تأثير الكويكب هو واحد من السناريوهات المحتملة التي يجب أن تتحضر لها ناسا، وهو لديه احتمالية ضئيلة ولكن نتائج كارثية. الخطة لا تتضمن فقط التصدي للكويكبات الخطرة، وفرص حصول التأثيرات إنما للتنبؤ بشكل أفضل في فرصهم بأن يصبحوا تهديدا مؤثرا في المستقبل والآثار المحتملة التي يمكن لها على الأرض.
تساعد الخطة وكالة ناسا على تعزيز جهودنا لإثبات انحراف الكويكب وتقنيات التخفيف الأخرى، وتضفي الطابع الرسمي على العمليات والبروتوكولات في جميع أنحاء الحكومة الأمريكية بشكل أفضل لنشر أفضل المعلومات المتاحة واتخاذ القرارات في الوقت المناسب.
حماية الأرض من الكويكبات القادمة هو عمل ضخم، ولكن من غير المتوقع أن يقوم به رواد الفضاء، هذا شيء يتعلق بالأفلام، ويمكن أن يصنع فيلما جيدا ولكن ليس هذا ما يحدث في الحقيقة. في دراسات ناسا لا يوجد هناك أي تقنية تتطلب عمل رواد الفضاء. في الواقع تقنيات تصحيح انحراف الكويكب سوف يقوم بها المركبات الفضائية.
طرق التصدي للكويكبات
تتألف الخطة الجديدة من خمس نقاط أساسية، حيث بدأت وكالة ناسا بتوجيه الجهود لتعزيز قدرة البلاد على استكشاف وتتبع ووصف الكويكبات القريبة من الأرض، وذلك لتقليل المستويات الحالية من الشك والمساعدة في الحصول على وصف أكثر دقة وبالتالي اتخاذ قرار بفعالية.
المراصد الارضية
ناسا تقوم اليوم بدعم العديد من المراصد الأرضية التي تقوم بمسح السماء بحثًا عن الكويكبات، مثل مسح سماء كاتالينا في توكسون، أريزونا؛ تلسكوب Pan-STARRS1 في ماوي؛ ومنظار NEOWISE الفضائي. التقرير الجديد لا يطلب من العلماء في ناسا أن يقوموا بمهام إضافية، ولكنه يطلب باقتناص الفرص في برامج التلسكوب الموجودة والمخطط لها لتحسين الاكتشاف والتتبع من خلال تعزيز حجم وجودة البيانات الحالية.
التنبؤ و ربط المعلومات
الهدف الثاني هو تحسين وصف وتنبؤات الكويكبات وربط المعلومات المتاحة من خلال وكالات الولايات المتحدة للمساعدة في التنبؤ بالاحتمالية المرتبطة بالتصادم بين الكويكب والأرض، وتقديم تقارير دقيقة عن موعد ومكان الاصطدام المحتمل للكويكب القادم إلى الأرض.
تغيير مسار الكويكب
في النقطة الثالثة، طلب من ناسا أن تقوم باختراع طرق جديدة لتصحيح انحراف الكويكب القادم باتجاه الأرض. هذا يتضمن تقنيات جديدة في الاستجابة السريعة للأشياء الموجودة قرب الأرض. في تقنيات الاستطلاع، يمكن أن تطلق مركبة فضائية نحو كويكب متجه للأرض ويغير مسار هذا الكويكب بطريقة ما بحيث لا يشكل تهديدا. وقد خططت وكالة ناسا لمحاولة ذلك مع مهمة إعادة توجيه الكويكبات (ARM) في عام 2021،لكن ألغيت هذه المهمة من قبل السلطات عام 2017.
بأي حال، ليست ARM المهمة الوحيدة التي تملكها ناسا لتصحيح انحراف الكويكب. هناك اختبار وكالة لإعادة توجيه الكويكبات المزدوجة (DART) سيكون أول عرض تكنولوجي لتقنية التأثير الحركي لإبعاد الكويكب، وسيتم اختبارها على نظام الكوكب ديدموس في عام 2022.
تنسيق الدفاع الكوكبي
في البند الرابع، الهدف يركز على زيادة التعاون بين الدول للتحضير الأفضل في العالم للتصدي للكويكب المحتمل، تحت قيادة الولايات المتحدة الأمريكية. هذا النوع من التعاون مهما جدا، لأن خطر الكويكب هو خطر عالمي يجب على كل الدول مواجهته سويا، وأفضل طريقة للقيام بذلك والتصد لهذا الخطر هي التعاون والتشارك.
يعمل مكتب تنسيق الدفاع الكوكبي التابع لناسا مع لجنة الأمم المتحدة لاستخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية لمساعدة بقية العالم في التصدي لاصطدام الكويكب، وذلك لمعرفة كيفية استجابة العالم لهذا الخطر المحتمل. قامت اللجنة بتأسيس شبكة عالمية للتحذير من الكويكبات القادمة، وتتألف هذه الشبكة من مجموعة من الفضائيين الذين يقومون بتتبع الكويكبات ومراقبتها في جميع أنحاء العالم، وذلك لمساعدة في تسهيل مشاركة الملاحظات والبيانات المهمة حول الكويكبات القادمة.
طوارئ الاصطدام
في البند الخامس والأخير، طلبت الحكومة الأمريكية ابتكار طريقة فعالة للتعامل مع حالات اقتراب الكويكبات من الأرض، سواء كان ذلك بالاصطدام المباشر أو دون سابق إنذار. تعمل وكالة ناسا ووكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية معا منذ عام 2010 للتصدي لحالات الطوارئ المتعلقة بالاصطدام بالكويكبات. ويدعو التقرير الجديد الوكالات إلى تعزيز وتنفيذ إجراءات الطوارئ وبروتوكولات العمل الخاصة بتأثير الأجسام القريبة من الأرض بشكل منتظم.
دور وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية في حالات الطوارئ الناجمة عن اصطدام الكويكب هو تنبيه كل شخص قد يتأثر بالاصطدام قبل حدوث التأثيرات المحتملة، باستخدام نفس نظام الإنذار المستخدم في حالات الطوارئ الجوية وغيرها، وكما هو الحال مع أي كارثة طبيعية تحدث في الولايات المتحدة الأمريكية، ستوفر وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية الاستجابة للطوارئ والمساعدة في عملية التعافي.
كويكبات يحتمل أن تكون خطرة
يتتبع رواد الفضاء الكويكبات، وقد وجدوا أكثر من ثمانية آلاف جسم قرب الأرض، يبلغ طول بعضها 460 قدما (140 مترا على الأقل)، وهو كبير بما يكفي لتدمير بلدة بأكملها إذا اصطدم أحدها بمكان ما، ومع ذلك، فإن هذه الكويكبات التي تبلغ هذا الحجم تشكل فقط ثلث الكويكبات القريبة من الأرض.
تأثير الكويكبات الأخرى يكون أقل كارثية، ولكن لا يزال بإمكانه التسبب بأضرار خطيرة. كانت صخرة الفضاء التي انفجرت فوق تشيليابينسك، في روسيا، في عام 2013 بعرض 62 قدمًا أي 19 مترا، وألحقت الضرر والأذى بأكثر من 1200 شخص وسببت الأذى لآلاف المباني على مسافة 58 ميلا أي 93 كيلومترا من موقع الاصطدام. وكالة ناسا تبحث وتتع هذه الكويكبات الصغيرة لأن معظم الكويكبات الأخيرة تم تتبع مسارها.
أعلنت ناسا وشركاؤها أن 95% من الكويكبات ذات حجم كبير بما يكفي لتسبب كارثة عالمية، ولكن لم يتم اكتشاف أي تهديدات من هذا النوع خلال هذا القرن. يمكن أن تساهم الاستجابة الفعالة للأزمات في إنقاذ الأرواح، وعلى عكس الكوارث الطبيعية الأخرى، يمكن تجنب آثار اصطدام الكويكبات من خلال تنفيذ استراتيجية وخطة عمل وطنية للتأهب للأجسام القريبة من الأرض وزيادة استعداد الأمة بشكل كبير للتعامل بفعالية مع أي اكتشاف لتأثير الكويكبات.
خطوات منع تأثير الكويكب
- الاكتشاف: الخطوة الأولى هي معرفة وجود هذا الكويكب، لضمان منع تأثيره، كلما زادت إمكانية اكتشاف الكويكب، كلما زادت الخيارات في منع وصوله نحو الأرض. الأخبار الجيدة هي التقدم بالاكتشافات. الخبراء يكتشفون الكويكبات الكبيرة التي قد تسبب كارثة عالمية. لكن هناك الكثير الذي يجب القيام به من اجل اكتشاف الكويكبات الصغيرة.
- التتبع: حتى لو تم اكتشاف الكويكب ، فكيف سيعرف إذا كان سيضرب الأرض؟ لذا يجب تتبع مساره، والقيام بالعديد من الملاحظات التلسكوبية على مرور الأيام، الأشهر والسنين، هذه الملاحظات تساعد على صقل المدار المتوقع للكويكب. بدون الملاحظة الكافية والتي تكون مطلوبة أحيانا مباشرة بعد اكتشاف الكويكب، يمكن ان يفقد الكويكب ويصبح مداره غامضا.
- الوصف: يجب جمع العديد من التلسكوبات والملاحظات الفضائية لفهم الكويكبات وتصحيح مسارها وفهم مجمع الكويكبات. يمكن للملاحظات الفضائية أن تخبرنا عن أشياء مثل معدل الدوران والتكوين والخصائص الفيزيائية وحتى ما إذا كان ما يبدو في البداية كويكبا واحدا هو في الواقع زوج ثنائي. الكويكبات شديدة التباين، بما في ذلك الطرق التي يمكن أن تؤثر على المهام لتحويل أو تعطيل كويكب يشكل تهديدا للأرض
- تصحيح المسار: هناك العديد من الطرق المتاحة لتصحيح مسار الكويكبات، ولكنها تتطلب المزيد من التطوير والتحديث.
- التعاون: تعد قضية تأثير الكويكب قضية عالمية تتطلب تعاونا دوليا، حيث يحتاج أي تأثير إلى استجابة دولية لمواجهة الكوارث، وتتطلب التهديدات تعاونا دوليا لكي يتم منع حدوث أي تأثير.