محامي ايطالي يقاضي شركة طيران الإمارات
الشخص الذي يعرف القانون جيدا يستطيع أن يقوم بأعمال تضع شركات كبيرة في مواقف صعبة أو يحقق حقوقا غير معروفة لدى الكثيرين، هذا هو ما حدث بالفعل مع شركة طيران الإمارات عندما تمت مقاضاتها من قبل المحامي الإيطالي جورجيو ديسترو، الذي كان على متن الرحلة القادمة من كيب تاون إلى دبي. وبسبب عدم راحته الشخصية كما ينبغي، قام بتوجيه انتقادات حادة لشركة الطيران الإماراتية، وكان السبب في ذلك غريبا حقا. وهو أن الشركة الإماراتية حجزت مقعدا بجانب شخص ضخم الجسم، ولم يتمكن من الاستمتاع براحته. ومن وجهة نظر المحامي والراكب الإيطالي، كان هذا مصدر قلق كبير. من خلال هذه الشكوى، يمكن أن نفهم أن هذا الأمر يمكن أن يؤثر على العديد من الركاب، وربما حتى على أنفسنا. قد يكون ذلك مجرد مزحة أو طرفة تذكرنا بها كثيرا، عندما يحجز لنا مقعد بجانب شخص سمين أو ضخم الجسم على متن الطائرة. ومع ذلك، استغل المحامي هذا الأمر لمقاضاة شركة الطيران الإماراتية، ويعلم تماما أنه سيحصل على التعويض المناسب .
تصريحات المحامي الايطالي
وصل الأمر إلى حد أن الموقف أصبح محل اهتمام الصحف العالمية، وخاصة الإيطالية. وأدلى المحامي الإيطالي جورجيو ديسترو بتصريح هام عبر جريدة “ماتينو دي بادوفا”، حيث قال: “أثناء الرحلة، كنت مضطرا للوقوف في الممر والجلوس على مقاعد المضيفين والمضيفات عندما يكونون غير مشغولين. وإضافة إلى ذلك، تعرضت في المرحلة الأخيرة من الرحلة للمتاعب من الراكب المجاور لي.” وتبين أن هذا المحامي الإيطالي هو حامل بطاقة الذهب من بطاقات شركة الطيران الإماراتية، وبالتالي فهو عضو أساسي ومستمر في رحلاتها. وقام بإبلاغ الموظف الإداري عدة مرات بضرورة توفير مقعد آخر له من أجل راحته، بسبب صعوبة الرحلة وحقه في الراحة والاستجمام خلالها. ولقد كان الكثير من ركاب الطائرة، بعضهم قلق عليه وآخرون سخروا وضحكوا من الموقف. ولكن الموظف الإداري لم يتحرك، حيث كانت كلماته الثابتة له أنه لا توجد مقاعد في الطائرة وأن جميع المقاعد فارغة.
التعويض المطلوب
نصل إلى المرحلة التي كان من المتوقع أن يقوم بها المحامي الإيطالي، حيث لم يأخذ راحته كما أشار، وهو يطالب بالتعويض المعلن من جانبه والمطلوب للتصالح. الرقم الذي طالب به ليس كبيرا في الحقيقة، ولكن يظهر رغبته في إثبات حقه وليس الطمع المادي. فوجدناه يطالب شركة طيران الإمارات بتعويض قدره 2759.51 يورو، منها 759.51 يورو تغطية ثمن التذكرة التي دفعها، بالإضافة إلى مبلغ ألفي يورو كتعويض عن مشقة تعرض لها خلال رحلة الطيران من كيب تاون إلى دبي بسبب اضطراب الجانب الكبير الذي جلس بجواره وعدم قدرته على التأقلم في مقعده طوال فترة الرحلة. لقد أحدثت هذه القضية جدلا واسعا في إيطاليا، حيث تعتبر المحاكم الإيطالية المسؤولة عن البت في هذه القضية وتولي وسائل الإعلام هناك اهتماما كبيرا. من المتوقع أن يتم النطق بالحكم في العاشر من أكتوبر المقبل.
يظهر بوضوح أن المحامي الإيطالي ليس فقط ملما ومتخصصا في القانون، بل أيضا يعلم كثيرون من الأوروبيين حقوقهم المتعلقة بالراحة. وقد أشار العديد من الإيطاليين في وسائل الإعلام إلى أن هذا الأمر يعتبر انتهاكا لحقوق المحامي الإنسانية كراكب في الطائرة، وبالتالي يجب تعويضه والسعي لراحته. هذا النداء ليس فقط من المحامي الإيطالي بل من جميع المستويات في إيطاليا. إنه حقه الفعلي ولا يوجد أي جدال به، ولكن الحقيقة هي أن هناك العديد من حقوق الإنسان في العديد من البلدان لا يلتفت إليها، وهي بالفعل أقوى من مجرد مقعد في طائرة لا يشعر الراكب فيه بالراحة.