محاور رؤية ٢٠٣٠ .. مجتمع حيوي اقتصاد مزدهر وطن طموح
نظرة سريعة على رؤية ٢٠٣٠
بناء على إرشادات ودعم خادم الحرمين الشريفين، بدأت رؤية المملكة 2030، وهي رؤية طموحة لمستقبل المملكة وضعها سمو ولي العهد. تهدف هذه الرؤية إلى استثمار كل القوى التي منحها الله للمملكة، بما في ذلك الموقع الاستراتيجي الفريد والقوة الاستثمارية الهائلة والأصول العميقة والقوة الإسلامية. تولت القيادة هذه المهمة بأكملها بالاهتمام الشديد وتوفير كل الموارد لتحقيق الأهداف.
في خلال السنوات الخمس الماضية، تم تحقيق العديد من الإنجازات وظهور مجموعة من التحولات المرجوة التي ساهمت في تحقيق نتائج ملموسة في منظومة العمل الحكومي والاقتصادية والاجتماعية. وقد وضعت هذه التحولات أسسا لنجاح مستقبل مشرق. كما واجهنا تحديات عديدة واستفدنا من الخبرات التي قوت ثقتنا في تحقيق الأهداف. عملنا أيضا على تعزيز كفاءة الحكومة واستجابتها من خلال الاستثمار في التحول الرقمي للحكومة، وتوفير فرص للنمو والاستثمار، وتجديد العديد من القطاعات الاقتصادية الحديثة، وتعزيز التعاون الدولي، مما أدى إلى رفع مستوى جودة حياة المواطنين. تم تحقيق جميع هذه الإنجازات بفضل أبناء وبنات المملكة.
ما هي محاور رؤية ٢٠٣٠
لقد حبى الله المملكة العربية السعودية بنقاط قوة جغرافية وحضارية واجتماعية وديموغرافية واقتصادية كثيرة، تعطيها من القدرة للوصول لمكانة كبيرة ما بين الدول القيادية على مستوى العالمي، ولتأسيس مستقبل أفضل للوطن، وأسست رؤية المملكة العربية السعودية على 3 مرتكزات رؤية 2030 ولها مزايا تنافسية مميزة من نوعها.
إن مكانة المملكة العربية السعودية ستعطيها الفرصة للقيام بدور ريادي في قلب الدول العربية والإسلامية، وفي الوقت ذاته ، ستقوم المملكة باستعمال قوتها الاستثمارية لتأسيس اقتصاد شامل ومستدام، كما ستستغل المملكة موقعها الاستراتيجي الذي يصل ما بين القارات الثلاث: أفريقيا وآسيا وأوروبا.
محاور رؤية ٢٠٣٠ هم (3) محاور :
- المجتمع الحيوي
- الاقتصاد المزدهر
- الوطن الطموح
تتكامل هذه المحاور وتتناغم مع بعضها البعض لتحقيق أهداف المملكة.
المحور الأول لرؤية ٢٠٣٠ المجتمع الحيوي
عند المملكة العديد من الفرص الكامنة والثروات المختلفة، وتأصلت ثروة المملكة الفعلية في الأفراد والمجتمع، فالمملكة العربية السعودية فخورة بما ساعدها لتصبح أمة مميزة تابعة للدين الإسلامي والوحدة الوطنية، فأن المملكة هي قلب العالم العربي والإسلامي وهي صورة لقلب الإسلام، لذا فإن المملكة واثقة بإذن الله من أنها ستأسس مستقبلا منيراً قائماً على الثقافة الإسلامية، وستبقى المملكة في القيام بواجباتها نحو الحجاج على أتم وجه ممكن، وهي فخورة بهويتها القومية الاصيلة.
تعدسعادة المواطنين والمقيمين من أولويات المملكة، ولتحقيق سعادة المواطن، يجب الاهتمام بصحتهم البدنية والنفسية والاجتماعية، وبهذا سوف يتمتع المجتمع بنوعية حياة مميزة ونمط حياة صحي ومحيط صحي يساعد على العيش في بيئة صحية.
يهدف الدولة إلى تعزيز وتطوير مبادئ الرعاية الاجتماعية لخلق مجتمع أصيل ومنتج، من خلال تعزيز دور الأسرة وتحملها مسؤولياتها، وتوفير التعليم الذي يساعد على بناء شخصية الأطفال، وإنشاء نظام اجتماعي وصحي فعّال.
المحور الثاني لرؤية ٢٠٣٠ الاقتصاد المزدهر
أحد أهم أركان رؤية 2030 هو إنشاء بيئة تعمل فيها الشركات وتتوفر فيها الفرص الاقتصادية ووظائف لجميع السعوديين. لذا، الهدف الحقيقي هو الاستفادة من الموقع والإمكانات المتفردة للمملكة وجذب أفضل المواهب والاستثمارات العالمية. تعتبر مهارات وقدرات أبنائنا أحد أهم مواردنا وأكثرها قيمة. لذا، نسعى الآن للاستفادة القصوى منها من خلال تعزيز ثقافة المكافأة على العمل، وتوفير الفرص للجميع، وتطوير وتمكين العاملين بالمهارات التي يحتاجونها لتحقيق طموحاتهم وأهدافهم. وهذا سيعزز الاقتصاد ويوفر فرص عمل متنوعة للشباب السعودي، بالإضافة إلى جذب الكفاءات والمواهب العالمية.
تسعى المملكة إلى فتح باب الاستثمارات والأعمال لتعزيز إنتاجيتها وتسريع تحولها لتصبح واحدة من أكبر الدول الاقتصادية في العالم، وسيتم تحقيق ذلك بإذن الله من خلالتحسين بيئة الأعمال، وإعادة هيكلة المدن الاقتصادية، وإنشاء مناطق خاصة، وتحرير سوق الطاقة لتعزيز القدرة على المنافسة.
يختلف اقتصاد المملكة عن غيره، فهو يعد أحد أهم مقومات استدامتها، ولديها خطط طويلة المدى لتحسين مكانتها وتصنيفها كواحدة من أكبر 20 اقتصادا في العالم. وعلى الرغم من بطء الاقتصاد العالمي حاليا، إلا أن هناك الكثير من الاستثمارات داخل القطاعات الاقتصادية الجديدة الطموحة، والتي تهدف إلى تحسين تنوع الاقتصاد وتحسين الخدمات الحكومية المتاحة.
تقع المملكة العربية السعودية في تقاطع التجارة الدولية بين ثلاث قارات: آسيا وأوروبا وإفريقيا. تسعى المملكة للاستفادة من الموقع الجغرافي المميز لإقامة شراكات استراتيجية حديثة لتطوير اقتصادها ودعم الشركات السعودية في زيادة صادراتها. كما تهدف إلى استغلال مصادر الطاقة المتاحة والإمكانيات الكبيرة في مجال الخدمات اللوجستية، بهدف تعزيز المرحلة الجديدة للتحول الصناعي وتعزيز التبادل التجاري المزدهر.
المحور الثالث لرؤية ٢٠٣٠ الوطن الطموح
لقد ازدهر دور الحكومة ومطالبها بشكل واضح منذ تأسيس المملكة العربية السعودية، ولذها إن المملكة بحاجة للتطوير الدائم كي تظل حكومتها قادرة على تلبية تطلعات وآمال المواطنين ومواجهة التحدّيات الحديثة، وهي ملتزمة بالعمل بحسب معايير مرتفعة من الشفافية والمساءلة، وإدارة مواردنا المالية بكفاءة واقتدار، وبناء مؤسسات حكومية مرنة، واعتماد نظم فعالة لمراقبة العمل.
يساهم جميع المواطنين السعوديين في بناء الوطن الذي يسعون إليه، وتتوفر دور أدوار مختلفة يمكن القيام بها في القطاع الحكومي أو الخاص أو غير الربحي، وذلك لتحقيق الآمال والتطلعات وتحمل المسؤوليات نحو البلد والمجتمع والأسرة وتجاه أنفسهم.
أهم إنجازات رؤية 2030
تم تحسين القدرة على استيعاب عدد أكبر من ضيوف الرحمن عن طريق توسيع نظام الخدمات في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وتم تبسيط عملية الحصول على تأشيرة العمرة لتستغرق فقط 5 دقائق بدلا من 14 يوما كما كان في السابق. وتم تقديم “التأشيرة السياحية الإلكترونية” التي يمكن الحصول عليها بسرعة عبر الإنترنت، وهذا يسهل الإجراءات المتعلقة بزيارة المعالم السياحية والمواقع التاريخية في المملكة.
برامج الرؤية خلال الخمس سنوات الماضية ساهمت في تحسين جودة الحياة في المملكة من خلال جذب وتنظيم مجموعة من الأحداث والفعاليات الرياضية العالمية المعروفة. حققت هذه الفعاليات الترفيهية نجاحا كبيرا، وبالتالي تم تنظيم أكثر من 2000 فعالية رياضية وثقافية وتطوعية، وحضرها أكثر من 46 مليون زائر حتى عام 2020. أدى زيادة عدد الشركات العاملة في قطاع الترفيه إلى أكثر من 1000 شركة، مما ساهم في إيجاد أكثر من 101 ألف وظيفة حتى نهاية عام 2020.
تم إنشاء سبع محميات طبيعية خاصة في عامي 2018 و 2019 لحفظ التنوع النباتي والحيواني ولتكون مخزونا وراثيا حيا، وتحقيق إنجازات عالمية في إنتاج المياه المحلاة: فقد تصدرت المملكة العالم في إنتاج المياه المحلاة بأقوى طاقة إنتاجية للهيئة العامة لتحلية المياه المالحة، حيث بلغت 5.9 مليون متر مكعب يوميا في عام 2020، وساهمت تبديل التقنيات الحرارية وزيادة استخدام التقنيات الصديقة للبيئة في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
تحقيق تطور في القطاع المالي حيث انضمت السوق المالية السعودية `تداول` إلى مؤشري الأسواق الناشئة MSCI و`Standard & Poor’s Dow Jones`، مما سمح للمستثمرين الأجانب بالاستثمار داخل المملكة العربية السعودية، حيث زادت قيمة ممتلكاتهم داخل السوق بنسبة 195.9% لتصل إلى 208.3 مليار ريال بنهاية عام 2020م، وبنسبة ملكية بلغت 12.8% من إجمالي قيمة الأسهم. [5]