مخاطر الشجار أمام الطفل
كيف تؤثر المشاكل العائلية على الطفل
يواجه الزوجان في المنزل مشاكل عديدة بسبب أسباب متعددة، بما في ذلك الأطفال، ولكن سوء التصرف خلال النقاشات الزوجية يمكن أن يؤدي إلى مشاكل أكبر، وخاصة بالنسبة للأطفال الذين يشهدون كل تلك المشاكل، حيث ينتظرون ويراقبون كيفية تصرف الآباء في هذه الحالات.
لا يقصد بالطفل هنا الطفل البالغ من خمس أو سبع سنوات، بل يشير إلى أن طريقة التعامل بين الوالدين في اختلافاتهم تؤثر على أبنائهم منذ الرضاعة وحتى عمر الثامنة عشرة. فالأبناء حتى انتهاء سن المراهقة يتأثرون بشكل كبير بخلافات آبائهم، التي تؤثر عليهم نفسيا وعاطفيا في المدى البعيد، وقد يؤدي ذلك إلى ظهور تصرفات سلبية في المستقبل. ومن الممكن أن يتسبب خلاف الآباء أمام الأطفال في:
- الشعور بالخوف وعدم الامان
يشكل عدم الأمان جانبا سيئا في حياة الطفل، وخصوصا عندما تحتدم المشاكل بين والديه، اللذين يمثلان معنى الأمان بالنسبة له. يشعر الطفل بالضغط والصراع المحيط به، ويتعرف على مصطلحات مثل الانفصال والطلاق، مما يجعله يفكر في كيفية حل هذه المشاكل، وقد يتسبب الخوف وعدم الأمان في توتر العلاقة بين الوالدين والطفل.
تتعب الخلافات المستمرة بين الزوجين وتستنزف طاقتهما ووقتهما وتفكيرهما، ما يدفعهما إلى تجنب المنزل بأي طريقة، وبالتالي يتأثر الطفل بالبعد الناجم عن انشغال والديه، مما يؤدي إلى تشكل أفكار خاطئة لدى الطفل وتأثره بشكل خطير في كثير من الأحيان.
- انخفاض الأداء المعرفي
البيئة المنزلية المتوترة بسبب مشاكل الوالدين تؤدي إلى تشتت انتباه الطفل، مما يجعله غير قادر على استيعاب دروسه، وفهم الأشكال والأرقام والحروف والكلمات الجديدة، وهذا ما يسمى بصعوبات التعلم، الذي يحتاج الكثير من الوقت والجهد لحله، ويترك آثارا سلبية على الدراسة.
- مشاكل السلوك
والخلافات الزوجية المتكررة مع الاصوات المرتفعة او اي من تكتيكات العقاب الأخرى مثل ؛ التهديد بالانفصال ، او الشراب والاهانات وغير ذلك ، قد يؤدي إلى مشكلات كثيرة في سلوك الطفل ، حيث يأخذ العدوان اسلوب في حل مشكلاتهم مع زملائه ، او أشقائه كما قد يستمر معه إلى كبره في حياته الزوجية أيضا.
من الممكن أن يتجه الطفل إلى التفكير في الجانب الآمن من المشكلات، مما يجعله شخصًا سلبيًا يخاف من الآخرين ولا يجرؤ على المطالبة بحقوقه، وهذه مشكلة كبيرة حيث تؤثر على شخصية الطفل فيما بعد، وإذا استمر هذا السلوك فسيؤدي إلى تكوين علاقات فاشلة.
- مشكلات نفسية
يؤدي الصراع الدائم بين الوالدين، والنقاشات الحادة وأحيانا العنف، إلى مشكلات نفسية للطفل تؤثر على حياته بشكل كامل، وتؤثر على مستواه الدراسي، وتسبب له أمراض نفسية مثل الاكتئاب والانطواء المفرط، وعدم الثقة في الآخرين أو في النفس.
مشاكل الزوجين بسبب الاطفال
توجد أسباب متعددة للمشاكل بين الوالدين، سواء كانت بسبب العائلة أو العمل أو الأطفال. ومن بين هذه الأسباب، يعتبر السبب الذي يعد واحدا من أخطر أسباب الشجار أمام الطفل هو وجود خلاف بين الوالدين، خاصة إذا كان أحد الوالدين يقف في موقف ضد الآخر. وهذا يؤثر على الطفل بشكل كبير ويمكن أن يؤدي إلى:
- اتجاه الطفل نحو العنف في التعامل مع الوالدين
- معاداة الطفل لأشقائه والعنف معهم
- إهمال الدراسة
- عدم احترام الوالدين
- الشعور بالعظمة والتكبر
إهانة الام أمام الأبناء
إحدى أكثر الأشياء التي تؤدي إلى الخلافات والمشكلات بين الآباء هو إهانة الأب للأم بأي وسيلة، سواء كان ذلك بالعنف والضرب، أو الشتائم والسب، أو رمي الأشياء عليها، أو التهديد بالطلاق وغيرها من الأساليب الخاطئة، ويؤدي ذلك إلى آثار سلبية قد تستمر مع الأبناء حتى الكبر، مثل
- عدم تقدير المرأة سواء كانت أماً، أختاً، زوجةً، أو حتى ابنةً لها آثار سلبية كبيرة
- الاعتداء على أمه؛ سبها وربما ضربها
- يشعر الطفل الأنثى بالعجز والخوف وعدم الأمان
أثر مشاكل الوالدين على الرضيع
قد تعتقد أن شجارك مع الأم لا يؤثر على طفلك لأنه صغير ولا يهتم، لكن حتى الرضع يتأثرون بشجار والديهم، ويتجلى ذلك في تصرفاتهم كالبكاء والاستسلام
- بسبب رغبته في لفت الانتباه، يبكي بشكل مستمر أثناء شجار والديه.
- هدوء الطفل المفرط خلال شجار والديه يرجع إلى خوفه.
- يتجه الأطفال إلى العنف وعدم الالتزام بالآخرين من الأطفال.
- الشكوى المستمرة من مشاكل صحية.
- تجنب البقاء مع الوالدين.
نصائح عند عدم اتفاق الوالدين
عندما يختلف الوالدان في الرأي، يجب تجنب الخلاف أمام الأطفال حتى لا يتعرضوا لنفسية سيئة وتأثير صحي يؤثر على مستقبلهم، لذلك يجب تجنب الشجار والتعاون فيما بينهما
- يجب تجنب استخدام ألفاظ سيئة أمام الطفل، والعنف بأي طريقة، حتى إن كان برمي الأشياء على الأرض.
- من الأفضل تأجيل أي نقاش بعيدا عن الأطفال في غرفة مغلقة وبصوت هادئ.
- بعد انتهاء الجدال، يجب تهدئة الأطفال وتطمئنيهم بالعناق والكلمات اللطيفة.
- عندما يرتكب الأب أو الأم خطأ في حق الآخر أمام الطفل، يجب عليهما الاعتذار أيضا أمام الطفل وتقديم العفو.
- إذا كنت لا تستطيع السيطرة على غضبك أو كيفية التعامل مع الموقف، فيجب عليك استشارة أخصائي علاقات.
- عند شعورك بأي آثار سلبية تؤثر على الطفل جراء الشجار، عليك التحدث معه ومحاولة معالجة الموقف، أو الذهاب به إلى طبيب نفسي.
- حاول تجنب النقاش حتى تهدأ وتستطيع التفكير بشكل إيجابي.
- أثناء المشاكل، حاول السيطرة على أعصابك وتفادى إيذاء الأطفال أو الطرف الآخر.
- عدم الشجار بسبب الأبناء ضروري، وإذا شكا الطفل لأحد الوالدين عن الآخر يجب الاطمئنان إليه وتهدئته، ثم الحديث مع الطرف الآخر بشكل لا يؤثر على الطفل، وتحاول إقناع الطفل وتهدئته والتقرب منه من خلال اللعب أو قراءة القصص قبل النوم.
- يجب عدم اهانة الأم للأب أو العكس أمام الطفل، والالتزام بآداب الحديث.
وفي النهاية يجب أن يكون هناك وقت كافي للأسرة ، فالأم العاملة يحب أن تستطيع أن توفق بين المنزل والعمل ، والأب أيضا يجب أن يعكس من وقته لأبنائه ، ففي الحقيقة الطفل يحتاج كلا الوالدين في حياته من أجل أن يكون شخصية سوية ، حتى وإن كان الام والاب منفصلين وبينهم اتفاق ، فسوف يؤثر ذلك على الطفل بشكل أو بآخر ، حيث يحتاج الطفل عائلة مترابطة.