اسلاميات

متى زيد الاذان الثاني لصلاة الجمعة .. واسباب زيادتة

الأذان مشتق من أذن، والأذان في اللغة يعني الإعلام بالأمر أو الإعلان عنه، ويعرف الأذان شرعا على أنه النداء للصلاة أو الإعلام بوقت الصلاة بألفاظ معلومة مأثورة. وجدير بالذكر أن الأذان شرع في عهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في المدينة المنورة، وذلك بسبب رؤية أحد الصحابة، وهو عبد الله بن زيد بن عبد ربه – رضي الله عنه – لرجل يحمل ناقوسا. فلما هم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بضرب الناقوس، رأى الصحابي وهو نائم رجلا عليه ثوبان أخضران وفي يده ناقوس يحمله، فقال له: “يا عبد الله، أتبيع الناقوس؟” فقال الرجل: “وما تصنع به؟” فقال الصحابي: “ندعو به إلى الصلاة”، فقال الرجل: “أفلا أدلك على خير من ذلك؟” فقال الصحابي: “بلى”، فأخبره الرجل بألفاظ الأذان، فاستيقظ عبد الله بن زيد – رضي الله عنه – من نومه وذهب إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأخبره بما رأى

فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:إنها رؤية حق إن شاء الله، فكن مع بلال وأخبره بما رأيت حتى يؤذن به، فإن صوته أندى من صوتك”. فقام عبد الله بن زيد مع بلال ليؤذن، وبعد أن أذن بلال، سمع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- صوت الأذان من بيته، فخرج مسرعا وقال: “والذي بعثك بالحق، لقد رأيت مثل ما رأيت”، فرد النبي -صلى الله عليه وسلم-: “فلله الحمد

وهكذا كان إقرار النبي -عليه الصلاة والسلام- تشريعاً للأذان وكلماته التي رآها عبد الله بن زيد -رضي الله عنه- في منامه، ولا شكّ أن إقرار النبي -عليه الصلاة والسلام- للفعل يعد تشريعا له ، إذ إن العلماء قد عرفوا السنة بكل ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، من قول  ، أو عمل، أو تقرير.

يجب الإشارة إلى أن الرؤية هي جزء من سبعين جزءا من النبوة، حسبما صرح به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن من رآى رؤية صالحة فليشكر الله ويذكرها، ومن رأى رؤية غير صالحة فليستعذ بالله من شرها ولا يذكرها لأنها لن تؤذيه. ويؤكد ذلك الصحابي الذي رأى الرؤية في منامه، حيث توافقت رؤيته مع رؤية عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والتي سبق أن حصل عليها من الوحي والتشريع الإلهي. كما ذكرت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال إن هناك في الأمم التي مضت محدثون، وأن عمر بن الخطاب هو الملهم لوجوده في أمته.

شروط الأذان والمؤذن

هناك شروط يجب توفرها في الأذان والمؤذن ليكون الأذان صحيحا وهي

– النية : يجب أن يكون هناك نية صادقة قبل الشروع في الأذان، وعدم السماح بأذان المجنون أو السكران أو طفل غير مؤهل للأذان.

– العلم بدخول الوقت : لا يمكن أذان قبل دخول الوقت، أو بعد خروجه.

– ذكورية المؤذن : لا يجوز للمرأة أن تؤذن، لأن الأذان ليس من عملها، ولم يؤمر به في عهد النبي عليه الصلاة والسلام، ولا في عهد الخلفاء الراشدين، ولا يجزئ أذانها عند جمعية الفقهاء.

– الترتيب في الأذان : لا يمكن تحقيق الغاية من الأذان إلا بالالتزام بترتيب الأذان، وذلك لإعلام المؤمنين بوقت الصلاة.

– عدالة المؤذن وحسن أمانته : عندما لا يجاهر الفاسق بفسقه، يكره أذانه، والأمر الأساسي هو وجود مؤذن راتب مسؤول.

– الامتناع عن التمطيط والتطويل والتلحين :  فهذا كله لا أصل له في السنة.

– الموالاة : فقد اشترط لصحة الأذان موالاة أجزائه.

– أذان الشخص ذاته : لا يجوز استخدام الراديو أو المسجل أو أي شيء مشابه لاستبدال الآذان في الأذان.

– عدم التغيير في الأذان :  وذلك عن طريق الامتناع عن النقص والزيادة وتغيير المعنى.

متى زيد الاذان الثاني لصلاة الجمعة

بدأ الأذان للجمعة يتم نداؤه مرتين في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه بسبب كثرة الناس. وصدرت فتوى من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بخصوص ذلك، ونص الفتوى كالتالي: ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين فتمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ… )) الحديث. كان النداء يوم الجمعة يبدأ عندما يجلس الإمام على المنبر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما. وعندما كثر الناس في عهد عثمان، أمر عثمان رضي الله عنه بالأذان الأول في يوم الجمعة. وهذا ليس بابتكار جديد، بل هو مجرد اتباع سنة الخلفاء الراشدين .

الأصل في ذلك ما رواه البخاري والنسائي والترمذي وابن ماجة وأبو داود، واللفظ هو: ((أخبرني السائب بن يزيد عن ابن شهاب أن الأذان كان يوم الجمعة عندما يجلس الإمام على المنبر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما. ولكن بعد خلافة عثمان وكثرة المسلمين، أمر عثمان بإضافة أذان ثالث في يوم الجمعة وأقيم في المسجد النبوي الشريف والمساجد الأخرى، وسمي بأذان التغليب لأنه يأتي بعد الأذان الأول وقبل الإقامة للصلاة، وكان هذا الأذان هو مزيد على الأذان الذي كان يتلى بين يدي الإمام، وأطلق عليه الإقامة أيضا، وهو ما اعتمد عليه الخلافة الإسلامية بعد ذلك، ولم يعارضه أي من الصحابة وأصبح إجماعا سكوتيا عليه .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى