مجلس التنسيق السعودي الإماراتي
تم استقبال الاتفاقية بحرارة كبيرة في المنطقة من قبل الدول العربية الشقيقة وأيضا من قبل المجتمع الدولي، نظرا للمكاسب والفوائد التي تنبع من هذا التنسيق المشترك .
تواجه المنطقة العربية ودول الخليج عدة تحديات… فمع ظهور الثورات العربية، ظهر العدو الحقيقي للعرب، ونتج عن تدخله في بعض الدول انهيارا من الدماء، وخلف ورائه خرابا ودمارا مأسويا، ناهيك عن تشريد شعوب كاملة. وبذلك، أصبح الأمن القومي العربي مهددا، ويتطلب التعامل مع الموقف برؤية خاصة. وأهم هذه التحديات هي السياسات الإيرانية التي تعادي الدول العربية، فقد تدخلت إيران في شؤون بعض الدول العربية لتحقيق مطامعها في التوسع، وأصبحت أيديهم ملوثة في العراق وسوريا ولبنان واليمن، إذ لم تدخر جهدا في زرع الفتن والقلاقل وتدعيم الميليشيات المسلحة التي أحدثت الخراب والدمار في هذه البلاد، ومكنت جماعات إرهابية متطرفة مثل داعش من السيطرة على مساحات جغرافية هائلة، خاصة في العراق وسوريا واليمن. وأيضا من أهم التحديات هو وقوع مضيق باب المندب تحت سيطرة الحوثيين وإيران، مما شكل خطرا كبيرا على اقتصاد الخليج العربي وعلى اقتصاد شبه الجزيرة بشكل كبير.
حتى يتمكن التحالف العربي الخليجي من مواجهة التحديات، كان من الضروري على دول شبه الجزيرة العربية العمل بتضامن لتدمير هذه المؤامرات. وكان دعم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات الشقيقة لمصر يمثل تصحيحا كبيرا وجوهريا لإيقاف ما يعرف بثورات الربيع العربي. وقدموا المساعدات المادية والعينية إلى الحكومات المتعاقبة خلال السنوات الأخيرة لمساعدة الاقتصاد المصري على استرداد عافيته. ثم نظمت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة عملية عسكرية تسمى “عاصفة الحزم”، شارك فيها قوات التحالف العربي، وكان الهدف منها استعادة شرعية اليمن وتخليص مضيق باب المندب من قبضة الحوثيين وإيران، وطرد الإرهابيين من المدن التي سيطروا عليها. وتمكنت “عاصفة الحزم” من تحقيق نجاح نوعي في اليمن. وقد أثبتت هذه المبادرات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية بالتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة أهمية وجود تحالفات عربية قوية في المنطقة لتكون درعا واقيا لهذه الأمة وتأصيل المشاركات بين الدولتين .
وفي الختام… أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حفظه الله على عمق الروابط بين دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية فيما يتعلق بالعلاقات الأخوية القوية التي تعتمد على الإرادة المشتركة لتحقيق مصلحة البلدين، وتعزيز الدور البارز الذي يلعبه في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وأكد أيضا أن التحديات التي تواجه المنطقة تستدعي منا زيادة الجهود وتكثيف التنسيق والتشاور المستمر لمواجهة الأجندات الخارجية ومخاطر الإرهاب والتطرف التي تسعى باستمرار لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة بأكملها .