محو الذكريات الأليمة من العقل أصبح ممكنا
يمر الجميع بظروف صعبة في حياتهم ويحتفظون بذكريات سيئة جدا لا يمكن نسيانها. يظل الضمير يلوم الشخص طوال الوقت، ولا يمكن نسيان هذا الحادث أو الموقف بسهولة. حتى إذا تم نسيانه، ستعود الذكرى مع مرور الأيام ويعيش الشخص صعوبات في تلك المشكلة. ولكن مع التطور المستمر والتقدم العلمي في مجال الطب، تم اكتشاف حلا قويا وفعالا لنسيان تلك الذكريات ومحوها تماما من الذاكرة بشكل دائم. دعونا نتعرف على هذه الطريقة العلمية التي يمكن أن تمحي الذكريات السيئة من عقول البشر .
توصل علمي
وصل الخبراء إلى طريقة علمية مذهلة للتخلص من الذكريات السيئة التي يرغب الإنسان في التخلص منها. قد تؤدي هذه الذكريات إلى الاضطراب والحزن عند استحضارها. ومع ذلك، لم يتم تنفيذ هذه الطريقة حتى الآن على البشر، ولكنها تمت دراستها على الفئران. اكتشف الخبراء والعلماء أن هناك ملايين من الخلايا في الدماغ مرتبطة بشكل قوي بالذكريات السيئة، ومن خلال محوها يمكن التخلص من الذاكرة السيئة التي تسيطر على مشاعر الكائن الحي. أثبتت الدراسات أن الخلايا المرتبطة بالحزن والذكريات السيئة والخوف تتواجد في جزء محدد من الدماغ بعيدا عن خلايا الذاكرة العادية، بينما تتمركز أجزاء الذاكرة الأخرى في أماكن أخرى غير هذا الجزء الذي يحتوي على الذكريات السيئة والمحزنة والمخيفة للإنسان. يمكن اعتبارها مثل “سلة مهملات” للعقل يمكن التخلص منها بسهولة .
العلاج بالبروتين
وباستخدام الأبحاث الحالية التي تجرى حاليا على الفئران، قد يصل الخبراء والعلماء إلى بروتين محدد يعطى للفئران ويتم مراقبة التغيرات في المختبر. ومن هنا يعتبر الحل الفعال للتخلص من الذاكرة السيئة. فقد تبين أن البروتين ينشط الخلايا العصبية بشكل مميز، مما يزيل الخلايا المتضررة التي تعاني من الحزن والاكتئاب والخوف فقط. وعلى هذا الأساس، استنتج العلماء والخبراء أن هذا البروتين يمكن أن يكون سببا وعلاجا فعالا لإزالة الاضطرابات ومحو الذاكرة للأشخاص الذين تعرضوا لصدمات قوية في حياتهم. ومع ذلك، لا يزال الأمر يخضع للبحث والتحقق من وجود آثار جانبية على الإنسان، حيث يتم إجراء ذلك حاليا فقط على الفئران حتى إشعار آخر. ولا سيما أن هذا البروتين يمكن أن يكون علاجا فعالا جدا للنساء اللاتي تعرضن لحالات اغتصاب، وللناجين من حوادث كبيرة، وكذلك للجنود العائدين من الحروب أو لأولئك الذين يعانون من آثار الكوارث الطبيعية في حياتهم. وتشير الدراسات أيضا إلى أن هذا البروتين يمكنه حذف خلايا عصبية معينة مرتبطة بإدمان المخدرات، مما يجعله علاجا فريدا للإدمان. وقد تم ذكر كل هذا في تحليلات العلماء في صحيفة ميرور البريطانية، تحت إشراف البروفيسور شينا جسلي .
تخوفات تؤخر إصدار البروتين
بالرغم من هذا النجاح الباهر الذي توصل إليه العلماء في هذا الأمر، إلا أن هناك الكثير من التخوفات التي تكمن قلوب وعقول العلماء وهو ما يمنع اتتخاذ خطوة إيجابية لتنفيذه على أرض الواقع، وهو التخوف من التصرفات الأخلاقية في المجتمعات من استخدام هذا البروتين على محو الذاكرة السوداء بطريقة غير صحيحة، حتى القيم ستموت حال استخدام البشر هذا العقار وعدم التعلم من أخطاء الماضي لتلاشيها في المستقبل، فما زالت هناك تخوفات كبيرة تمنع العلماء من أن يقوموا باعتماد هذا العقار ليخرج إلى الساحة العالمية للدواء والعقاقير، فقد نشهد خلال الفترة القادمة ما هو الجديد في إصدار هذا العقار من عدم .