صحة

متلازمة راي عند الأطفال

عندما يولد الطفل، يعمل جميع الآباء والأمهات على الاهتمام بصحة الطفل. منهم من يكون اهتمامه بسيط ومعتدل، ومنهم من يكون اهتمامه مبالغا فيه. أيا كان الاهتمام، يرغب الجميع في الوصول إلى أقصى درجة للحفاظ على صحة الطفل. فعند الولادة، يكون الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالأمراض من أي فئة عمرية أخرى. وتنقسم الأمراض التي تصيب الأطفال إلى نوعين: أمراض نفسية تؤثر في الطفل عن طريق الأسرة أو المجتمع المحيط، والتي يمكن أن تؤثر إيجابا أو سلبا على الطفل، وقد يكون للمرض النفسي تأثير أعظم من المرض العضوي. ويصيب الطفل بالمرض العضوي من خلال أسباب متعددة، فقد يكون ناتجا عن تشوه خلقي يولد به الطفل، أو مرض وراثي ينتقل للطفل عن طريق الأب أو الأم. وبالإضافة إلى ذلك، هناك الأمراض الفيروسية أو البكتيرية التي يصاب بها الطفل، والتي غالبا ما تكون الأخطر، حيث يسهل اختراق هذه الأمراض جسم الطفل بسبب ضعف جهازه المناعي. واليوم سنتحدث عن إحدى الأمراض التي تصيب الأطفال عن طريق الفيروسات، وهي متلازمة الراي عند الأطفال، والتي لا يعرفها الكثيرون لأنها مرض نادر. وفي الأسطر التالية، سنقدم معلومات أوضح عن هذا المرض الذي يصيب الأطفال، بما في ذلك التعريف والأسباب والعلاج .

تعريف متلازمة راي عند الأطفال : هو مرض خطير، وعلى الرغم من ندرة حدوثه، إلا أنه يؤدي عادة إلى الوفاة، حيث يصيب الطفل من خلال الكبد والمخ فيروس أزدواجي، ويظهر هذا الفيروس عند الأطفال بعد الشفاء من فيروسات الأمراض مثل الأنفلونزا، وينتشر داخل الجسم ويستقر في الجزء العلوي من المخ والكبد .

أما عن الأسباب التي تصيب الطفل بهذا المرض :
في البداية، يجب أن نوضح أنه لا توجد عوامل أو أسباب مباشرة للإصابة بهذا المرض. ومع ذلك، هناك عوامل تساهم في ظهور هذا المرض الفيروسي الذي يصيب نسبة قليلة من أطفالنا. ومن أهم هذه العوامل هو تناول الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عشر سنوات لعقار الأسبرين، الذي يعتبر محفزا لهذا الفيروس. إنه العامل الأكثر وضوحا والرئيسي في الإصابة بهذا المرض. بالإضافة إلى ذلك، ضعف وقلة الجهاز المناعي لدى الأطفال، والذي لا يمكنه من إيقاف أو محاربة هذا الفيروس، يعتبر أيضا عاملا في الإصابة بهذا المرض. هذا العامل لا يعود إلى الأم أو الأب، بل يعتمد على قوة جهاز المناعة لدى الطفل. كما أن تعرض الطفل لاستنشاق بعض المبيدات الحشرية التي تحمل رائحة ضارة قد يكون خطرا على حياته، لذا يجب على الأطفال الابتعاد عنها بشكل كبير، خاصة أنها تسبب العديد من الأمراض المختلفة .

الأعراض التي تظهر على الطفل : فيما يتعلق بالأعراض التي يسببها المرض، فإنها قد تبدو قليلة، ولكن يمكن أن تتشابه مع أمراض أخرى. ويمكن تقسيم هذه الأعراض إلى فئتين. فهناك أعراض تظهر على الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين، مثل الإسهال السريع والمستمر، والشعور بالإرهاق والتعب وعدم القدرة على العمل، والتنفس السريع وغير المنتظم، والشعور بضيق التنفس. وفيما يخص الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن سنتين، فهناك أعراض مختلفة، مثل الإحساس بالتشنج في الحركات وعدم القدرة على تحريك الأطراف، كما يعاني بعض الأطفال من الشلل، ويمكن أن تظهر أعراض أخرى أقل حدة مثل التعب العام في الجسم وعدم القدرة على إنجاز المهام المطلوبة، والقيء المستمر بشكل متكرر، والشعور بالنعاس في أوقات غير معتادة والاستسلام للنوم بشكل كبير. يجب الانتباه لهذه الأعراض والتوجه بسرعة للطبيب لتجنب تفاقمها وحدوث مضاعفات خطيرة مثل أصفرار الوجه واضطرابات في وظائف الكبد، ومن الممكن أن يحدث تجلط في الدم. ويؤثر الفيروس بشكل أكبر على المخ، وقد يؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات الخطيرة .

الوقاية والعلاج لمتلازمة الراي : يجب التوجه مباشرة إلى الطبيب عند ظهور هذه الأعراض، ويجب تنفيذ اللازم والتحاليل اللازمة للتأكد من إصابة الشخص بالمرض، وعدم استخدام أي دواء دون استشارة الطبيب، ويجب ألا يتناول الأطفال عقار الأسبرين حتى يتعدى عمرهم الـ12 عاما على الأقل، ويجب أيضا تجنب استنشاق الروائح الضارة مثل المبيدات الحشرية للحفاظ على صحة الأطفال .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى