متلازمة ليش نيهان
تعد متلازمة ليش نيهان اضطرابا يتميز بتشوهات عصبية وسلوكية وزيادة إنتاج حمض اليوريك في الجسم، ويحدث عادة فقط لدى الذكور. يمكن أن تترافق الأعراض والعلامات مع التهاب المفاصل (النقرس)، وحصوات الكلى والمرارة، ويمكن أيضا أن تحدث اضطرابات عصبية وسلوكية مثل الحركات العضلية الإرادية والإصابات الجسدية، وعادة ما يحتاج المريض المصاب بالمتلازمة إلى مساعدة في الجلوس ويستخدم غالبا كرسي متحرك. يحدث هذا الاضطراب بسبب طفرة في جين HPRT1 وهو اضطراب وراثي مقهور مرتبط بالصبغي X، ويتم علاج الأعراض بشكل داعم، وعادة ما يكون النتيجة الحتمية للمرض الموت بسبب الفشل الكلوي.
علامات متلازمة ليش نيهان
تظهر أعراض متلازمة ليش نيهان عندما يكون الشخص عمره ستة أشهر، حيث تتكون بلورات اليورات بسبب زيادة غير طبيعية في حمض اليوريك في البول، مما يؤدي إلى ترسبات برتقالية اللون (مثل الرمل البرتقالي) في حفاضات الأطفال المصابين بهذه المتلازمة. يمكن أن تكون هذه الأعراض الأولية لمتلازمة ليش نيهان التي يتم اكتشافها في مرحلة الطفولة المبكرة.
يمكن أن تتشكل حصى اليورات في الكلى لدى الأطفال المصابين بمتلازمة ليش نيهان نتيجة لكميات كبيرة من حمض البول الذي يفرز بشكل بلورات صوديوم، وتزيد هذهالحصى من خطر حدوث البيلة الدموية والإصابة بالتهابات المسالك البولية.
بلورات اليورات يمكن أن توجد أيضا في المفاصل، لكن بشكل عام، لا يبدأ ظهورها حتى فترة المراهقة أو البلوغ. المرضى غير المعالجين من متلازمة ليش نيهان يعانون من نوبات متكررة من ألم وتورم المفاصل، تماما مثل الكبار المصابين بداء النقرس. هذه النوبات يمكن ان تصبح أكثر تكرارا بشكل تدريجي منذ وقت بدايتها
في الأطفال الأكبر سنًا المصابين بهذا الاضطراب، يمكن أن تتتجمع رواسب الصوديوم في نسيج الغضروف في المفاصل والأذنين، وفي الأذنين تشكل انتفاخات ظاهرة تسمى التوفة، وهذه الأعراض تكون موجودة في حالات مرض النقرس
الأعراض العصبية
- تبدأ الأعراض العصبية المصاحبة لمتلازمة ليش نيهان عادة قبل سن الـ12 شهرًا.
- يمكن أن تشمل هذه الأعراض حركات تلويح الذراعين والساقين بشكل لاإرادي (نقص التوتر العضلي) وحركات تكرارة غير مقصودة ومتكررة، مثل ثني الأصابع ورفع وخفض الأكتاف وتجعد الوجه.
- يفقد الأطفال الذين لديهم القدرة على الجلوس بشكل مستقيم هذهالقدرة عند الإصابة بالمتلازمة. في البداية، تصبح العضلات ناعمة (نقص التوتر) مما يؤدي إلى صعوبة في رفع الرأس بشكل مستقيم.
- يتعذر على الأطفال المصابين القيام بحركات النمو مثل الزحف أو الجلوس أو المشي، ويحدث تأخير في نموهم.
- في النهاية، يتعرض معظم الأطفال المصابين بمتلازمة ليش نيهان إلى زيادة شاذة في كتلة العضلات (فرط التوتر)، وصلابة العضلات (التشنج)، وفرط المنعكسات.
- قد يحدث إعاقة ذهنية طفيفة، ولكن من الصعب تقييم الحالة العقلية بسبب عسرة الكلام، وبعض المرضى قد يكون لديهم معدل ذكاء طبيعي
- يتمثل السمة الأكثر شيوعاً في متلازمة ليش نيهان والتي لاحظت بها 85% من المرضى في التشوه الذاتي، ويعرف هذا باسم الجدع للذات.
- تبدأ الأعراض المرتبطة بالإصابة بالأذى الذاتي في سن الثانية أو الثالثة، وتشمل العض المتكرر للشفة أو الأصابع أو اليدين، وتقوم بعض الأطفال بخدش وجوههم بشكل مستمر.
- ولكن هذا لا يعني أن الأشخاص المصابين بمتلازمة ليش نيهان غير حساسين للألم.
- تتضمن الشذوذات السلوكية الأخرى العدوانية والقيء والبصق، وتؤدي سلوكيات التشويه الذاتي المتكررة إلى فقدان الأنسجة
اسباب متلازمة ليش نيهان
“يوجد الجين المرتبط بمتلازمة ليش نيهان على الصبغي X ويسمى HPRT1، وتؤدي أي اضطرابات في هذا الجين إلى غياب أنزيم الهيبوكسانتين-غوانين-فوسفوريبوزيل ترانسفيراز (HPRT)، مما يؤدي إلى تراكم غير طبيعي لحمض البول في الدم.
متلازمة ليش نيهان هي اضطراب يرتبط بالصبغي X، وعادةً ما تظهر هذه الاضطرابات التي تسببها جينات غير طبيعية على الصبغي X فقط عند الذكور، حيث إن الإناث اللواتي يحملن جينًا غير طبيعيًا على الصبغي X هن حاملات فقط للاضطراب ولا تظهر عليهن أي أعراض.
يملك الذكور صبغي X واحد يورثونه من أمهاتهم، وإذا ورث الذكر صبغي X يحتوي على جين غير طبيعي، فسيتطور المرض وسيظهر عليه الأعراض
لدى الإناث اللواتي يعانين من اضطراب مرتبط بـ X، فإنهن لديهن فرصة 25٪ في كل حمل للحصول على ابنة تحمل نفس الاضطراب، وفرصة 25٪ للحصول على ابنة غير محملة بهذا الاضطراب، وفرصة 25٪ للحصول على ابن يعاني من الاضطراب، وفرصة 25٪ للحصول على ابن غير متأثر بالاضطراب.
إذا كان الذكر المصاب باضطراب مرتبط بـ X قادرًا على التكاثر، فسوف يورث الجين غير الطبيعي إلى جميع بناته الذين سيصبحون حاملين للاضطراب دون أن يظهر عليهم المرض. لا يمكن للذكر تمرير جين مرتبط بـ X إلى أبنائه لأن الذكور دائمًا ما يمررون صبغيY بدلاً من صبغي X الخاص بهم إلى ذرية ذكور.
اضطرابات ذات صلة
يمكن أن تكون الأعراض المتعلقة بالإضطرابات التالية موجودة أيضًا في متلازمة ليش نيهان للإيذاء الذاتي، لذلك يتطلب التشخيص التفريقي ضرورة في التشخيص
- يعد خلل التوتر العضلي مرضا وراثيا نادرا يصيب الجهاز العصبي الذاتي، ويتميز بحساسية منخفضة للألم ونقص حليمات اللسان وتغيرات غير طبيعية في درجة حرارة الجسم وضغط دم غير مستقر، وتظهر الأعراض عند الولادة
- متلازمة كورنيليا دي لانج هي اضطراب وراثي نادر يظهر عند الولادة، وتتضمن الأعراض تأخرا في التطور الجسدي قبل وبعد الولادة، وتشوهات قحفية وجهية، وتشوهات في اليدين والذراعين، وإعاقة ذهنية طفيفة أو شديدة. والأطفال المصابون بهذه المتلازمة يعانون من صعوبة في التنفس والتغذية، ولديهم زيادة في الإصابة بالالتهابات التنفسية، وتشوهات في القلب، ونقص في السمع، وتشوهات جسدية أخرى
تشخيص متلازمة ليش نيهان
التشخيص لمتلازمة ليش نيهان يمكن ان يتم تأكيده من خلال التقييم السريري، هذا يتضمن التاريخ العائلي للمريض وفحوص الدم المتخصصة. الأطفال المصابين بهذا المرض لديهم ارتفاع في تراكيز حمض البول في الدم. غياب أنزيم HPRT في الخلايا يؤكد هذا التشخيص. الفحوص الجينية الجزئية لإنزيم HPRT تكون جيدة لمعرفة الطفرة المسببة للمرض. التشخيص قبل الولادة وأثناء الانغراس يمكن أن يكون مفيدا لاكتشاف المرض إذا كان أحد ابوي الطفل حامل للطفرة
علاج متلازمة ليش نيهان
يكون العلاج لمتلازمة ليش نيهان موجهًا نحو الأعراض المترافقة مع المتلازمة، والذي يتضمن فريقًا من الخبراء والمتخصصين في الرعاية الصحية، بما في ذلك أطباء الأطفال وأطباء العظام والمعالجين الفيزيائيين وغيرهم، لتخطيط خطة شاملة ومنهجية لعلاج الطفل المصاب
يستخدم عقار الألوبيرونول للتحكم في كميات الحمض البول التي يترافق معها متلازمة ليش نيهان، وللسيطرة على الأعراض المترافقة مع زيادة حمض البول في الدم. ومع ذلك، لا يؤثر هذا العقار على الأعراض العصبية والسلوكية التي يترافق معها هذا الاضطراب
يُستخدم العلاج بموجات تفتيت الحصوات بالصدمات (ESWL) لعلاج حصوات الكلى، حيث يُغمر المريض في الماء وتُوجه موجات عالية الطاقة نحو منطقة حصوات الكلى. وتتفتت الحصيات إلى قطع صغيرة، ويتم التخلص منها معن طريق البول.
لا يوجد علاج أو دواء مثبت فعاليته في علاج الاضطرابات العصبية المصاحبة لمتلازمة ليش نيهان، ويستخدم الباكلوفين أو البنزوديازيبينات لعلاج التشنجات، وقد يكون الديازيبام مفيدًا.