متى تبدأ ذاكرة الطفل بالتخزين ؟ ” ويتذكر الاحداث عند الكبر
ما المقصود بالذاكرة
تعني الذاكرة القدرة على استقبال المعلومات من العوامل المختلفة مثل التواريخ والوجوه والأشكال والأحداث، ثم تخزينها لفترة من الزمن والقدرة على استرجاعها واستخدامها في الحاجة أو بوجود محفز للاسترجاع.
تتمثل إحدى قدرات العقل في تخزين المعلومات واسترجاعها.
تعد الذاكرة أحد أهم وسائل الإنسان في حياته، حيث يستخدمها لتذكر جميع تفاصيل حياته، مثل هويته ومهنته وروتين حياته وتجاربه السابقة. فالذاكرة والذكريات هي أساس القدرة على الاستمرار. بالإضافة إلى ذلك، فإن الذاكرة تستمر في تسجيل المعلومات الجديدة وتربطها بالمعلومات القديمة، مما يتيح للإنسان القدرة على تذكر ما يحتاج إليه أو ما يحاول استرجاعه في أقل من ثانية.
آلية عمل الذاكرة
تقوم الذاكرة بعملها وفق التسلسل التالي
- استقبال المعلومات: يستقبل النظام الجديد للذاكرة المعلومات المتعددة والمتنوعة، بما في ذلك الصوت والصورة والمشاعر وغيرها.
- تشفير المعلومات: تعني العملية تحويل المعلومات التي يستقبلها نظام الذاكرة إلى شكل يمكن تخزينه والتعامل معه.
- تخزين المعلومات: تبدأ الذاكرة بتخزين المعلومات المشفرة بشكل قصير أو طويل المدى حسب أهميتها للإنسان والظروف التي استقبل بها الإنسان هذه المعلومات، وتعتمد على عوامل كثيرة ترتبط بنظام الذاكرة لدى الإنسان وقدرته على التركيز والملاحظة في ذلك الوقت.
- استرجاع المعلومات: تعني قدرة نظام الذاكرة على استرداد والحصول على المعلومات المخزنة سابقًا بسبب الحاجة إليها، وترتبط تلك القدرة بعوامل عديدة، بما في ذلك حجم المعلومات المخزنة ووقت تخزينها وأهميتها وقدرة نظام الذاكرة وغيرها.
متى تبدأ ذاكرة الطفل بالتخزين
أظهرت الدراسات العلمية الحديثة أن ذاكرة الأطفال تبدأ بالتشكل منذ فترة الحمل، ولكنها ذاكرة قصيرة المدى جدا في بداية الحياة وتتطور مع التقدم في العمر لتصبح دائمة، فتبدأ ذاكرة الطفل في التخزين الطويل المدى من عمر ٤ إلى ٦ سنوات.
تطور الذاكرة عند الطفل
- تشير الأبحاث العلمية إلى أن ذاكرة الطفل تتشكل منذ وجوده في رحم الأم قبل الولادة، وبالتالي فإن الرضع غالبًا ما يهدأون عند سماع الأغاني التي كانت تستمع إليها أمهم أثناء الحمل، ويقول الأطباء أن الجنين في الفترة الأخيرة من الحمل يمكنه التمييز بين صوت أمه وصوت الآخرين، وبالتالي يتذكر صوت أمه.
- تؤكد جميع الدراسات أن قدرة الأطفال على التذكر تتطور وتزداد كلما تقدموا في العمر.
في الأطفال الذين تقل أعمارهم عن أربع سنوات، لا يوجد تخزين طويل المدى لذكرياتهم، و يعانون من فقدان ذاكرة الطفولة، أي أنهم لا يستطيعون تذكر أحداث طفولتهم عندما يكبرون، و بالتالي لا يمكننا تذكر أحداث طفولتنا التي حدثت قبل سن الرابعة .
تبدأ ذاكرة الأطفال الذين يبلغون من العمرأربع سنوات وما فوق في تخزين الذكريات بشكل كامل، ونجد أننا قادرون على تذكر الأحداث الهامة التي حدثت لنا في ذلك العمر عندما نكبر، وبالتالي تبدأ ذاكرة الطفل في التخزين حوالي عمر أربع سنوات تقريبًا.
العوامل المسببة لبدء ذاكرة الطفل بالتخزين
يتم تخزين ذاكرة الطفل منذ سن حوالي الرابعة تقريبًا، ويعتمد ذلك على عدةعوامل وأسباب مختلفة
التطور اللغوي للطفل بعمر ال ٤ سنوات
يتميز الطفل في هذا العمر بالقدرة على التعبير عن الأحداث بشكل واضح ومفهوم، مما يسمح له بتخزين ذكرياته بشكل مفهوم والاسترجاع عندما يكبر.
على عكس ذكريات الطفولة المبكرة (قبل سن الرابعة) التي يخزنها الطفل على شكل رموز وتعابير غير مفهومة بسبب عدم تطور لغته الكامل، يصعب عليه استرجاعها وفهمها عندما يكبر.
إدراك الطفل لذاته بعمر ال ٤ سنوات
في هذا العمر، يدرك الطفل أنه فرد مستقل يمتلك صفات وطباعا يميزه عن الآخرين، ولديه حياة خاصة به. يدرك أن والديه لا يرافقونه في روضته، وأصدقاؤه لا يشاركونه نفس السرير. في هذا السن، يكون الطفل قادرا على إدراك ذاته وهويته، وبالتالي يكون لديه القدرة على تنظيم ذكرياته الخاصة والاحتفاظ بها، والقدرة على استرجاعها عند الحاجة.
إدراك الطفل لمفهوم الوقت بعمر ال ٤ سنوات
في هذا العمر، يبدأ الطفل في فهم مفهوم الوقت وأن الأحداث تحدث في أوقات محددة، وبالتالي يستطيع ترتيب الأحداث التي تحدث له وتخزينها في سياق منطقي والقدرة على استرجاعها بدون تشتت.
النمو العقلي والعصبي الكافي لتخزين الذكريات
يصبح دماغ الطفل، في هذا العمر، قادرًا على استيعاب الأحداث وتخزينها واسترجاعها بسرعة وكفاءة، لأنه مر بمرحلة نمو وتطور سريعة أثناء مرحلة الطفولة قبلغ عمرها 4 سنوات، مما أدى إلى وصوله إلى مرحلة من التطور يمكنه فيها بدء تخزين الذكريات طويلة المدى.
الذاكرة وشخصية الطفل
تلعب الذاكرة دورًا هامًا وأساسيًا في بناء شخصية الطفل، حيث يؤثر ما يخزنه الطفل في ذاكرته على سلوكه وميوله وتصرفاته المستقبلية.
تُعتبر ذكريات الطفولة من أكثر أنواع الذكريات تأثيراً على شخصية الإنسان، حيث تخزن في عقله الباطني وتؤثر على صفاته ومواقفه طوال حياته.
تأثير ذاكرة الطفولة على شخصيته
- قد تولد الأحداث والمواقف التي يتعرض لها الإنسان في طفولته، مثل تعرضه لحادث أليم أو موقف مخيف، خوفًا غير مبرر فيما بعد كلما تعرض لموقف مشابه، ويمكن أن تساعده هذه التجارب في اكتساب الخبرة في التعامل مع المواقف المشابهة.
- يؤثر ذكاء الطفل بشكل كبير على شخصيته وطريقة تعامله مع مواقف الحياة، ولذلك فإن الذاكرة لها دور كبير في معدل ذكاء الطفل، فالطفل ذو الذاكرة القوية يستطيع التعلم بسرعة ويكتسب خبرة أكبر، ويصبح ذكاؤه أعلى في تعامله مع المواقف.
- تؤثر ذاكرة الطفولة الضعيفة على شخصية الطفل، وغالبًا ما يكون تأثيرها إيجابيًا بما يتمثل في نسيان الأحداث المؤلمة التي حدثت للطفل، مثل وفاة شخص مقرب.
مشاكل وأعراض ممكنة لذاكرة الطفل
- يحدث فقدان الذاكرة لدى الطفل بسبب تعرضه لحادث ما مثل الإصابة بضربة على رأسه أو تعرضه لموقف مؤلم يسبب له صدمة أو مرض، وبسبب ذلك يفقد الطفل جزءًا أو كل ذاكرته السابقة، وقد يتطور الوضع ليصبح غير قادر على تخزين ذكريات جديدة.
- يتخيل أحداثا ويضيفها إلى ذكريات الطفل، كمحاولة منه لسد الفراغات في ذكرياته، وعقله يصدق مع مرور الوقت أن هذه الأحداث المختلقة حقيقية، ولا يعتبر هذا الوضع مشكلة بل هو أمر طبيعي جدا
- تختلف قدرة الأطفال على التركيز وتخزين الذكريات حسب وقت حدوثها وحسب الطفل، وغالبًا ما يجد الأطفال صعوبة في تخزين كم كبير من المعلومات أو نوع معين منها، كما يختلف قدر التخزين بين الأطفال.
نصائح لتقوية وتنشيط ذاكرة الطفل
- تحتاج الأطفال إلى قسط كاف من النوم لتحسين قدرتهم على الاستيعاب وتجنب ضعف الذاكرة، ولكن لا ينبغي لهم النوم بشكل زائد لتفادي الخمول.
- استمر في ممارسة التمارين الرياضية لأنها تعزز الذاكرة.
- يجب تلبية احتياجات الطفل من الوجبات الغذائية والعناصر الغذائية اللازمة لنموه وتقوية ذاكرته.
- يمكن تعزيز وتطوير ذاكرة الطفل عن طريق قراءة القصص له، واستجوابه حولها، واللعب معه بألعاب تحسن قدرات الذاكرة.
- ينصح بتقليل مشاهدة الأطفال للتلفزيون قدر الإمكان لأنها تؤثر بشكل كبير على قدراتهم.
- وضع جدول زمني مفيد وفعال للأطفال يشمل نشاطات تساعد على تعزيز قدرات الذاكرة.