متحف الشارقة للآثار
يعد متحف الشارقة للآثار أول متحف تم بناؤه في إمارة الشارقة، وقد تم افتتاحه على يد صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة وعضو المجلس الأعلى للإتحاد العربي الإماراتي. وبالإضافة إلى ذلك، يعد المتحف الأول من نوعه في الإمارات، حيث يركز على الآثار، ويعرض أهم الاكتشافات الأثرية التي تم العثور عليها في الإمارة، وتعود بعضها إلى العصور السابقة لظهور الإسلام. وقد تم اكتشاف العديد من تلك الآثار بواسطة خبراء التنقيب الأثريين مثل الدكتور صباح جاسم، الذي قام بأعمال الاستكشاف في التسعينات من القرن الماضي. يعتبر المتحف واحدا من أبرز الوجهات السياحية في مدينة الشارقة، وتشتهر المدينة بكثرة معالمها السياحية وتاريخها العريق، حيث يعود تاريخها لأكثر من ستة آلاف سنة. كان السكان الأصليون للمدينة يعملون في التجارة وصناعة السفن المستخدمة في الصيد والتجارة، فضلا عن صيد اللؤلؤ. وقد تعرضت المدينة للعديد من الحروب والغزوات، مثل البرتغاليين والهولنديين والبريطانيين، حتى وصلت إلى قبيلة القواسم. قامت القبيلة بتوقيع العديد من الاتفاقيات مع البريطانيين، مما سمح لهم بتولي قيادة المدينة وحكمها. ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم، تولت القبيلة حكم البلاد. في بداية السبعينيات، تم اكتشاف آبار النفط في أراضي الشارقة، مما جعلها واحدة من أهم المناطق السياحية الثقافية والعصرية، حيث تطورت ثقافيا وفكريا وأنشأت حضارتها الخاصة. تتميز المدينة أيضا بأسعار معقولة للسكن، وتوفر العديد من المعالم السياحية والثقافية المختلفة، بما في ذلك المتحف الأثري التاريخي الذي يعرض تحفا تاريخية هامة للمدينة وتفخر بها الشعب الإماراتي وتقدرها بشكل كبير
تم افتتاح متحف الشارقة للآثار في اليوم الخامس من شهر أكتوبر من العام السابع والتسعين من القرن الميلادي، وذلك على يد الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم إمارة الشارقة. يتميز هذا المتحف بطريقة بنائه الفريدة التي تسعى إلى عرض الآثار بأسلوب حديث ومتميز، حيث يحتوي على أكثر من ألف قطعة أثرية. تعود تاريخ هذه الآثار إلى العصور القديمة والفترة قبل الإسلام، حيث تشمل معظمها العصور الحجرية وتمتد لأكثر من مائة وعشرين ألف عام، وتصل حتى القرن السابع الميلادي. ومن بين هذه القطع المميزة التي يتم عرضها في المتحف: الأواني والقطع الفخارية والحجرية والمعدنية، بالإضافة إلى المجوهرات والنقود وبعض التماثيل الصغيرة التي تمثل الحيوانات والإنسان، وأيضا بعض الهياكل العظمية ونماذج المدافن والمنازل التي تم اكتشافها في إمارة الشارقة .
ويحتوي هذا المتحف، متحف الشارقة للآثار، على حوالي ستة قاعات تنقسم إلى قسمين رئيسيين وفرعيين. وأول قاعة فرعية هي قاعة الآثار، تحتوي على صورة جوية ضخمة تظهر المنطقة الشمالية لدولة الإمارات. ومن أهم المواقع الأثرية المعروضة في الصورة: منطقة مويلح، والحمرية، وتل الأبرق، وجبل البحيص، وجبل اليافة، ودبا الحصن، وخورفكان، وكلباء. أما بالنسبة للقاعة الرئيسية، فتحتوي على قاعة العصر الحجري التي تعرض طريقة حياة أهل الشارقة في ذلك العصر، حيث عاشوا من خلال صيد الحيوانات والسمك ورعي الأغنام والماعز. وتحتوي أيضا على بعض الحلي المميزة المصنوعة من العظام والأحجار، وتعرض أقدم عقد مصنوع من اللؤلؤ تم اكتشافه في الإمارات، بالتحديد في جبل البحيص. وتحتوي أيضا على قاعة العصر البرونزي التي تعرض أهم المعروضات المتعلقة بهذا العصر، وتليها قاعة العصر الحديدي وقاعة الجزيرة العربية الكبرى .
واحدة من أهم المعروضات هي معرض موقع البحيص 18، الذي افتتح في العام الثامن من الألفية الجديدة. يقوم هذا المعرض بعرض نماذج مصنوعة بمهارة تمثل الهياكل التي تم اكتشافها في المنطقة، بالإضافة إلى بعض الحلي المصنوعة من الخرز وعظام بعض الحيوانات الأليفة، وكذلك تشمل مجموعة من عظام الحيوانات البرية التي تم اصطيادها في الماضي. بالإضافة إلى ذلك، يقدم هذا المتحف العديد من الخدمات الهامة، مثل الورش التعليمية والمحاضرات العلمية والمؤتمرات التاريخية والأثرية، بالإضافة إلى المخيم الصيفي الذي يشرف عليه إدارة المتحف .