطفل من تحفيز الولادة، ومع ذلك في هذه الأيام، يتم تحفيز الولادة بشكل أكثر شيوعا لأسباب الراحة وليس لأسباب طبية. وفي بعض الأحيان يلجأ الطبيب إلى تحفيز الولادة ببساطة لأن الوقت قد انتهى أو لأن الطبيب المفضل للمرأة غير متاح في كل الأوقات. يعتبر تحفيز الولادة إجراء بسيطا ولكنه ليس خاليا من المخاطر. ويتطلب تحفيز الولادة أن يقوم جسمك/الطفل بشيء لم يكن مستعدا للقيام به بعد.
ما هو تحفيز الولادة ؟
عندما تنطلق عملية الولادة بشكل طبيعي، فإنها تبدأ عملية معقدة ومدهشة تشمل جسدك وعقلك وطفلك، حيث يعطي طفلك إشارات عندما يكون مستعدًا للخروج إلى الحياة خارج الرحم، ويستجيب الدماغ لهذه الإشارات بإطلاق هرمون الأوكسيتوسين.
يسبب هذا الهرمون انقباضات قوية في رحمك أثناء الولادة، مما يجعل عنق الرحم معلقًا أثناء دفع الطفل، وكلما ارتفعت مستويات الأوكسيتوسين، يقوم الدماغ بإطلاق الإندورفين التي تعد مسكنًا طبيعيًا، وبعد ذلك يتم تجاوز هذه الخطوات الحاسمة في عملية الولادة.
وتكون الأسابيع الأخيرة من الحمل مهمة جدا. ففي خلال هذا الوقت، يتم تمرير الأجسام المضادة لطفلك، بحيث يتم إعداد الطفل لمكافحة العدوى والمرض بعد الولادة.و يكتسب الطفل أيضا الدهون ومخزون الحديد الأساسي، وكذلك شحذ المهارات مثل المص والبلع مع تسارع نمو الدماغ أيضا في 5 أسابيع الأخيرة من الحمل.
الأهم من ذلك، هو أن طفلك لا يزال يتكون من رئتين، ويعتقد الباحثون الآن أن هناك صلة بين نمو الرئة والولادة، حيث في الأسابيع القليلة قبل بدء الولادة تزداد مستويات هرمون الاستروجين وتنخفض مستويات هرمون البروجسترون، مما يجعل الرحم أكثر حساسية للأوكسيتوسين ويعد للولادة في المستقبل، ثم يبدأ ترقق عنق الرحم وفتحه، ويتم تشجيع طفلك أيضا على تحقيق الوضع المثلى للولادة. يضمن هذا العملية بأكملها أن الولادة تكون فعالة وأن طفلك مستعد تماما للولادة وقادرا على التكيف مع الحياة خارج الرحم وبدء عملية الرضاعة الطبيعية بنجاح.
تشمل بعض الحالات التي تستدعي تحفيز الولادة مخاطر التحفيز المبكر
هذه هي الأسباب الأكثر شيوعًا لتحفيز الولادة
– مرور وقت الولادة المحدد : بعض النساء لا تحس بوقت الولادة الطبيعية، ويبقى الجنين في رحمها بدون حدوث أي تقلصات في الرحم، ويمكن أن يستمر الحمل لمدة تتراوح بين 37 و 42 أسبوعا. ونظرا لاختلافات النساء الفردية والعوامل المختلفة في حياتهن التي تؤثر على دورة الحيض، فإنه من غير المنطقي أن تعتقدي أنه يجب أن يتم طرد الجنين بالقوة إذا لم يصل في الوقت المناسب. وتشير الأبحاث إلى أن الحمل يمكن أن يختلف في المدة بشكل طبيعي حتى 5 أسابيع، وتحفيز ولادة الجنين قبل الموعد المحدد يمكن أن يؤدي إلى فوات تطور مهم في الرحم، وزيادة احتمالية حدوث مشاكل في الجهاز التنفسي، وانخفاض نسبة السكر في الدم، واليرقان، وعدم انتظام دقات القلب، وعدم القدرة على تحقيق استقرار درجة الحرارة. وبالإضافة إلى ذلك، قد يواجه الجنين صعوبة في الرضاعة الطبيعية، وهذا يمكن أن يؤثر سلبا على صحة الأم والطفل فيما بعد.
– تمزق الأغشية قبل الأوان : تمزق الكيس الذي يحيط بالجنين قبل الولادة، والذي يسمى تمزق الأغشية قبل الأوان (PROM)، يمنح النساء إطارا زمنيا لبدء التقلصات الطبيعية عادة لمدة 24 ساعة، وبعد ذلك يتم تحفيز الولادة بشكل اصطناعي لتجنب خطر الإصابة. يقلل التحفيز من خطر الإصابة بالبكتيريا من فئة ب في الأم، ولكنه لا يقلل من مخاطر الحاجة لإجراء عملية قيصرية. قد يحدث العدوى بعد الفحص المهبلي الروتيني، حتى مع استخدام القفازات المعقمة، إذ يمكن للطبيب دفع البكتيريا من المهبل نحو عنق الرحم.
– عملقة الطفل : يشتبه الطبيب في حجم الطفل إذا كان كبيرا جدا بالنسبة للحجم الطبيعي، وهناك العديد من الأسباب التي تجعل بعض الأطفال أكبر من غيرهم، منها بعض الأسباب الوراثية أو المشاكل الصحية الأساسية، مثل مرض السكري الحملي، ولا توجد وسيلة لقياس حجم الجنين والوزن بدقة قبل الولادة. حتى الأمهات يمكن أن يشتبهن أن أطفالهن كبار الحجم دون أن يقيسنهم، وكذلك فإن الموجات فوق الصوتية ليست دقيقة بنسبة 100٪. ويعتبر الطفل كبيرا إذا كان يزن أكثر من 4500 غرام، ويكون الخطر الرئيسي مع ولادة طفل كبير هو عسر الولادة عند الكتف، حيث يمكن أن يعلق كتف الطفل. وهذا يعتبر حالة طارئة، ويمكن أن يتسبب في إصابة الطفل (إصابة الضفيرة العضدية). ومع ذلك، يحدث هذا النوع من الإصابات في حوالي 30٪ من الأوقات حتى عندما لا يوجد عسر الولادة من الكتف، ويمكن أن يحدث حتى بعد إجراء عملية قيصرية.
– في حالات سكري الحمل: لا توصي منظمة الصحة العالمية بتحفيز الولادة للأم المصابة بسكري الحمل إلا إذا لم يتم السيطرة على الحالة أو إذا كانت المشيمة لا توفر ما يكفي من الغذاء للطفل، فالتحفيز يتضمن العديد من المخاطر، بل يزيد من خطر الولادة القيصرية.