متحف ام القيوين
يتميز متحف أم القيوين الوطني بتضمينه العديد من الآثار التاريخية التي تعود لآلاف السنين وتم اكتشافها في بعض المواقع الأثرية في إمارة أم القيوين، مثل موقع الدور وموقع تل الأبرق المشهورين. تمتد هذه المقتنيات الأثرية في القاعتين الثالثة والرابعة من المتحف، والذي يقع في حصن آل علي، الذي شيد في القرن الثامن عشر الميلادي بواسطة الشيخ راشد بن ماجد المعلا. كان الحصن مركزا للحكم ومقرا للعائلة الحاكمة للإمارة. تتميز إمارة أم القيوين بجمال طبيعتها السياحية وتاريخها الغني، حيث تحتوي على العديد من المعالم الحضارية التي تشير إلى تاريخ الدولة الإماراتية القديم وثقافتها المميزة. يعود تاريخ ظهور الإنسان في هذه المنطقة إلى حوالي خمسة آلاف عام تقريبا، ويتضح ذلك من خلال المواقع الأثرية الرائعة المنتشرة فيها. تأسست إمارة أم القيوين قبل حوالي مائتي عام، عندما انتقلت قبيلة العلي من جزيرة السينية إلى موقعها الحالي. في منتصف القرن الثامن عشر الميلادي، قرر الشيخ ماجد العلي إنشاء مشيخة مستقلة في إمارة أم القيوين. بدأت الإمارة بعدها في الازدهار، حيث تم بناء العديد من المعالم الحضارية التي جعلتها واحدة من أبرز المدن السياحية والثقافية في العالم العربي. يعتبر هذا المتحف واحدا من أجمل المعالم السياحية التي يمكن زيارتها، حيث كان مقرا رسميا للعائلة الحاكمة حتى عام 1969، عندما انتقل الشيخ أحمد بن راشد المعلا إلى منزل آخر
منذ ذلك الحين وحتى الآن، أصبح هذا المكان واحدا من أهم المتاحف الوطنية في دولة الإمارات، حيث يضم العديد من المقتنيات الأثرية للمدينة. يقوم المتحف بعرض التاريخ المميز لهذه المدينة الخاص بالأجداد والأجيال القديمة ليتعرف عليها الأجيال الحالية ويتعرفوا على عاداتهم وتقاليدهم القديمة. كما أن هذا المتحف يعد من أعرق المنشآت التاريخية في إمارة أم القيوين، حيث يصل عمره إلى أكثر من مائتي عام تقريبا. ويعرض هذا المتحف جميع التراث الخاص بالمدينة، ويظهر الحياة الإماراتية القديمة من خلال المقتنيات الأثرية الموجودة به. ويحمي المتحف التراث المحلي للمدينة، ويوثق مراحل تطور ونمو الإمارة منذ القدم وحتى يومنا هذا، كما أنه يعتبر مركز الهوية الوطنية وأحد الأركان الرئيسية في التنشئة الاجتماعية والثقافية للشخصية الإماراتية .
في الماضي، تم بناء هذا الحصن على النحو الدفاعي، وكان يطلق عليه اسم برج المنشر، وذلك لأنه كان أول من رفع علم إمارة أم القيوين في العام الثامن والستين من القرن الثامن عشر. واستمرت عمليات الترميم والتجديد عليه عبر العصور وحتى الوقت الحاضر. يتميز هذا الحصن بتصميمه المربع الشبه مربع والذي يتمتع بتراث معماري محلي فريد. ويتكون الحصن من مدخل يحتوي على ثلاثة ردهات، والتي تفتح على الفناء الداخلي للحصن. تتألف هذه الردهات من طابقين، حيث يحتوي كل طابق على ثلاث غرف تحتوي على أسقف خشبية مصنوعة من الجندل. كما تم صنع بقية النوافذ والأبواب من خشب الساج المدعم. ويحتوي أيضا على مطبخ وسجن .
و هذا المتحف يتكون من برجين بجر المنشرو الذي يوجد في الجهة الشمالية الشرقية و برج الليوارة و الذي يوجد في الجهة الجنوبية الغربية و التي يتميز هذا البرجين من ثلاثة أدوار لكل منهم , و من الجدير بالذكر أن هذا المتحف قد تلقى العديد من الزيارات المهمة من الشخصيات العربية و العالمية المهمة حيث أنها قد رفعت من معنويات و نفوس أهالي المدينة , و يوجد داخل هذا المتحف أيضا جناح كبير خاص بالهدايا التذكارية التي قد حصل عليها الحاكم في الكثير من المناسبات المختلفة بالإضافة على مجموعة من المقتنيات الذهبية العريقة و التي كان يتزين بها السيدات قديما حيث تعرض فن تصميم الذهب في منطقة الخليج منذ القدم .
كل هذا بالإضافة إلى أنه يحتوي على مجموعة من الغرف الكثيرة و التي تم تخصيص منها غرفة لتكون خاصة بالوثائق التاريخية المهمة للمدينة و التي من أهمها أول طابع بريدي للإمارة و مجموعة من المصاحف التي كانت مكتوبة بخط اليد و التي يصل تاريخها إلى أكثر من ألف عام تقريبا , كما أنه يحتوي على أول جواز سفر صدر في الإمارة و أول رخصة قيادة و أول رخصة تجارية و التي يتحمل ختم حكومة إمارة أم القيوين كما أنه يوجد به لوحة لشجرة العائلة الحاكمة و التي قد تم تصنيعها خصيصا من السيراميك و الذهب .