الخليج العربي

مجهودات الهيئة العامة للسياحة والآثار في إستعادة الآثار المهربة

يتم تولي قطاع الآثار والسياحة اهتماما كبيرا في المملكة حاليا، وتعمل الهيئة العامة للسياحة والآثار على العديد من المبادرات لتعزيز هذا القطاع. واحدة من تلك المبادرات هي استعادة القطع الأثرية المنهوبة التي تم تهريبها خارج المملكة بطرق غير قانونية. هذه القطع الأثرية النادرة ليست مجرد أشياء عادية، بل هي قطع تاريخية تحمل قيما ثقافية كبيرة تمثل تاريخ المملكة عبر العصور المختلفة. في هذه الجهود، نستعرض عمل الهيئة العامة للسياحة والآثار في استعادة القطع الأثرية المهربة.

مجهودات الهيئة العامة للسياحة والآثار
شنت الهيئة العامة للسياحة والآثار بالمملكة حملة هدفها إستعادة الآثار المهربة التي تم تهريبها إلى خارج البلاد بطرق غير شرعية، وكأن القائمين على عمليات التهريب هذه لا يعرفون القيمة التاريخية لهذه القطع النادرة، وما تحتويه من قيمة هامة لتاريخ المملكة وشعبها، إذ تجردوا من كل معاني حب الوطن والإنتماء الذي يتمتع به كل مواطن سوي، ولكن الهيئة لم يعضلها هؤلاء المهربين، حيث بذلت عدداً هائلاً من المجهودات في الفترة السابقة من أجل تمكينها ومساعدتها على إستعادة ما يقارب من 32 ألف قطع أثرية تنتمي للمملكة كانت قد تم تهريبها للخارج.

وتنقسم القطع الأثرية التي تعمل الهيئة على تنظيم العمل بها والتسجيل الرقمي لها إلى 32 ألف قطعة كانت مهربة للخارج بالإضافة إلى 20 ألف قطعة أرشد عنها المواطنون الشرفاء من أبناء المملكة ليكون المجموع الكلي 52 ألف قطعة أثرية إستطاعت الهيئة أن تضمها لحوزتها في الفترة السابقة.

جهود الهيئة في حماية آثار المملكة
تم اتخاذ عدة إجراءات من قبل الجهات المختصة لاستعادة الآثار التي تم تهريبها، ومن بين هذه الإجراءات كان إجراء مسح شامل للآثار وإصدار قائمة بالممتلكات المسروقة من مواقعها لتحديد وتسجيل هذه القطع، وتم إصدار قائمة تفصيلية لوصف تلك القطع وتسهيل عملية التعرف عليها. وللحصول على تلك القطع، أعلنت الهيئة عن مكافآت مادية وشهادات معنوية لأي شخص يعيد أي قطعة أو يبلغ عن مواقع تواجدها.

بعد استعادة هذه القطع الأثرية، قررت الهيئة الحفاظ على هذا التراث باستخدام أحدث الأساليب المتاحة. حاليا يتم تسجيل هذه القطع بواسطة التسجيل الرقمي، الذي يحتوي على معلومات شاملة وتفصيلية عن كل قطعة، بالإضافة إلى معلومات عن المواقع الأثرية والتاريخية وبيانات القطع الأثرية. ستساعد الخرائط الرقمية هذه في الحفاظ على الآثار بشكل كبير.

تكريم المواطنين الذين ساعدوا في استعادة القطع الأثرية
ومن المقرر أن تقوم الهيئة العامة للسياحة والآثار بتكريم حوالي 140 مواطن من هؤلاء الذين أعادوا قطعاً أثرية عثروا عليها للجهات المعنية، أو هؤلاء الذين أرشدوا عن مكان تواجد مواقع أثرية، وذلك خلال فاعليات ملتقى الآثار الأول بالمملكة والذي ستبدأ فاعلياته اليوم بالعاصمة الرياض.

ماهو التسجيل الرقمي للآثار
التسجيل الرقمي للآثار يتضمن أرشفة وتسجيل القطع الأثرية إلكترونيا وفقا لخريطة رقمية ومعايير عالمية معتمدة لتسجيل القطع الأثرية. يهدف التسجيل الرقمي الذي تقوم به الهيئة إلى توثيق وتسجيل جميع المواقع الأثرية والمباني التراثية العمرانية، بالإضافة إلى إنشاء سجل رقمي شامل للقطع الأثرية. يتم ربط كل هذا بخريطة رقمية تتضمن أبعادا وقياسات متعددة متوافقة مع تقنيات نظم المعلومات الجغرافية وقواعد البيانات الرقمية والخرائط والصور والرسوم.

إن المجهودات المبذولة من قبل الهيئة العامة للسياحة والآثار تهدف إلى الحفاظ على الإرث الوطني والتاريخي من الآثار لأبناء المملكة، هذه الآثار تمثل الماضي بكل عبقه ومعانيه الأصيلة التي تساهم في تشكيل هوية المستقبل والحاضر، لذلك على الجميع التعاون مع إرشادات الهيئة للحفاظ على الآثار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى