متى يتوقف دم النفاس بعد العملية القيصرية
ماهي فترة النفاس
تتمثل فترة النفاس في الفترة التي تلي مباشرة عملية الولادة، وتتسم هذه الفترة بنزول دم النفاس مصحوبًا بآلام وتقلصات في البطن والظهر، وتختلف مدتها من سيدة إلى أخرى.
ما هو دم النفاس
دم النفاس هو الدم الذي يخرج من رحم الأم عبر المهبل مباشرة بعد الولادة. يستمر تدفق الدم لمدة تتراوح بين أسبوعين وستة أسابيع (أربعين يوما). خلال هذه الفترة، ينقبض الرحم للتخلص من الدم والأنسجة الزائدة التي تكونت خلال نمو الجنين. هذه عملية طبيعية تحدث لجميع النساء بعد الولادة، سواء كانت طبيعية أم قيصرية.
متى يتوقف دم النفاس بعد القيصرية
أظهرت الدراسات أن مدة تدفق دم النفاس تتراوح بين أسبوعين وستة أسابيع، ويختلف هذا التفاوت بين النساء، وقد يتغير حتى لدى السيدة نفسها في ولادات مختلفة. ولا يرتبط مدى النفاس بطريقة الولادة، سواء كانت طبيعية أو قيصرية، بل يرتبط بطبيعة جسم المرأة وحصولها على كمية كافية من الراحة والتغذية الجيدة بعد الولادة.
كمية دم النفاس بعد عملية الولادة القيصرية
تختلف كمية الدم بعد الولادة القيصرية عن الولادة الطبيعية، إلا أن المرأة تمر بمراحل مشابهة تقريبا. يكون النزيف غزيرا في الأيام الأولى بعد الولادة، ثم يتدرج تدريجيا في الانخفاض ويتغير لونه مع الوقت حتى يتوقف تماما. يتم التحقق من علامات الطهر عند انقطاع الدم تماما، أو رؤية القصة البيضاء، أو بعد مرور 40 يوما، وما يزيد عن ذلك لا يعتبر نفاسا.
أسباب قلة دم النفاس بعد عملية الولادة القيصرية
يظهر دم النفاس نتيجة فصل المشيمة عن جدار الرحم أثناء الولادة، مما يؤدي إلى نزيف في الأوعية الدموية في بطانة الرحم، ويتم تدريجيا انقباض الرحم حتى يتوقف الدم ويشفى الأوعية الدموية. يكون الدم في البداية غزيرا وأحمر اللون ويحتوي على تجمعات دموية متجلطة، ثم يتحول إلى اللون الوردي ثم إلى اللون الأبيض المائل للصفرة في نهاية فترة النفاس.
الراحة والتغذية الصحية الجيدة مهمتان لتسريع عملية الشفاء وعودة الرحم إلى مكانه الطبيعي.
في الولادة القيصرية، يتم توقف تدفق الدم مبكراً بعد الولادة بسبب تنظيف الرحم يدوياً من قبل الطبيب وفريق التمريض، بينما يتم تأخير هذه العملية في الولادة الطبيعية لأن الرحم يحتاج وقتاً أطول لتنظيف نفسه من الافرازات وإخراجها جميعاً.
تشعر المرأة التي ولدت بعملية قيصرية أن معدل تدفق الدم النفاسي يتوقف بشكل أسرع أو يقل تمامًا في فترة مبكرة بالمقارنة مع الأمهات اللاتي ولدن طبيعيًا، ولكن تستمر الإفرازات المختلطة بالدم أو البيضاء المائلة للصفرة حتى نهاية فترة النفاس.
الراحة التامة وتناول الأطعمة الصحية الجيدة المغذية وكذلك الرضاعة الطبيعية بعد عملية الولادة القيصرية تزيد من معدلات هرمون البرولاكتين، مما يساعد الرحم في الانقباض والعودة إلى وضعه الطبيعي أسرع مع قلة تدفق دم النفاس والشفاء المبكر، لذلك يجب على الأمهات الاهتمام بالتغذية السليمة المتوازنة بعد الولادة، مع تناول كميات كبيرة من السوائل.
لون دم النفاس بعد عملية الولادة القيصرية
يتشابه لون الدم بعد الولادة القيصرية مع لون الدم بعد الولادة الطبيعية، حيث يكون أحمرا مائلا أحيانا إلى اللون البني في اليومين الأولين، ويكون ممزوجا ببعض الأنسجة والمخاط أو التكتلات الدموية التي تكونت، ويكون الدم غزيرا، ومن اليوم الثالث وحتى مدة أسبوع يبدأ تدفق الدم بالتراجع ويميل لونه إلى اللون البني الغامق، ثم تبدأ الأنفاس في التقليل تدريجيا مع انخفاض تدفقه من الرحم، حتى يتحول لون الدم إلى الأصفر الشاحب في نهاية فترة النفاس.
الأسباب التي تؤدي إلى نزول دم بعد الولادة
من الأمور الطبيعية التي تتعرض لها كل سيدة بعد عملية الولادة هو خروج دم النفاس، وذلك نتيجة لحدوث تغيرات هرمونية تعمل على انقباض الرحم مرات متتالية، وبالتالي تعمل الانقباضات على التخلص من بقايا الدم والانسجة المشيمية المتبقية، ويساعد أيضاً على التئام موضوع المشيمة وعودة الرحم الى حجمه الطبيعي قبل حدوث الحمل والولادة.
تمر فترة نزول دم النفاس بسلام لمعظم الأمهات، ولكن بعض الحالات يمكن أن يحدث لها نزيف شديد وليس نفاساً طبيعياً، وفي هذه الحالة يمكن للأم التفريق بين دم النفاس الطبيعي والنزيف غير الطبيعي
- يحدث تدفق الدم بكميات كبيرة جداً، لدرجة أنه يمكن أن تُغمر فوطة صحية كبيرة الحجم في أقل من ساعة.
- يتميز نزول أنسجة وتكتلات دموية كبيرة بشكل مفرط مع الدم، حيث تبدو الكتلة الدموية بحجم حبات البرقوق أو أكبر من ذلك.
- تدفق الدم من الرحم لا يتوقف ولا يقل مع مرور الوقت.
وعند تعرض الأم لهذه الحالة فإنها تشعر بالضعف الشديد، وتشويش الرؤية والدوار والغثيان في بعض الحالات، وقد تعاني أيضاً من حدوث زيادة في ضربات القلب أو تتعرض للإغماء، وفي هذه الحالة يجب على الأم الذهاب الى الطبيب فلا بد من تدخل طبي فوراً عند ملاحظة هذا النزيف، وذلك لكي يأخذ الطبيب الإجراءات اللازمة لحماية صحة الأم.
العناية بالنفاس بعد عملية الولادة القيصرية
تعد فترة النفاس من الفترات الصعبة التي تمر بها أي امرأة، خاصة إذا كانت عملية الولادة قيصرية، وما زالت تتألم من آثار الجرح، وفي هذه الفترة تمر المرأة بالعديد من التغيرات الجسدية والنفسية، وزيادة على ذلك، شعورها الجديد بالمسؤولية تجاه المولود، والرعبء إضافيا على السيدة في هذه المرحلة، لذا يجب على الزوج وغيره من أفراد العائلة التعاون مع الأم في هذه الفترة وذلك للحفاظ على سلامتها، وتعتبر من أهم احتياجات الأم في هذه الفترة الآتية:
- النوم: تحتاج الأم في هذه الفترة إلى الحصول على قسط كافٍ من النوم، نظرًا لأن نوم الرضيع في البداية يكون متقطعًا، لذلك يجب على الزوج مساعدتها لتتمكن من الحصول على قسط كافٍ من النوم.
- الراحة: تحتاج الأم أيضًا في فترة النفاس إلى الراحة الكاملة لتمر بهذه الفترة بسلام، وبالتالي لا ينبغي عليها القيام بالأعمال الشاقة حتى في المنزل.
- الطعام الصحي: تحتاج الأم في هذه الفترة إلى تناول الأطعمة الصحية لاستعادة توازنها وتعافيها بشكل سريع، وينبغي الحرص على تناول الغذاء الصحي لأن الأم في هذه الفترة مشغولة كثيرًا، وهذا قد يؤدي إلى الإنهاك والضعف.
- المتابعة مع الطبيب: تنبغي على الأم عدم تجاهل الموعد المحدد من قبل الطبيب للمتابعة بعد الولادة، حيث يتم الاطمئنان على وضع الرحم والتأكد من شفاء الجرح. ويتعين عليها إخبار الطبيب في حالة ملاحظة أي تطور غير طبيعي، مثل النزيف الشديد أو ارتفاع درجة حرارة الجسم.