الخليج العربي

متحف الصادرية في وادي الدواسر

المتحف الشهير في الصادرية، وهو واحد من أبرز المتاحف التراثية الرائعة. يقع في محافظة وادي الدواسر في منطقة الرياض. تأسس منذ فترة طويلة ليصبح واحدا من أهم المراكز السياحية والتراثية الرائعة في منطقة وادي الدواسر المشهورة. كانت تعرف هذه المنطقة سابقا بأسماء مختلفة مثل وادي العقيق وعقيق بني عقيل وعقيق تمرة، ولكن تمت تسميته بوادي الدواسر. يحتوي على أحد الأودية الجارية في الجزيرة العربية في الماضي وتم تسميته بهذا الاسم تيمنا بأبناء قبيلة الدواسر الذين عاشوا في هذا المكان منذ قديم الزمان. تشتهر هذه المنطقة بتاريخها العريق وتحتوي على العديد من المواقع الأثرية التي تنتمي إلى الحضارات المتواجدة فيها على مر العصور. ومن أبرز هذه المواقع قرية الفاو الأثرية، والتي تبعد حوالي 100 كيلومتر تقريبا عن وسط المدينة في الجهة الجنوبية الغربية، وتتداخل أيضا مع جبال طويق الشهيرة في منطقة الفاو في الجهة الشمالية الغربية المجاورة. وبالتالي، فإنها تقع على الطريق التجاري الموجود في شبه الجزيرة العربية والذي يربط بين الجنوب والشمال الشرقي في الماضي، حيث كان الحجاج والقوافل التجارية يستخدمون هذا الطريق للوصول إلى العديد من المناطق التجارية، بما في ذلك نجران والأفلاج واليمامة. تم افتتاح أول مدرسة نظامية للبنين في السادسة والستين من القرن الرابع عشر الهجري، وتحتوي المنطقة على العديد من المراكز التعليمية والمدارس والجامعات، بما في ذلك خمس كليات خاصة للبنات تابعة لجامعة سلمان بن عبد العزيز. ومع ذلك، لا يزال متحف الصادرية واحدا من أبرز المعالم السياحية في المدينة، وسنتحدث عنه بالتفصيل في الفقرات القادمة

وكما ذكر سابقا، يعد متحف الصادرية من أهم المتاحف في الرياض، حيث تأسس على يد الشيخ سلمان حمود الهدلاء. تم تحديد موقع استراتيجي للبناء، وتبلغ مساحته أكثر من 14,400 متر مربع. يعد هذا المتحف واحدا من أكبر وأضخم المتاحف من حيث الحجم. يضم العديد من القطع المعمارية المتنوعة، مستوحاة من الفنون المعمارية العربية والإسلامية والعالمية. بالإضافة إلى العمارة الخاصة بحضارة نجد، التي تعرف باسم المصمك، والعمارة العسيرية، وقبة بيت المقدس، ومسلة طويلة جدا ترمز إلى انتفاضة أطفال الحجارة في فلسطين. وتتضمن أيضا العمارة اليمنية والعمارة الخاصة بالشرق الأقصى، والتي تعكس الحضارة الصينية، مثل التنين الصيني الشهير، وشلالات إندونيسيا، وواحدة من أشهر القباب الموجودة في مبنى الكرملين في روسيا .

و من المعروف أيضا عن متحف الصادرية أنه مؤسسة مستقلة بنفسها و التي تختص في مجال التراث الشعبي و قد تم تشييده في بادئ الأمر على قطعة أرض قد تصل مساحتها إلى حوالي ألف و خمسة مائة متر مربع و من بعد ذلك قد تم ضم هذه المؤسسة إلى مبنى أخر بجانبه حيث يحتوي على مجموعة من القطع الأثرية و المخطوطات القديمة و القيمة إلى جانب العملات المعدنية و يصل مساحة هذا المبنى إلى حوالي ستة مائة متر مربع تقريبا .

بالإضافة إلى ذلك، يحتوي أيضا على مجموعة متنوعة من الأنماط التي تبرز أساليب الحياة الثقافية في شبه الجزيرة العربية عبر العصور المختلفة، بما في ذلك العهد السعودي الملكي الحالي. يجدر أيضا بالذكر أن متحف الصادرية يضم تشكيلة واسعة من المعروضات، بما في ذلك أدوات الضيافة وأدوات الطعام وأدوات جلب المياه والسفر، بالإضافة إلى السجاد القديم اليدوي والأعمال الجلدية والخشبية وغيرها من المقتنيات الثمينة والتراث الشعبي في وادي الدواسر على مر السنين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى