متى يشرع التورك في الصلاة
معنى التورك في اللغة
– يُستخدم مصطلح التورك في الصلاة لوصف هيئة الإنسان المصلي، حيث يجلس المصلي عند التشهد، مفضيًا بوركه الأيمن إلى الأرض ومبرزًا رجله اليسرى من الجانب الأيمن. وتعني كلمة “ورك” في الوادي “عدل فيه وذهب”، في حين تعني كلمة “ورك” في اليمين “عدل نيته إذا كان ينوي شيئًا آخر غير ما نوى مستحلفًا به .
تورك في معجم الرائد : (ورك) استند على وركه ، ورك الولد أو غيره : أي أقعده على وركه، التورك في الصلاة : وضع كفه على وركيه ، تورك على الدابة : أي ثنى رجله للنزول من عليها أو للاستراحة ، تورك له : اي صدمه برجله حتى طرحه أرضا ، تورك بالمكان : أي أقام به ، تورك على الأمر : استطاع عليه ورك عن الحاجة : توانى عنها .
التورك في الصلاة
التُركُ في الصلاة من السُنَن الثابِتَة عن نبيِّنا الكريم مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم، وللتُرك بعض الصِفَاتِ الثابِتَة، وهي:
- ينحني الشخص على قدمه اليسرى ويمد قدمه اليمنى، ثم يسحبها إلى الخلف من جهة اليمين، ويضع أليتيه على الأرض .
- الصفة الثانية هي انفتاح قدميه اليمنى واليسرى وسحبهما من الجهة اليمنى ووضع أصابع القدمين على الأرض .
متى يشرع التورك في الصلاة
- هناك اختلاف بين العلماء حول موضع التورك في الصلاة وأنواع الصلاة التي يجوز فيها التورك. في المذهب الحنبلي، يكون التورك بعد التشهد الثاني في الصلاة التي تحتوي على اثنين من التشهدات. أما إذا كانت الصلاة تحتوي على تشهدة واحدة، مثل الصلوات التي تصلى ركعتين ثم ركعتين، مثل صلاة الفجر، فيكون الافتراش في التشهد الأول والأخير. وهناك آراء مختلفة أيضا تقول أن التورك في التشهد الأول والافتراش في التشهد الثاني لتوضيح الفرق بينهما، فلا يكون الافتراش مثل التورك. ويكون التورك فقط في الصلاة التي تحتوي على اثنين من التشهدات، ويكون في التشهد الثاني .
- أما الشافعية، فهم يرون أن التورك (الإشارة باليد والإصبع) مستحب في التشهد الأخير، سواء كانت الصلاة ثنائية أو ثلاثية أو رباعية. يستدلون بهذا على قول أبي حميد في الركعة الأخيرة: `وإذا جلس في الركعة الآخرة قدم رجله اليسرى، ونصب الأخرى، وقعد على مقعدته`، مما يعني أن المصلي يقوم بالتورك في التشهد الأخير من صلاة الصبح وكذلك صلاة العصر .
- قال الإمام النووي إن التورك يكون في التشهد الأخير، وأن التشهد الأول يكون المصلي مفترشا، وإذا كانت الصلاة تحتوي على تشهد واحد فإن المصلي يجلس متوركا .
- والقول الراجح هو قول الحنابلة .
- وقال ابن قدامة رحمه الله في ” المغنى ” (1/318) : ” جَمِيعُ جَلَسَاتِ الصَّلَاةِ لَا يُتَوَرَّكُ فِيهَا إلَّا فِي تَشَهُّدٍ ثَانٍ ، لحَدِيثُ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ ( أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا جَلَسَ لِلتَّشَهُّدِ افْتَرَشَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى , وَنَصَبَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى) ، وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ مَا يُسَلِّمُ فِيهِ وَمَا لَا يُسَلِّمُ ، وَقَالَتْ عَائِشَةُ : ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ التَّحِيَّةَ , وَكَانَ يَفْرِشُ رِجْلَهُ الْيُسْرَى وَيَنْصِبُ الْيُمْنَى ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
- وعندما سئل الشيخ ابن عثيمين عن موعد تكرار الصلاة بالتشهد الواحد، أجاب بأن تكرار التسليم شرع فقط في الصلاة التي تحتوي على تشهدين، ويتم في التشهد الأخير منها. بينما في الصلاة التي تحتوي على تشهد واحد، لا يوجد تكرار للتسليم .
الفرق بين التورک والافتراش
- التورك هو وضع اليد اليمنى فوق اليسرى، ووضع اليمنى تحت الخصر، وتوجيه كلتا القدمين نحو اليمين، ووضع الأصابع على الأرض، وهو سنة في التشهد الأخير من كل صلاة تحتوي على شهادتين، مثل صلاة المغرب والعشاء والظهر والعصر والمغرب .
- الإفتراش يعني أن يضع الشخص قدمه اليمنى ويمتدّ بالقدم اليسرى ويجلس عليها، وينبغي أن يفعل ذلك في الصلاة التي يشهد فيها تشهدًا واحدًا، ولا ينبغي للشخص أن يلتفت وإنما يفترش. وقد ذكرت عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم بالتحية في كل ركعتين، وكان يفترش رجله اليسرى ويضع اليمنى .
- وكلاهما سنن، وليستا من أركان وواجبات وشروط الصلاة.
حكم التورك في الصلاة للنساء
التورك هو سنة تتم في الصلاة ذات التشهدين ، وتكون بافتراش القدم اليسرى ونصب القدم اليمنى ، وتوجيههم ناحية اليمين أما في الصلاة ذات التشهد الواحد يفترش، والسنن يستحب اتباعها للنساء وللرجال اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن هناك بعض الأمور الغير مستحبة للنساء لما فيها تشبه بالرجال ، أن في أمر العبادات فمن الواجب على النساء أيضا اتباع سنته فيستحب للنساء التورك أيضا ، وذلك لتساوي الرجل والمرأة في الأحكام الشرعية ، وخاصة في الصلاة لشمول حديث النبي صلى الله عليه وسلم (صلوا كما رأيتموني أصلي) .
حكم من لا يستطيع التورك والافتراش في الصلاة
يُفضل أن يجلس الشخص مفترشًا عند الصلاة في ثلاثة مواضع، وهي:
- بين السجدتين
- في التشهد الأول من صلاة التشهدين .
- في التشهد الوحيد في الصلاة، يتم استخدام التشهد الواحد فقط .
وكما وضحنا أنها سنة مستحبة في الصلاة ، وليست واجبة والسنن لا إثم في تركها فمن قام بها يثاب ، ومن تركها لا إثم عليه ، فإذا لم يستطع الشخص التورك ، والافتراش في الصلاة لأي سبب كأن يكون بدين الجسد فيؤلمه الجلوس على قدمه ، أو أن تكون قدمه مصابة بعلة ما ولا يستطيع الجلوس عليها ، أو افتراشها فلا حرج عليه في هذه المسألة ، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم(إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ) رواه البخاري ومسلم .
أيهما أفضل التورك أم الإفتراش في الشهادتين
اختلف العلماء في هذه المسألة، فاختار المالكية التورك في كلا الحالتين، واختار الشافعية التورك في الحالة الأخيرة والافتراش في الحالة الأولى. قال الشافعي إن الأحاديث التي ذكرت في هذه المسألة لم يتوصلوا إلى حكم نهائي بشأنها. وقد اختار أبو حميد الافتراش في التشهد الأول والتورك في التشهد الأخير من الصلاة الثلاثية، والتورك في الصلاة الرباعية مثل العشاء والعصر والظهر والمغرب، أما الصلاة الثنائية كالفجر فعليهما الافتراش .
التورك بين السجدتين
ليس هناك هيئة محددة للقعود بين السجدتين، ولكن يستحب التورك والافتراش بينهما تقليدًا للرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن من ترك التورك والافتراش بينهما، سواء كان قادرًا على ذلك أم لا، فلا إثم عليه .