تتنوع المناطق الطبيعية في تركيا بين المناطق الجبلية والمناطق الساحلية والمناطق الخضراء والمناطق التي تجمع بين كل هذا، وهو ما يميز تركيا عن غيرها من الأماكن السياحية في العالم. ومن بين الأماكن الأكثر شهرة التي تجمع بين جمال البر والبحر هي محافظة نيغدة في تركيا. تقع هذه المحافظة في الجزء الجنوبي من منطقة وسط الأناضول وتتكون من 6 مقاطعات تغطي مساحة 7312 كيلو متر مربع. تجاور محافظة نيغدة محافظات قيصرية وأضنة وقونية وأكساراري ونفسهير، وبالتالي يمكن للزائر التنقل بين سلسلة من المناظر الطبيعية الخلابة التي تحيط بالمحافظة من جميع الجهات. يوجد جبال طوروس من جهة وجبال حسن من جهة أخرى، وتوجد أيضا جبال ميلندز. وفي الجانب الغربي يوجد سهل إيمين الواسع الذي يطل على محافظة قونية، ويتميز بالتربة البركانية ويعتبر مناطق زراعة البطاطس والتفاح الناجحة .
بسبب إحاطة المحافظة بالجبال من كل الجهات يغلب على المنطقة المناخ الجاف البارد وتتعرض للثلوج والرياح الشمالية الباردة في فصل الشتاء يبدأ معدل هطول الإمطار في شهر سبتمبر تغطي سفوح الجبال من شهر مايو بالمروج والغطاء النباتي مع بعض الغابات، بشكل عام المحافظة مناسبة جدًا لمحبي البيئة الجبلية والسفاري أهم أقاليم المحافظة إقليم نيغدة Niğde ، عرفت المدينة منذ العصور القديمة باسم Nakita أو Nahita و قد تحور الاسم من خلال Nekidâ، Nekide و Nikde إلى نيغدة اليوم.
بداية تاريخ المنطقة منذ العصر الحجري في العصر الحجري الحديث 8000-5500 قبل الميلاد وأثبتت الحفريات مناطق كبيرة لقصدير واستقر فيها الحيثين حسب الوثائق والحفريات التي تم العثور عليها بعد ذلك تعاقبت الحضارات عليها من الرومانية ثم البيزنطية وتم فتحها من قبل الأتراك السلاجقة عام 1166 بحلول القرن الثالث عشر الميلادي كانت نيغدة من اهم المدن الكبرى في الأناضول حولت عدد من المساجد الرائعة ذات التصاميم المعمارية الفريدة والمقابر و دخلت المدنية ضمن الإمبراطورية العثمانية منذ عام 1471 وبعد الحرب العالمية الاولى وعقب اتفاقية لوزان تم ضمها لاراضي التركية عام 1920 ،
تشتهر المدينة بالنشاط الزراعي وهي تتميز بزراعة التفاح والبطاطا، وموقعها الفريد بين إضنة وقونية على ساحل البحر الأبيض المتوسط، مما يجعلها الأقرب للجذب السياحي مثل مناطق كابادوكيا، كما أنها قريبة من مطارات قيصري ونفسهير. كما يوجد بالمنطقة مزارع لتربية أسماك السلمون المرقط وتربية النحل الجبلي الفاخر، وربما من أهم الأشياء التي يمكن شراؤها من السياحة في تلك المنطقة هي العسل الجبلي وأسماك السلمون المعلبة، وتشتهر المطاعم في المدينة باللحوم المشوية على التنور والعيران والطعام التركي الجنوبي، الذي يشتهر به منطقة الأناضول، ورقائق اللحم، كما يتم تنظيم حفلات شواء ليلا مع رحلات السفار .
تشتهر المدينة بالتراث الثقافي الشعبي والأمثال الشعبية والحكم التركية من ابرز الأمثال التركية ( the Turkish equivalent of “the early bird catches the worm”)و يستطيع الزوار الاستمتاع بالطبيعة الجبلية التي تطل على البحر الآثار الرومانية والبيزنطية والمساجد العثمانية والسلجوقية والجلوس في الحدائق والاستمتاع بالفاكهة واهم الأماكن الشعبية والمثيرة داخل المدينة سلاسل جبال Aladağlar وBolkar هي مناسبة لممارسة الرياضيات الشتوية وتسلق الجبال ورحلات السفاري والمشي بين المروج الجبلية والقروية وفي فصل الربيع يتم تغطية التلال بالزهور على الخصوص جبال Aladaglar هي واحدة من الأماكن الاكثر شعبية لتسلق في تركيا و على بعد 7 كيلو متر توجد بحيرة فوهة البركان crater lake، ايضًا تعتبر مدينة نيغدة جزء من مناطق كابادوكيا التاريخية التي يقصدها السياح يوجد بها عدد من القطع البركانية الصخرية وأيضا المدينة القديمة المسماة تيانا وعدد من الممرات المائية الرومانية في منطقة بور اما تحت الارض يوجد عدد من الاديرة الهامة مثل الدير القديم Gümüşler و ايضا يوجد داخل مدينة نيغدة عدد من الينابيع المعدنية للمياه الساخنة هي اهم عوامل الجذب السياحي على الإطلاق بالمدينة بسبب أهميتها في علاج أمراض العظام والروماتزم ولكن الاستثمارات من الفنادق قليلة جدًا داخل المدينة الفنادق فيها بسيطة ولكنها أيضا تجذب قطاع سياحي كبير من السياح خاصة ممن يتوافدون لزيارة منطقة كابادوكيا التاريخية والمداخن البركانية بها ..
إذا كنت تحب السفر والترفيه ومشاهدة المناظر الطبيعية والمعالم السياحية، فلا ينبغي أن تفوت زيارة مدينة نيغدة ..