الخليج العربي

محتسبون يقتحمون مسرح الرياض

توجد أحداث عديدة وقعت بين المحتسبين في المملكة وبين بعض الجماهير في العديد من الاحتفاليات والتجمعات، مثل معارض الكتاب في جدة والرياض. بعض هذه الأحداث تثير جدلا واسعا يتحول إلى قضية رأي عام يناقشها الجميع في مواقع الحدث أو على وسائل التواصل الاجتماعي. تنقسم الآراء بين المؤيدين والمعارضين، والراضين والرافضين… ومن بين تلك الأحداث، على سبيل المثال، حدث تدخل بعض المحتسبين في أمسية شعرية للشاعرة أشجان في معرض جدة الدولي العام الماضي حيث طلبوا منها التوقف عن قراءة الشعر. بالإضافة إلى ذلك، حدث اقتحام أحد المحتسبين لاستوديو قناة الثقافية السعودية في معرض الرياض الدولي للكتاب قبل يومين أثناء لقاء على الهواء مباشرة. طلب المحتسب من المذيع أن يجعل الضيفة، التي كانت إعلامية وكاتبة، تخفي وجهها، ومع ذلك استمر اللقاء بعد طرده من الاستوديو. ثم جاءت تلك الحادثة التي وقعت أمس (الجمعة) على مسرح معرض الرياض الدولي للكتاب.

محتسبون يقتحمون مسرح الرياض
أثناء عرض مسرحية “صفحة أولى” على مسرح  خُصص للفعاليات الثقافية في معرض الكتاب في مدينة الرياض يوم الجمعة الثامن عشر مِن شهر مارس الجاري، اعترض محتسبون التابعون لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر  بد أن دخلوا إلى المسرح  على وجود موسيقى في المسرحية المُقدمة لجمهور المعرض مما أصيب المسرح بحالة مِن الضوضاء لبعض الوقت وذلك بسبب رفع الأصوات، والمُطالبة بوقف تِلك الموسيقى المُصاحبة للعرض، وقد أستمر الممثل سلطان اللعبون بأداء دوره رغم كُل محاولات المُقاطعة للعرض القائم.
لم يتوقف المحتجون عن الضجيج الذي أحدثوه في المكان، حيث قاموا برفع أصواتهم مرددين “الله أكبر”، وزعموا أنهم يريدون إقامة الصلاة، وقام أحدهم بالبحث عن المسؤول عن البرنامج الثقافي في المعرض للحديث معه وإيقاف الموسيقى.

أكد مسؤول لصحيفة عكاظ السعودية أن ما حدث ليس كما يصوره الجمهور، وإنما كان بعض الحاضرين غير راغبين في الاستماع للموسيقى، وطالبوا بإيقافها لكي يتمكنوا من استكمال حضورهم للمسرحية.

ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي
دشن مُرتادي موقع التغريدات المُصغرة تويتر وسم أطلقوا عليه #محتسبون_يقتحمون_مسرح_الرياض، حيث كان مِن الوسوم الأكثر تداولاً ليوم السبت 19مارس مِن العام الجاري، وقد تباينت الآراء حول تِلك الواقعة فهناك من أيد ما حدث، وهناك من رفض، فمثلاُ أحدهم غرد مُعارضاً لتلك الواقعة بقوله: “ليس هذا من الاحتساب في شيء وإن دل فإنما يدل على عدم فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويجب أن يعاقب المقتحمون”، وهناك مُغرد آخر قام بتأيد ذلك الموقف بقوله:”الله يقويهم على الحق أين ما كانوا هم يقفون على إقامة شعيرة مِن شعائر الدين ويخذلون فئة الليبرالية والعلمانية” وتنوعت الآراء الأخرى فهناك من نفى أن يكون هُناك إقتحاماً بل كانت المعاملة طيبة مِن قبل المحتسبين وأمر بلين لإيقاف المسرحية إلى ما بعد الصلاة وعلى حد قول المُغرد فقد أثار ذلك التعامل الطيب تسخط”المتلبرلين!”. وهناك من أعترض على كلمة اقتحام ولماذا لا تُستبدل بجملة “يوقفون مسرح وقت الصلاة وبعدها رجعوا”، وهناك أيضاً من هاجم الهيئة بشكل غليظ بِه بعض القسوة، وفي الطرف المُقابل من دافع عنها باستماتة.. كما لم تخلوا تِلك التغريديات مِن المُشاركات خفيفة الظل فهناك من غردت بقولها:” اش كان ع المسرح اصلا!!! لاتقولوا مسرحية لـ فيفي عبده “.  وتظل الآراء دائماً مابين مؤيد ومعارض..ويبقى الواقع كُل يوم يطرح أحداثاً ووقائع مُختلفة.

مسرحية “صفحة أولى”
المونودراما هي نوع من المسرحيات التي تستند إلى فن الدراما، وتعد أحد أشكال المسرح التجريبي، حيث يقوم شخص واحد بتمثيل العرض بمساعدة عناصر مساعدة لنقل رسالة المسرحية.

تتناول مسرحية “صفحة أولى” فقدان قيمة الاحترام للتوجهات والرغبات، والتجاهل للحوار، والعلاقات المتوترة المستمرة بين الأشخاص بسبب عدم الوعي وتبني آراء عنصرية ضد الآخرين وتحويل مفاهيم الاختلاف المشروع.
ورغم ما حدث فقد لاقت تِلك المسرحية إقبال كبير، وخاصة مِن فئة الشباب المهتم بالفن المسرحي، كما لاقت استحسان مِن الجمهور الذي قابلها بتصفيق كبير. المسرحية مِن تأليف علي الخبراني، وتمثيل سلطان اللعبون، وإخراج حسن الفيفي، كما تضمن العرض مقاطع صوتية للشاعر الراحل محمد الثبيتي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى