متى يبان مفعول سورة البقرة
متى يبان تأثير سورة البقرة
لم يتم الوصول إلى الدليل الشرعي الموثوق الذي يقول أن قراءة سورة البقرة بشكل كامل يوميًا لمدة 40 يوم يؤدي إلى تحقيق الأمنيات التي يتمناها قارئ السورة، مع تيسير أموره، وقد أوضح أهل العلم أن القيام بتخصيص مجموعة من السور والآيات القرآنية لقضاء بعض الحاجات بدون دليل يعتبر من المحدثات.
أوضح الدكتور بكر أبو زيد في كتابه “بدع القراء القديمة والمعاصرة” أن من البدع المتعارف عليها في زماننا الحالي التخصيص بدون دليل، ويتم ذلك بقراءة آية أو سورة في زمان معين أو مكان معين أو لقضاء حاجة من الحاجات.
من الضروري الاستمرار في قراءة سورة البقرة وسور القرآن الأخرى والدعاء إلى الله لتحقيق الحاجات والأماني، وذلك دون اعتقاد أي شيء، حيث لا يوجد دليل على هذا الاعتقاد.
وثبت عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أنه قال فيما رواه عنه عمران بن حصين: `اقرؤوا القرآن واستعينوا بالله به قبل أن يأتي قوم يقرؤون القرآن فيسألون به الناس.` رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع.
وعن عمران بن حصين أيضًا: قابل قارئ شخص يقرأ، ثم استرجع، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من قرأ القرآن فليدعو الله به، فإنه سيأتي أناس يقرون القرآن ويستدلون به على الناس. رواه الترمذي وقال: حديث حسن، وصححه الألباني في صحيح الترغيب.
قال المباركفوري في تحفة الأحوذي: ليتسأل الله به، أي أن يتوجه إلى الله تعالى بالقرآن لطلب ما يشاء من أمور الدنيا والآخرة، أو المقصود هو عندما يصادف آية رحمة فليطلبها من الله تعالى، ويمكن أيضا أن يدعو الله بعد قراءة الأدعية المأثورة.
أفضل وقت لقراءة سورة البقرة
من الأفضل قراءة سورة البقرة في أي وقت للحصول على فضل القراءة والدعاء بها إلى الله عز وجل، ولكن يوجد بعض النصوص القديمة التي تشير إلى أن الأفضلية تكون لقراءة سورة البقرة في الليل بشكل عام، لأنه في هذا الوقت يكون الإنسان أقرب لدرجة الخشوع وبعيدا عن الرياء.
هذا يشمل سورة البقرة وجميع السور والآيات الأخرى في القرآن. وفي كتابه العزيز، يقول الله تعالى: `من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون` [آل عمران: 113]. وقال صلى الله عليه وسلم: `نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل`، وروي ذلك عن البخاري. وكان إبراهيم النخعي يقول: `اقرءوا من الليل ولو حلب شا`.
وقال النووي في كتابه التبيان: أعتبر صلاة الليل وقراءتها الأفضل للقلب، حيث تبعده عن الشواغل والتفكير في الحاجات الدنيوية، وتحميه من الرياء والأفكار المحبطة، وفقاً لما جاء في الشريعة من تشجيع لإحياء الليالي الباردة بالعبادة والخيرات.
ومن المعروف أن أوقات الليل تختلف في أفضليتها، ومن بين أفضل أوقات الليل هو الثلث الأخير منه، حيث يقول العلامة محمد مولود الشنقيطي (رحمه الله): `والليل أفضل وقوت التالي، وأفضل الليل النصف التالي`.
وفي كتابه `مفاتيح للتعامل مع القرآن`، ذكر الشيخ صلاح عبد الفتاح الخالدي أن أفضل الأوقات لقراءة القرآن هي في الثلث الأخير من الليل ووقت السحر، ثم قراءة الليل، ثم الفجر، ثم الصبح، ثم قراءة باقي أوقات النهار.
مفعول سورة البقرة بعد المشاكل
يعاني البعض من المشاكل الصحية وعدم الراحة عقب قراءة سورة البقرة، وهذا الأمر يبدو غريبًا لدى البعض إلا أنه يحدث بكل تأكيد، ويدل هذا الأمر على المعاناة من نوع من أنواع الجن، ويكون ذلك سببًا في الشعور بعدم الراحة عند الاستماع لسورة البقرة أو قرائتها، لأن هذه السورة من السور التي لها أثر رائع وعظيم على الشياطين.
ولذلك نجد الشياطين تقوم بافتعال مجموعة من المشاكل عقب التعرض لهذه السورة لمنع الفرد من العلاج بالقرآن الكريم، وفي هذه الحالة من الضروري أن يعرض الفرد نفسه على أحد الرقاة، حيث أنه يكون في حاجة كبيرة إلى الرقية الشرعية على يد شخص متخصص طالما أن هناك أعراض يتم الشعور بها بعد سماع أو قراءة سورة البقرة.
بعد الاستعانة بالله سبحانة وتعالى يمكن الاستعانة بأحد الشيوخ المتخصصين أو الرقاة الذين يتمتعون بصحة المعتقدات الدينية، وهذا الأمر يكون بمثابة علاج لإزالة الشعور بالألم عن النفس أو تسكين ما يشعر به الفرد صاحب المشكلة، أما في الحالات الخطيرة فلن تنفع الحبوب والإبر والأدوية الشهيرة التي يتم تناولها بل لابد من إجراء عملية خاصة.
وينصح باللجوء السريع إلى العلاج بالرقية الشرعية بشكل مكثف من أجل التخلص من المعاناة المستمرة، حيث أن الجن يتأثر بشكل كبير بسورة البقرة وهو المسؤول عن الأعراض التي تمنع من مواصلة العلاج، وفي حالة التوقف عن قراءة سورة البقرة ستكون الأمور هادئة بكل تأكيد، ولكن لن يخرج الجن من الجسم، بل سوف يزداد قوة وتمكن من الفرد.
ومع الاستمرار في العلاج السريع والفوري سوف يتمكن الراق الموثوق من القضاء على هذا الجن اللعين الذي قد يدخل حياة الفرد ويفسدها عليه من الناحية الدينية والدنيوية، وحتى تتيسر الرقية الشرعية لابد من الحفاظ على قول الأذكار في الصباح وفي المساء، وهذا الأمر يكون ضروري للغاية لأنه يساعد على إضعاف كيد الشياطين بشكل خفي.
من الضروري أن يحرص الفرد على أداء الصلوات الخمس في أوقاتها والاهتمام بقراءة الأذكار الموصى بها بعدها، ويجب بذل الجهد في الحفاظ على الطهارة في معظم الأوقات، والدعاء بشدة لطلب الشفاء والرحمة من الله تعالى.
على الفرد أيضًا أن يكثر من الاستعادة بالله من الشياطين، مع الحرص على قراءة المعوذات وآية الكرسي، وهذا الأمر يجعل العلاج متيسر بإذن الله خاصة مع الرقية الشرعية، وسوف يتم التخلص من الأعراض والضيق والقلق بشكل نهائي بعد ذلك، نسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لكل خير ويشفي كل مريض ويدفع عنه كل شر.