متى توفي الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
رسولنا الكريم هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، وقد اختاره الله تعالى من بين جميع البشر ليكون حامل الرسالة والمؤدي للأمانة، فهو أشرف الخلق وأفضل المرسلين، حيث وصفه الله عز وجل في قوله “وإنك لعلى خلق عظيم”، فقد وصف الله أخلاقه بالعظمة، فلا يوجد مخلوق آخر بأخلاق ونزاهة مثل رسولنا، حيث كان خلقه مثالا يحتذى به، صلى الله عليه وسلم.
ولد الهدى فالكائنات ضياء
سيدنا محمد ولد في شهر ربيع الأول من عام الفيل، ولد وهو يتيم الأب، ولم يقض وقتا مع أمه، وعاش حياة اليتم منذ صغره، حيث توفيت أمه، أمنة بنت وهب، وهو طفل صغير. نشأ في بيت جده عبد المطلب، ثم انتقل وعاش في بيت عمه أبو طالب بعد وفاة جده. كان الرسول، صلى الله عليه وسلم، يعمل في رعاية الغنم، ثم اشتغل في التجارة. تزوج السيدة خديجة بنت خويلد وهو عمره خمسة وعشرون عاما، وكان يعمل تاجرا لها في تجارتها. عرف في مكة بلقب “الصادق الأمين”، حيث لم يكذب في حياته أبدا. كان مثالا للأمانة، وكانت قريش توكل عليه لحفظ الودائع لأنه كان الشخص الأكثر أمانة في مكة وحتى في العالم. فهو خير الخلق كلهم .
دعوة النبي : نزل الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم عندما كان عمره أربعين عاما، وحدث ذلك عندما كان يتأمل في خلق الكون في غار حراء. جاءه جبريل عليه السلام وأمره بالقراءة، ولكنه رد عليه بالإنكار ثلاث مرات، ثم أمره بالقراءة باسم ربه الذي خلق الإنسان من علق، وعلم الإنسان ما لم يعلمه
وعاد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى زوجته الوفية السيدة خديجة بنت خويلد وهو يشعر بالرجفة ويقول لها زمليني زمليني، وهي أطمأنته وهدأته وقالت له بأن الله لن يخذلك أبدا، وأخذته إلى ابن عمها ورقة بن نوفل الذي أكد له بأنه هو النبي المنتظر، وأن الوحي الذي نزل عليه هو الناموس الذي ينزل على جميع الأنبياء. وأخبره بأن قومه سوف يؤذونه ويطردهونه بسبب الدين الجديد، ولكنه سيكون بجانبه وسينصره إذا كان معه. وقد بدأ النبي صلى الله عليه وسلم دعوته السرية لله وحده بدون شركاء، وكانت أول من آمنت به السيدة خديجة بنت خويلد التي صدقته ودافعت عنه. كانت زوجة رائعة وداعمة ومحمية، حيث قدمت له المال ودعمته بقلبها. رضي الله عنها. استمرت الدعوة السرية لمدة ثلاثة عشر عاما في مكة المكرمة، وتعرض النبي للكثير من الإيذاء من قبل قريش، ولكنه تحمل هذا الإيذاء من أجل نشر الدعوة الإسلامية للعالم أجمع
بدأت دعوة الرسول تظهر نتائجها وأسلم عدد كبير من سكان مكة وأصبحت قريش قلقة بشأن مكانتها. زادوا في معاناة المسلمين والعبيد وأشدوا عذابهم وضيقوا عليهم وعذبوهم. هاجر العديد من المسلمين إلى الحبشة للابتعاد عن التعذيب. استمر الرسول وأتباعه في تحمل آلام قريش التي تزداد يوما بعد يوم. اتفقت قريش على قتل الرسول وأخذ رجل من كل قبيلة ليتعرضوا للضربة القاضية حتى يموت دمه بين القبائل. ولكن الله حمى نبيه ليؤدي رسالته وأمره بالهجرة. هاجر معه أبو بكر الصديق بعدما قال له الصحابة: “يا رسول الله.” استقبل أهل المدينة الرسول بترحيب كبير بالأناشيد والفرحة. فتح الأنصار بيوتهم وقلوبهم للمهاجرين. كانت الهجرة بداية خير للمسلمين حيث زاد عددهم وتعززت قوة المسلمين، وانتشر صيت الدين الجديد في جميع أنحاء الجزيرة العربية. نجح الرسول صلى الله عليه وسلم في تأسيس دولة قوية قادرة على مواجهة أي تحدي.
وفاة الرسول محمد
رسول الله صلى الله عليه وسلم انتقل للرفق الأعلى في العام الحادي عشر للهجرة، يوم 12 من ربيع الأول، ويصادف يوم وفاته أنه هو يوم ميلاده، واختلف البعض في تاريخ الوفاة فالبعض يذكر أن وفاته كانت يوم 28 صفر، وإن كان ربيع الأول هو الأرجح عند العديد من العلماء وتوفى الرسول صلى الله عليه وسلم وعمره ثلاثة وستين عاماً.
آخر شيء قام به الرسول صلى الله عليه وسلم كان خطبة للناس. وكانت آخر حجة له تسمى حجة الوداع. قام وخطب للناس ووصى إياهم بالصلاة وحثهم على الحفاظ عليها. ووصى إياهم بالمحبة وصلة الأرحام وبجميع تعاليم الإسلام. ظهرت عليه علامات الوفاة عندما أذنت له زوجاته بزيارة بيت عائشة وتلقي العلاج هناك. كان يعاني من الحمى وألم في رأسه. خرج في يوم من أجل الناس مربطا رأسه بسبب الألم والصداع. جلس على المنبر وأعاد وصاياه بالبر والرحمة والتآخي. أمر بخروج جيش أسامة بن زيد في مهمة أمرهم بها الرسول وهي محاربة الروم الذين اعتدوا على فلسطين. كان يدعو لهم باستمرار عندما يزوره الصحابة، يطلب النصر والتوفيق والهداية لهم. أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يؤم المسلمين في الصلاة. كان ذلك إشارة إلى قرب وفاته وأن أبا بكر سيكون خليفة المسلمين. حانت اللحظة التي اختار فيها الرسول الانتقال إلى جوار ربه. وكان عمره 63 عاما عندما توفي في غرفة زوجته وحبيبته وابنة حبيبه السيدة عائشة رضي الله عنها. موت الرسول أظلم الكون ولم يصدق الصحابة أنه قد توفي. كاد أبو بكر والصحابة ينهارون من الحزن، ولولا قوة وصلابة عمر بن الخطاب لكانوا يفتنون. قال عمر بن الخطاب: `يا قوم، من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد توفي، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت`. بموت الرسول انقطع الوحي، وعندما توفي الرسول، كانت درعه رهنا عند يهودي، وهذا دليل على أنه توفي وهو فقير ولم يكن يطمح للدنيا ومتاعها، بل اختار الرفيق الأعلى واختار الجنة. نشهد أنك يا رسول الله قد وفيت بالأمانة ونصحت الأمة. كنت الرسول الأفضل الذي بلغت ووفيت. نتمنى من الله أن يجمعنا بك في الجنة العلى معك وأن تسقينا بيدك الشريفة شربة لا نظمأ بعدها أبدا.