متى تسقط حضانة الام ؟ ” اهم الاسباب في اسقاطها مبكراً “
المقصود بحضانة الطفل هو إعطاء الطفل حقوقه الكاملة من الرعاية، ففي هذه الفترة يتم التعهد بحماية الطفل و تربيته و إطعامه، و بذل كل شيء من أجل توفير جو أمان يليق بالظروف و المكان، و كل الشرائع السماوية أقرت تشريعات تفرض الرعاية و حفظ النفس، و دور المحضون قائم على تربية الطفل و إصلاحه و إطعامه و تعديل سلوكه، و إمساكه عن الأذى للنفس أو للغير و هذا ما أقرت به الشرائع السماوية و ألمحت به الفطرة.
حضانة الطفل
عرف الفقهاء فترة حضانة التي يتم الالتزام فيها ب تربية الطفل و حفظه و الإصلاح من شأنه، فهي الفترة التي لا يتم الاستغناء فيها عن الأم أو النساء اللاتي لهن حق التربية، فتدخل الولاية والتربية و حفظ الطفل للأم إذا كانت أهلا لذلك، و فترة الحضانة للبنت تكون حتى عمر سبع سنوات ثم تنتقل إلى ولاية الأب، أما الولد وفترة حضانته تكون لعمر 12عام ثم يجوز للقاضي أن يخيره، و على الرغم من أن حضانته البنت تنتهي عند عمر السبع سنوات، إلا أن أكثر الفقهاء أكدوا أن الأم أولى بحضانة الأبناء إذا توفرت فيها شروط الحضانة.
وقدموا دليلهم على ذلك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي نقله عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، حيث قالت امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم: إن ابني الذي في بطني له وعاء، وثديي له سقاء، وحجري له حواء، ولكن أبي طلقني ويريد أن ينزعه مني، فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم: أنت أحق به مادام لم تتزوجي،” ويروي البعض من وجهة نظرهم أن الطفل يمر بمراحل متعددة منذ ولادته، حيث يكون في المرحلة الأولى طفل صغير لا يميز شيئا، ثم يدخل المرحلة التي يبدأ فيها في التمييز بين الأشياء والأشخاص من حوله، ثم يصل إلى سن الرشد، وهذا يعني أن شروط حضانة الطفل تختلف حسب عمره، فهو إما طفل صغير لا يميز الأشياء من حوله أو يستطيع التمييز أو طفل بالغ وراشد.
شروط الحضانة
في حالة عدم زواج الأم و هذا ما أجمع به الصحابة امتثالا لأوامر النبي صلى الله عليه و سلم،حيث قال ” أنت أحق به ما لم تنكحي ” ، و في حالة أن تكون الأم الحاضنة للطفل وارثة له بمعنى أنها تكون من محارمه و لا تجوز له، كما أن من شروط الحضانة الحرية فيجب أن تتوفر بمن يرعى الطفل، و لا بد أن يكون الحاضن للطفل إنسان بالغ، فلا يجوز أن يحضن الطفل و يحفظه و يرعاه شخص لم يبلغ سن الرشد، وبصفة عامة فإن الحضانة للطفل هي ائتمان عليه وحفظه فمن شروطها الأمانة و العقل، يستلزم في المربي أن يكون قادر على تربية الطفل و القيام بكافة شؤونه بكل أمانة.
اتفق الفقهاء على أنه في حالة وجود عقد دين بين الطفل والمحضن له، إذا كان المحضن هو الأب أو أي رجل، فإن ذلك يعتبر صحيحا. ولكن في حالة أن المحضن هو امرأة، فلا يشترط ذلك، ويجوز تغيير الدين واستمرار الحضانة. وهنا هي الشروط التي يجب توفرها في المحضن، وإذا لم تتوفر أحد هذه الشروط، فإن الحضانة تلغى وينتقل بعدها إلى الشخص الأكثر حقا وتوفرا للشروط. وهناك تباين في الآراء بشأن من هو الأكثر حقا في الحضانة من حيث الترتيب. والرأي المسود والأقوى هو تفضيل النساء الأقرباء في الحضانة على نساء الأم، وقد ثبت بالتجارب أن الطفل يكون ولائه لأسرة والده. ولكن في النهاية، المصلحة الأولى هي مصلحة الطفل، لأن الحضانة تهدف إلى رعاية الطفل واهتمامه ومصلحته.
أسباب سقوط الحضانة عن الأم
في حالة زواج الأم لغير محرم للطفل و أن لا تتمسك أم الطفل به أو أحد من عائلتها، و في حالة ثبوت سوء سمعة الأم و يكون الثبوت من سجلات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو أي شيء يشبه ذلك فإن تم الثبوت فتسقط الحضانة، و في حالة عدم أمانة الأم على الطفل و بشهادة شهود أو في حالة إصابتها بمرض يمكن أن ينقل العدوى للطفل، و تسقط الحضانة عن الأم أيضا إذا كانت غير قادرة عليها بسبب مرض يمنعها من هذا، مثل إصابتها بالصمم أو عمى و غير ذلك، و تسقط الحضانة أيضا للأم السعودية في حالة تركها للمملكة، وفي حالة إقامة الأب في مكان بعيد و لا ينوي أن يضر الأم، و العلماء في هذه الحالة يعتمدون على ناحية فقهية، وهي مكان محل إقامة الزوج الذي وافق عليه الطرفان، ويشترط على الأب بعد حضانة أمه أن يوفر للطفل من يرعاه ويحميه سواء كانت أمه أو أخته أو زوجته، و القاضي يقوم بنقل الحضانة إلى من يصلح لها مثل الأم ، فإن كانت والدة الأم أصلح شخص للطفل فيتم نقل الطفل الحضانة إليها.