متى نزلت اية الحجاب و سبب نزولها
نزلت آية الحجاب في سورة الأحزاب في السنة الخامسة من الهجرة، حيث جاءت أولا الآية رقم 53، وفيها قال الله تعالى: `وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن`، ثم جاء في نفس الصيغة ضرورة الحجاب أثناء الخروج من المنزل: `يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن`، وهي الآية 59 من سورة الأحزاب .
متى نزلت آية الحجاب وسبب نزولها؟
يقول الله تعالى : ” يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ” سورة الأحزاب الآية 59، وقال تعالى : ” وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ” سورة الأحزاب الآية 53، وفي سورة النور قال تعالى : ” وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ” سورة النور آية 31 .
متى نزلت آية الحجاب ؟
نزلت سورة الأحزاب في السنة الخامسة من الهجرة، وجاء في آياتها فرض الحجاب، من أجل منع الرجال من الدخول على النساء في بيوتهن، ووجوب محادثتهن من وراء حجاب، والذي يتضح في قوله تعالى : ” وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ” سورة الأحزاب آية 53، ولكن كان هذا يفسر وضع المرأة في بيتها، أما عند خروجها من المنزل لقضاء حاجاتها فنزل فيه قول الله تعالى : ” يا أيها النَّبِيُّ قُل لأزواجك وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن “، سورة الأحزاب آية 59، والشاهد من هذا أن فرض الحجاب كان في سورة الأحزاب في السنة الخامسة من الهجرة .
نزلت سورة النور في السنة السادسة من الهجرة، وفيها قال تعالى: “وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا” (سورة النور 31)، واتفق أهل العلم على أن هذه الآية جاءت من الله كرخصة للنساء، لأنه يجوز للمرأة أن تظهر ما تحتاجه من زينتها .
سبب نزول آية الحجاب
السبب الأول
في باب خروج النساء إلى البراز”، قال الإمام البخاري: “حدثنا يحيى بن بكير، قال حدثنا الليث، قال حدثني عقيل عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كن يخرجن بالليل عندما يحتاجن إلى الخروج إلى المناصع، وهذا كان في صحراء أفيح. وكان عمر يقول للنبي صلى الله عليه وسلم: احجب نساءك. ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يفعل ذلك. وفي ليلة من الليالي، خرجت سودة بنت زمعة، زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، في ساعة العشاء. وكانت امرأة طويلة، فناداها عمر قائلا: يا سودة، إننا قد عرفناك. وذلك كان من أجل أن يكون هناك حجاب. فأنزل الله آية الحجاب. وحدثنا زكرياء، قال حدثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: “لقد أذن لكن بأن تخرجن لحاجتكن.” قال هشام، وهو يعني البراز، ويريد الإمام البخاري هنا أن يشير إلى أن هذا الحدث كان السبب في نزول آية الحجاب .
السبب الثاني
جاء في الصحيحين عن أنس بن مالك : عندما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش، دعا النبي الناس لتناول الطعام، ثم جلسوا يتحدثون. وفي ذلك الوقت، بدأ النبي يستعد للوقوف، لكنهم لم يقموا، فعندما رأوا ذلك بدأوا في الوقوف وتابعهم عاصم وابن عبد الأعلى. وفقا لحديثهما، بقي ثلاثة أشخاص جالسين، ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم ليدخل، ولكن الناس كانوا جالسين، ثم قاموا وانطلقوا. أبلغت النبي صلى الله عليه وسلم بأن الناس قد انطلقوا، فقدم حتى يدخل، وعندما دخل، ذهبت لتدخل ولكن الحجاب وضع بيني وبينه. وأنزل الله عز وجل قوله: `يا أيها الذين آمنوا! لا تدخلوا بيوت النبي إلا بإذن وعلى وجبة غير ناظرين إنها.` وحتى قوله `إن ذلك عند الله عظيم .
والدليل من هذا الرواية هو أن بعض الناس، بعد أن دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عند زواجه من السيدة زينب بنت جحش، جلسوا وتناولوا الطعام، ثم قام الرسول ولم يقموا، وخرج الرسول ولم يخرجوا. وهذا سبب عدم الراحة لرسول الله، ونزلت آية الحجاب: `وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلك أطهر لقلوبكم وقلوبهن` .