متلازمة الحمل التعاطفي عند الرجال
متلازمة Couvade أو الحمل التعاطفي ؛ و هو ظهور أعراض الحمل الفيزيولوجية و النفسية و الجسدية على الرجل الذي ينتظر قدوم مولود من زوجته ، و لم تظهر تلك المتلازمة حديثًا بل إنها موجود من آلاف السنين ، حيث تظهر العوارض النفسية و الجسدية نفسها على الراجل ، حتى أنهم قد يشعرون بالانقباضات و يعانون من آلام المخاض.
أسباب حدوث الحمل التعاطفي:
أشار العديد من الباحثين إلى أن الحمل يمثل حالة شدة stress لكلا الزوجين ، و هذه الشدة تسبب انطلاق مواد كيميائية في الجسم تؤدي إلى ظهور أعراض الحمل من غثيان ، و إمساك ، تطبل في البطن ، غازات ، تهيج القولون ، و غيرها من الأعراض ، كما أن تدني الوضع الاجتماعي و المادي ، و انخفاض المستوى التعليمي ، و إدمان الكحول و غيرها من العوامل التي تزيد من أعراض الحمل التعاطفي ، و الذي يكون في أشده في الثلث الأول و الأخير للحمل و فترة ما بعد الولادة.
أعراض الحمل التعاطفي لدى الرجال:
تشكل الأعراض النفسية جانبًا هامًا في هذه المتلازمة ، حيث يظهر على الأب بعض الاضطرابات النفسية و الجسدية خلال فترة الحمل ، من الناحية النفسية فإنهم يعانون من الذعر ، و الهذيان ، و الفصام ، و الاكتئاب ، و محاولة الانتحار ، و فرط النشاط ، و زيادة التعرض للإصابات خلال التمارين الرياضية ، و قد يؤدي بهم الأمر إلى إدمان الكحول ، أو الدخول في مشاجرات عديدة ، و قد وصل الحال ببعض الرجال إلى التهرب من الوضع و الابتعاد عن الزوجة ، و لذلك هناك الكثير من حالات الطلاق تحدث خلال فترة ما بعد الولادة.
وفيما يتعلق بالرجال، يعانون أيضا من أعراض هضمية مثل الغثيان وآلام البطن والانتفاخ والتغير في الشهية والوزن، بالإضافة إلى انخفاض الرغبة والقدرة الجنسية. وقد يشكو بعض الرجال من آفات جلدية وآلام في المفاصل والأطراف السفلية ومشاكل في اللثة والأسنان. وتدفع بعض الرجال الذين يعانون من هذه الأعراض إلى الدخول في مشاجرات غير واضحة الأسباب مع شريكاتهم أو الابتعاد عن منازلهم والعودة بعد الولادة. وتزداد أعراض متلازمة الحمل التعاطفي لدى الرجال الذين يعانون من نقص في الخصوبة أو تعرضوا لفقدان الحمل.
علاج متلازمة الحمل التعاطفي:
أكد الباحثون على أن الحمل التعاطفي مؤقت وغير خطير، وتوصل الأطباء إلى أن العلاج النفسي للآباء هو العلاج المناسب للمتلازمة، نظرا لأن أغلب الأعراض التي يعانون منها هي أعراض نفسية واجتماعية، ولذلك فإن إجراء مقابلات معهم وإخضاعهم لجلسات علاج نفسي خلال فترة انتظارهم للمولود الجديد، وتهيئتهم نفسيا لاستقبال المولود والتعايش معه هو العلاج الأمثل لهم. أثبتت الدراسات أن التعبير عن مخاوفهم وتنفيس غضبهم ومخاوفهم يمكن أن يكون له تأثير كبير في تخفيف حدة المتلازمة، وتعمل الجلسات الطبية للآباء في هذا الوقت، وقت الحمل، على تحسين الحالة النفسية والاجتماعية والجسدية لديهم بشكل كبير، فبدلا من الهروب من زوجاتهم سيواجهون المشكلة ويتعايشون معها.