أسطنبول، العاصمة، تتميز بتعاقب الحضارات التي تركت آثارها المعمارية الواضحة والملموسة على تركيا. تحتضن تركيا مجموعة من الكنوز الحضارية التي تورثتها عبر الأجيال، فقد رسخت الإمبراطورية العثمانية صورة تركيا في العقول بتصميمها المعماري الجميل الفريد، وجعلتها جوهرة قيمة من بين الجواهر. وقد ساعدتها في ذلك طبيعتها الساحرة والاستثنائية، والجغرافيا والمناخ والموقع الفريد الذي تحتله بين القارتين. وبالتالي، أصبحت وجهة مهمة للتراث الإنساني ولتلاقي الحضارات. ومن بين المعالم البارزة الإنسانية والمعمارية، يأتي قصر طولمه باغجة، الذي يعتبر تحفة فنية تجمع بين طريقتين فنيتين متناقضتين: الطراز الغربي والطراز الشرقي. يجمع القصر بين جمالية العمارة الداخلية والخارجية، ويبرز من خلال التصميم المعماري الفريد، وهو شاهد على انفتاح الدولة العثمانية على أوروبا. ويعتبر اليوم واحدا من أجمل المتاحف الأثرية في العاصمة أسطنبول .
يقع قصر طولمه باغجه على الجانب الأوربي من مضيق البوسفور في منطقة بشيكتاش. كان المكان الذي تم بناء القصر عليه ميناء طبيعيا في مطلع القرن السابع عشر، وكانت حديقة خاصة بالسلاطين فقط، وسميت دولما باهتشة، وتعني الحديقة المحشوة. في عام 1843، أمر السلطان عبد الحميد الأول ببناء هذا القصر الفريد الذي استغرق بناؤه نحو 13 عاما. تم تقسيم القصر إلى ثلاثة أقسام: قسم السلام وقسم المعايدة وقسم الحريم. يحتوي القصر على 285 غرفة و43 صالونا وستة حمامات تركية و34 مرحاضا. استخدم 14 طنا من الذهب و60 طنا من الفضة في بناء هذا القصر، ولذلك لا يسمح بالتصوير داخل القصر، فقط في الحديقة والبوابة الرئيسية.
يمتد القصر على الشريط الساحلي من قره كوي وحتى ساري بين منطقتي القباطاش والباشيكطاش بالتوازي مع منطقة اسكودار على الساحل الغربي بالمنفذ البحري الممتد على بحر مرمره ، سبب تسمية القصر بـ طولمه باغجه هو اسم مركب من كلمتين تركية معناه الحجارة والتراب باغجة كلمة فارسية معناها الحديقة الصغيرة باللغة العربية تعنى الحديقة المردومة ، الموقع مهم على ساحل مضيق البوسفور على شمال بحر مرمرة حيث حظى القصر باهتمام كبير بسبب بناءه في افضل المواقع في اسطنبول على مضيق البوسفور الذي يربط البحر الاسود ببحر مرمرة .
يعكس القصر التطور الفنى والزخرفي والمعماري للعمارة العثمانية وأسلوب العمارة التركية يعرف تراث القصر باسم طراز البروكي هو الطراز المتأثر بالقصور الأوروبية تم بناء واجه القصر بأمر من السلطان عبد الحميد الأول على 600 متر على الساحل الأوربي تم تشيد القصر على يد المعماري غرابت عمرا باليان وابنه نيجوغوس باليان تم تشيده محاكاة للأبعاد التراثية والأثرية الأوربية يتكون من جناحين للمبنى الرئيس الكبير يحتوى على زخرفة مبدعة وطراز معماري معتق بالذهب والفضة يعتبر القصر من التحف الفنية الفريدة بسبب الاعمدة الرخامية والقطع الخزفية التي ابدعها الفنان المسلم والعمدان الرخامية وقصر المابين وقاعة الديوان كلها منظومة بشكل فنى فريد يعكس الطابع الاسلامي يربط بين انحاء القصر الدهاليز والأقسام الاخرى للجناح وشتى الزخارف والنماذج المعمارية المنتشرة في القرن التاسع عشر هنالك قاعة الاستقبال وسط البناء التي تربط القاعة مع بقية الاجنحة والقصور جميعًا تم استحداث اجزاء من القصر هي برج الساعة وباب الجزينة وهنالك ايضًا قصر السلاميك وهو المبنى الرئيس و قصر الحرملك وقصر الجواري والقصر الزجاجي منزل الطير وباب الوالدة ومبنى الجواري المميزات و الصوبة وقصر ولي العهد ومبنى المنسوجات يوجد العديد من المبانى و الاجنحة الاخرى جميع مشتملات القصر 285 غرفة بما فيها جناح الخونكار السلطان بيه وحده ثمانية صالونات ، والمبنى الرئيس للقصر بيه ثلاثة طوابق هم طابق مابين و صالون المعايدة وحرم هومايون هي مسكن السلطان وعائلته هناك اجنحة اخرى مخصصة بالقصر للوزراء والانتظار والبلاط بالدور العلوي وجناح الموسيقى والمكتبة .
يعد برج الساعة احد الأجزاء الداخلية للقصر تم بناءه في مدخل بوابة السلطنة وجامع الوالدة السلطانة تم تشيده على يد المهندس المعماري سركيس عامري باليان بامر من السلطان عبد الحميد الثاني يوجد بالقصر متحف ساعات طولمة باغجة هو متحف للساعات الوطنية التركية تم تجميها ووضعها بالقصر عام 2004 هنالك مبنى المفروشات القديمة يشكل من طابقين هو مركز ثقافي للفن والعلم والمعرفة تحت اختصاص وزارة القصور الوطنية التركية ، الزخاف المبدعة والمنمنات العثمانية التي تتواجد في جميع انحاء القصر .
يعد القصر من التجارب المتميزة جدًا لزيارة المعالم الاثرية العثمانية التي تتسم بالحداثة العمل من الثلاثاء إلى الاربعاء من الساعة الساعة صباحًا وحتى الرابعة عصرًا يقع في منطقة بشيكتاش، بالقرب من حي اورطاكوي الشهير, إسطنبول يوفر القصر جولات ارشاد للزائرين و لكن بالحجز المسبق.
