متى تكون العقيقة ؟
ماهي العقيقة
يعود اسم العقيقة إلى حجر كريم أحمر أو أصفر أو أبيض يسمى عقيق، ويطلق اسم العقيقة على الذبيحة التي تذبح عندما يرزق الأبوين بمولود جديد سواء كان ذكرا أو أنثى، ويقوم الأب بحلاقة شعره في هذا الوقت وتسميته، وتكون هذه الذبيحة بغرض شكر الله سبحانه وتعالى على نعمته التي وهبها للوالدين، فالأموال والأولاد يعدان زينة الحياة الدنيا، وفقا للشافعية ، اختاروا تسميتها بالذبيحة أو النسيك.
وقت العقيقة
فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك: وقد روى أبو داود والترمذي والنسائي قول الرسول صلى الله عليه وسلم: `مع كل مولود ذكر عقيقة، فأضحوا عنها واهرقوا دمها، وأزيلوا عنه الأذى`، وقد ذبح الرسول صلى الله عليه وسلم كبشًا عند ولادة الحسن والحسين وعقهما.
هناك اتفاق بين الفقهاء بشأن وقت العقيقة، ولكن هناك اختلاف في ذلك. بالنسبة لجمهور الفقهاء، تكون العقيقة في نفس يوم الولادة. أما المالكية والحنفية، فيكون الوقت في اليوم السابع بعد الولادة، ولا يكون في أي يوم قبل ذلك اليوم. بعد ذلك، اتفق الفقهاء على أن يتم ذبح العقيقة في اليوم السابع بعد الولادة. وإذا لم يتم ذبح العقيقة في اليوم السابع، فلا تجوز بعد ذلك.
لا يُحتسب يوم العقيقة منذ بداية الولادة إذا وُلد المولود ليلاً، بل يُحتسب من اليوم التالي، ولكن إذا وُلد في الفجر أو قبل ذلك، يتم حساب هذا اليوم ضمن أيام العقيقة.
ينتهي وقت الإجازة للعقيقة عند الأب عندما يصل المولود إلى سن البلوغ وفقًا للشافعية، ولكن المالكية يسمحون بالعقيقة بعد اليوم السابع من الولادة إذا لم يتم الذبح في اليوم الرابع عشر أو الحادي والعشرين.
تأخير وقت العقيقة
رأى الشافعية أنه غير محبذ تأجيل عقيقة الطفل حتى يبلغ سن البلوغ، حيث يعتبر ذلك مخالفة لحق المولود، ويفضل أن يتم عزوف الطفل البالغ عن العقيقة وتركها للقيام بها بنفسه حينما يصبح قادرًا عليها.
يقول بعض العلماء والفقهاء إن العقيقة يقسمها إلى ثلاثة أقسام، حيث يتم توزيع ثلثها على الفقراء والمحتاجين، وثلثها الآخر لأهل البيت، الذين هم أصحاب العقيقة، يتم تقديمها لهم ولأولئك الذين يرغبون في تناولها، والثلث الأخير يخصص للتجمعات العائلية والأقارب والأصدقاء للتناول. وهناك أيضا آراء أخرى من بعض الفقهاء تقسمها إلى نصفين، حيث يتم استهلاك نصفها ويتم توجيه النصف الآخر كصدقة للفقراء والمحتاجين والمستحقين للصدقة.
في الوقت الحالي، يُقام حفل وليمة يدعو إليه الأهل والجيران والأصدقاء، ويتناولون من هذه العقيقة في الغالب في اليوم السابع لولادة المولود، ويمكن أن يتصدق أصحاب العقيقة بجزء منها أو يقومون بتوزيعها كصدقة، ويختلف هذا الأمر باختلاف الأفراد.
ولكن هناك شروط عديدة يجب أن تتوافر في العقيقة وهى: يتوجب أن تستوفي الأضحية نفس الشروط المطلوبة، وهي أن تكون من الأنعام مثل الماعز أو الخروف أو الجمل أو البقرة أو الجاموسة، ولا يجوز أن تعق باستخدام أي نوع آخر من الحيوانات مثل الأرانب أو الدواجن أو العصافير أو أي حيوان آخر، كما يجب أن تكون صغيرة السن وسليمة ولا تحمل عيوبا مثل القرون المكسورة أو العرجاء أو المرض أو العورة في العين، ولكن هناك اختلاف ورأي مختلف لابن حزم الظاهري حيث يقول إن العقيقة لا تجوز إلا في الضأن والماعز فقط ولا غيرهما.
اتفق العلماء على أن الضأن يجب أن يكون أكمل السنة الأولى من عمره قبل أن يصبح جاهزًا للذبح، في حين يجب أن تكون البقرة قد أكملت السنة الثانية من عمرها، وأن يكون الجمل قد أكمل خمس سنوات من عمره.
اكتشفت ممارسة العقيقة منذ الأيام الجاهلية الأولى قبل ظهور الإسلام، وبعد ظهور الإسلام أصبحت سنة مؤكدة عند الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث تذبح ذبيحة واحدة عند ولادة الأنثى وذبيحتان عند ولادة الذكر، وتحمل العقيقة العديد من المصالح والفوائد، حيث تساهم في تعزيز التكافل الاجتماعي في المجتمع من خلال إطعام الأغنياء للفقراء والمحتاجين من هذه المناسبة، مما يعزز روابط المحبة والتآخي بين الناس.
يجوز المشاركة في العقيقة من قبل عدة أشخاص معًا، والمقصود هو أن يتم مشاركة سبعة أشخاص في العقيقة، حيث يمكن أن يتم مساهمة سبعة أشخاص في العقيقة ببقرة مثلاً، أو يمكن أن يشترك سبعة أشخاص في عقيقة واحدة عن أبنائهم السبعة، وقد أجاز هذا القول الشافعية، ولكن لم يجزه الحنابلة.