مخاطر الشخير على دماغ الأطفال
النوم يعتبر أمرا هاما للأطفال، حيث يساعد النوم في نموهم وتطورهم بشكل طبيعي. كلما كانت فترات النوم للأطفال هادئة ومستقرة، زاد نموهم بشكل أفضل. لذلك، تسبب اضطرابات النوم ومشاكله العديد من المتاعب للأطفال، بما في ذلك مشكلة الشخير أو توقف التنفس أثناء النوم .
شخير الأطفال اثناء النوم : يطلق على الشخير أيضا اسم توقف التنفس أثناء النوم، ويحدث نتيجة بعض الاضطرابات في عملية التنفس، مما يجعلها لا تسير بشكل طبيعي أثناء نوم الإنسان، وبالتالي يصدر الشخص صوتا مرتفعا بشكل غير إرادي أثناء نومه، نظرا لعدم قدرته على التنفس بسهولة، وتسبب هذه المشكلة العديد من الأضرار الصحية، وعلى الرغم من اعتقاد البعض بأن الشخير مشكلة تحدث فقط مع الكبار والبالغين، فإن الأطفال أيضا يعانون من هذه المشكلة، وإن كانت بنسبة أقل من نسبة تعرض الكبار للمشكلة نفسها .
ومشكلة الشخير عند الاطفال لا تقتصر على صعوبة تنفس الطفل أثناء النوم ، لكن الشخير أيضآ مشكلة تسبب إضطرابات عديدة للطفل ، وخاصة حين تأتي في مراحل النمو الهامة للطفل ، الذي يحتاج جسمه فيها النمو والتطور بشكل طبيعي ، وخاصة أثناء النوم ، فقد أجريت دراسات أمريكية لتثبت أضرار تعرض الاطفال للشخير خاصة في سن صغيرة .
اضرار الشخير
أكدت دراسة أمريكية أجريت من قبل باحثين في كلية الطب في إحدى جامعات أمريكا أن شخير الأطفال يعد ظاهرة ضارة بصحة الطفل. حيث يؤثر الشخير على دماغ الطفل وتطوره في مختلف مراحل عمره، كما يؤثر الشخير على قدرة الدماغ على أداء وظائفه الطبيعية. وقدمت هذه الدراسة في المؤتمر السنوي لجمعية الصدر الأمريكية، وتم تطبيقها على نحو 88 طفلا يتراوح أعمارهم بين 5 و 7 أعوام، والذين يعانون من شخير كبير أثناء النوم. وقورن هؤلاء الأطفال بمجموعة أخرى من الأطفال نفس الأعمار الذين يعانون من شخير قليل وينعمون بنوم هادئ من دون شخيص .
ضعف مستوى الذكاء
وفي عام 1854، طلب الباحثون من والدي الأطفال في كلا المجموعتين مراقبة سلوك أبنائهم، ومتابعة تطورهم وتعلمهم، فضلا عن مراقبة مستويات التركيز والكآبة وتقلب المزاج لديهم. وبعد دراسة دقيقة للمجموعتين، أثبت الباحثون أن الأطفال الذين يعانون من مشكلة الشخير يحصلون على تقييمات أقل من أقرانهم الذين ينعمون بنوم هادئ ومستقر. فقد تأثرت قدرات أدمغتهم بالشخير أثناء النوم، بالإضافة إلى تراجع مستوى الذكاء والمهارات اللغوية والعلاقات الاجتماعية والتواصل مع الآخرين، وذلك نتيجة لانخفاض نسبة الأكسجين في أجسامهم أثناء النوم وتأثر الجسم بذلك .
دراسة أخرى تؤكد مخاطر الشخير على الاطفال :
وأظهرت دراسة أخرى نشرت في مجلة التايم الأمريكية أن شخير الأطفال في الفترة المبكرة من عمرهم يسبب العديد من المشاكل الصحية الخطيرة، وأوضح الباحثون أن الشخير لا يشير إلى النوم العميق كما يعتقد البعض، بل هو اضطراب في التنفس يحدث للأطفال ابتداء من عمر العام. وأشار الباحثون إلى أنه بعد دراسة حوالي ١١ ألف طفل يعانون من الشخير، تبين أنهم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والحزن والتقلبات المزاجية الحادة من غيرهم من الأطفال في نفس العمر .
يتضح تأثير شخير الأطفال أثناء النوم والأضرار الناجمة عن هذه العادة في السنوات الأولى من حياة الطفل، وتتزايد هذه الأضرار عندما يتجاوز الطفل سن السابعة، ما لم يتوقف الشخير. كشفت الدراسة السبب وراء الأضرار التي يلحقها الشخير بالأطفال، وأكدت أن الدماغ يعمل على استعادة توازنه أثناء النوم عن طريق تلقي كميات كبيرة من الأكسجين. ويحدث ذلك أثناء عملية التنفس، وبالتالي، عندما يتوقف التنفس أثناء النوم، يتعذر وصول الأكسجين إلى الدماغ، مما يؤثر على وظائف الدماغ ويعرض الطفل للعديد من الأمراض والمشاكل الصحية المترتبة على هذه الحالة .
نصح الباحثون بضرورة علاج مشكلة الشخير عند الأطفال بمجرد ظهورها المبكر لحماية الطفل من الأضرار التي يمكن أن تصيبه وليعمل دماغه ويتطور بشكل طبيعي .