متى يعلق الإنسان فشله على الآخرين

يعرف الفاشل بأنه الشخص الذي لم ينجح وتوقف في مكانه دون السعي لتحسين وضعه، وهذا التعريف عام لحالة الشخص تجاه أمر معين. ولكي يستطيع الفرد قياس نجاحه وفشله، يجب عليه أولا معرفة أهدافه وتحديد ما تم تحقيقه. ومع أن الكثير من الأشخاص يواجهون صعوبة في تحديد مواطن نجاحهم وتعريفها، فإن عدم وضوح النجاح يؤدي في النهاية إلى الشعور بالفشل بشكل متضاعف.

قد يكون تحديد كل من النجاح او الفشل هو امر نسبي وقد يختلف من موقف الى اخر . ولهذا قد يختلف تعريف الفشل او النجاح بحسب المواقف وقد تضر هذه الطريقة أكثر مما تنفع. ليس كل شخص متجه للنجاح. قد يتقابل معظمنا مع انسان يشعر بالفشل  في كل اتجاه من اتجاهات الحياة تقريبًا. وفي الاغلب الامر يكون ذلك نتيجة لسلوك طرق غير صحيحة او بسبب تصميمهم على السير في الطريق المعاكس حتى وان كان خاطىء.

متى يعلق الإنسان فشله على من حوله

قد يتصرف الانسان بشكل خاطىء في بداية الامر ثم يتعلم من هذا الخطأ . إذا لم يتقبل الاسان كونه قام بأمر خطأً ، لن يمكنه أن يتعلم امور والأشياء جديدة وبصورة أفضل مع وضع ذلك في الاعتبار ، لذا من الاكيد ان هناك اسباب تدفع يعلق بها الانسان فشله على غيره وقد تظهر هذه الاسباب في عدة صور ومنها:

• سلوك محدد نتاج لرغبة في توضيح موقف معين: هذا هو اتجاه شائع وعام بين البشر، وهو أن يقوم الإنسان بتبرير موقفه الخاص بنفسه عندما يفشل أو يخطئ. وبالتالي، يبدأ الشخص في إلقاء بالفشل والأخطاء على الآخرين، محاولا خداع نفسه بأنه على صواب، حتى لو كان على حساب الآخرين .
• قد يكون لمهاجمة شخص معين: عندما يلقي الإنسان فشله على شخص آخر، فإنه يستخدم طريقة غير مباشرة لمهاجمته، وقد يحدث ذلك دون قصد، ولكن في حالة وجود مشاعر سلبية تجاه هذا الشخص فقد يتفاقم الأمر ويصبح تصرفا سيئا ومسيئا للغير، سواء كانت النية الإيذاء أو عدمها.
• طريقة دفاعية لابعاد الفشل عن الذات: قد يجد جميع الأشخاص صعوبة بالغة في الاعتراف بالفشل والخطأ، وبناء على ذلك، يسعون لإيجاد طرق أخرى يقنعون بها أنفسهم بأنهم على حق، ومن بين هذه الطرق البارزة هي إلقاء اللوم على الآخرين أو تحميل فشلهم لغيرهم، وبهذا يشعرون براحة الضمير، ولكن بدون أي حق.
• استسهال انهاء اي مواضيع: يصعب على الإنسان مراجعة نفسه يوميا بشكل عادل، واكتشاف كل الأخطاء التي ارتكبها، والسعي لإصلاحها، ولكن الكثيرون يستسهلون الأمر ويلقون باللوم على الآخرين بدلا من ذلك، ويبدأ الشخص في إقناع نفسه بأن هذه الأخطاء هي مسؤولية شخص آخر، ولكن في بعض الأحيان يدرك الشخص أن هذا غير صحيح، ويبدأ في البحث عن دافع حتى لو كان مزيفا لإلقاء اللوم على الآخرين وتحميلهم ثمن الأخطاء. يتعلم الإنسان الكذب في وقت مبكر من الحياة وعلى الرغم من كونه الخيار الأسهل عادة، إلا أننا ندرك تماما خطورته وآثاره السلبية .
• عدم احساس الانسان بالذنب: يمكن أن يقدم الإلقاء باللوم على الآخرين عذرا للتصرف بطريقة مؤذية، ومن بين الطرق الأكثر شيوعا هو إقناع الذات بأننا على حق، وتكميم صوت الضمير، وذلك بالسلوك وفقا لطرق التفكير التي تبرر الفعل، بغض النظر عن الدوافع الحقيقية له .

إذا حاول الإنسان قضاء أوقات للعمل على النفس ستكون النت”(3358)” “إذا حاول الإنسان قضاء وقت للعمل على النفس، ستكون النتائج أفضل مما هو متوقع. وستكون مناطق التطور النفسي والنمو هي مناطق جديدة للراحة. ولكن قد يتعرض الإنسان للانتكاسات، وهذا أمر طبيعي في حالة وجود الفشل. فقد يحاول الشخص القيام بشيء لم يقم به من قبل. وهناك فرق بين التعلم والانتكاسة والشعور بالفشل، وقد يسعى الإنسان للتغلب على الفشل للأسباب التالية:

• المعتقدات الخاطئة: قد يمنع الإنسان نفسه من التقدم والنجاح الدائم بسبب اعتقاده الخاطئ بأن الشخص الفاشل لا يستطيع فعل أي شيء، ويبدأ الإنسان في الشعور بأن أي نجاح سابق حققه كان بمحض الصدفة أو بسبب الحظ وليس بفعل أي جهد من جانبه، وهذا يؤدي إلى المزيد من الفشل.
• المقارنة الدائمة: عندما يتم مقارنة المشاكل والمعاناة اليومية مع قصص خيالية افتراضية، التي تظهر شخصا مثاليا في مكان مختلف عن الواقع الذي يعيشه الإنسان، فإن ذلك يؤدي إلى حدوث مقارنة غير عادلة، وهذا النوع من المقارنة يولد شعورا بالفشل الأكثر عمقا وشدة .
• رثاء النفس ودور الضحية: في غالب الوقت يقنع الإنسان نفسه أنه لا يستطيع القيام بأمر معين أن يفعل شيئا محددا، وقد تكون هذه مجردة تبريرا لعدم الرغبة بالأمر ومجرد العيش بدور الضحية وهو أمر سيجلب المزيد من مشاعر الفشل.

• قلة الثقة: إن الفشل الحقيقي ينبع من شعور الإنسان الدائم بعدم الأمان بعدك. الأشخاص الذين لا يكتسبون الثقة يكونون هم الأقل تعرضا لتجربة أمور جديدة، أو المخاطرة، أو تحولهم فيما بعد إلى قادة محترفين، لأنهم قد لا يكونون لديهم فكرة أو مبدأ يقودون حياتهم بناء عليه. إن عدم الأمان يجعل الإنسان يشك ولا يثق في قدراته ومهاراته، ومن هنا يبدأ الفشل في التسلل إلى حياته ويسيطر عليها مع مرور الوقت .
• التعرض للسيطرة الخاريجية: يشير مصطلح السيطرة إلى الموضع الذي يتواجد فيه جميع التزامات ومسؤوليات الأفراد المختلفة. والأفراد الذين يلومون الظروف الخارجية على مشاكلهم أو نجاحاتهم هم الذين يخضعون لمركز خارجي من عدم السيطرة. في هذه الحالة، يفقد الإنسان السيطرة على حياته ويصبح متخليا عن سيطرته الداخلية، ويتحتم عليه الخضوع للسيطرة الخارجية المتسلطة على حياته .
• الاندفاع وتفضيل الإشباع الفوري: الاندفاع يعني التحرك وفقا لقرارات فورية ومواجهة الصعوبات في تحقيق الأهداف ذات المدى الطويل. لا يتطلب ذلك الأمر التزاما طويل المدى مثل المشاريع التجارية الأخرى، بل يتطلب أيضا القدرة على المتابعة حتى عندما ينشأ شعور بالملل أو الغضب أو الحاجة إلى شيء ما في الوقت الحالي. يدل الرضا الفوري على رغبة الشخص في أن يشعر بالرضا في اللحظة بدلا من انتظاره .
• عقلية ثابتة: تعرف العقلية الثابتة بأنها القدرة على فهم وتقييم كل ما يتعلق بها كصفة شخصية ثابتة. فالشخص الذي يتمتع بالعقلية الثابتة هو الشخص الذي لا يمكن له أن ينمو أو يتحسن أو يتعلم ويتطور في العديد من المهارات والمواهب الجديدة. يقولون إن هذه العقلية والصفات هي شيء فطري، وبالتالي لا يدركون أنهم يمكنهم تحسين أنفسهم في جميع المجالات أو اكتساب مهارات جديدة ومفيدة.
• العصابية: تنتج العصبية بسبب القلق والتوتر والخوف، وترتبط بشكل أكثر بعدم الاستقرار العاطفي، ولا تعتمد على الحالة المزاجية للشخص.