متحف التراث البحري في الفجيرة
تضم الإمارات العديد من المتاحف المميزة التي تحكي عن تاريخ دولة الإمارات قبل اكتشاف النفط الذي كان يعتمد على عدد من الحرف الرئيسية، من بينها الصيد .
متحف الفجيرة
يوجد في المتحف تشكيلة كبيرة من المنتجات والأدوات التي تحمل ذكريات الماضي وتحكي العديد من القصص المدهشة عن مهنة الصيد، وهي المهنة التي كان يمارسها أجدادنا، هؤلاء الأشخاص الذين تحدوا التحديات واستكشفوا أعماق البحار. ويقع المتحف في ميناء الفجيرة، وقد تم تقدير الإسهامات المهمة لهذه الحرفة التقليدية ودورها الهام في حياة الإماراتيين في الماضي عندما كان البحر من أهم مصادر العيش .
تصميم و محتويات المتحف
– تم تصميم جدران المتحف باستخدام سعف النخيل ، و هذا السعف تم تغطيته بالعديد من الصور التي تم التقاطها قبل الاتحاد و بعده ، و يعمل على إدارة المتحف أحد أعضاء جمعية الفجيرة من صيادي الأسماك ، ذلك الرجل الذي عشق البحر و امتاز بالخبرة الواسعة و المعرفة الشاملة بكافة أمور الصيد .
يضممتحف الصيادين القدامى مئات القطع القديمة التي تم جمعها بعناية من أجل الحفاظ على ذكريات الصيادين القدامى، وتحكي كل قطعة منها قصة من زمن بعيد وذكريات جميلة لما وراء البحار .
– أما عن أبرز مقتنيات المتحف ، فمن بينها محار البرغام ، و هو نوع من القواقع الكبيرة ، تلك التي تصدر أصوات مثل البوق ، و قد كانت هذه القواقع يتم استخدامها قديما في رحلات الصيد و البحث عن اللآلئ ، و قد كانت هذه القواقع تستخدم على الشاطئ ، حيث يتم النفخ فيها بقوة مع استخدام آلات أخرى تعرف باسم الدوابي ، و التي تعرف بكونها من أقدم وسائل الصيد .
كانت الدوابي في الماضي تُصنع باستخدام سعف النخيل على شكل نصف دائرة، وكانت تصمم بفتحات صغيرة وبشكل مخروطي حتى لا يتمكن السمك من الهروب عند دخوله .
من بين المقتنيات في المتحف توجد فك اليريور وهي عبارة عن شبكة كبيرة بفتحات صغيرة ، وكانت هذه الشباك تستخدم لصيد الأسماك الصغيرة ، بالإضافة إلى بعض المعدات الخاصة بصيد اللؤلؤ ومحار اللؤلؤ .
عن المتحف
– تم افتتاح المتحف منذ عام و نصف ، و ذلك بالتعاون مع عدد من الصيادين بغرض جمع العديد من القطع الأثرية ، بغرض ترسيخ طبيعة التراث البحري الخاص بالإمارات و الأدوات التقليدية التي استخدمها الأباء و الأجداد لفترات زمنية طويلة ، و من خلال هذه المقتنيات يمكن للزائر التعرف على طبيعة العادات و التقاليد الخاصة بالإمارات على مدار السنين ، و هذا الأمر يعتمد على قول الشيخ زايد رحمه الله ( من ليس له ماضي ليس له حاضر و لا مستقبل ) .
يشهد المتحف إقبالا كبيرا من الزوار في هذه الأوقات الحالية، وذلك بسبب المرحلتين التي تم إنشاؤه فيهما، والتي بدأت في عام 1991. يحتوي المتحف على قسم خاص للآثار يضم قطع أثرية من الفخار تعود للقرن الثالث قبل الميلاد، وتحكي هذه القطع عن التاريخ والحضارة في الإمارات. كما يحتوي المتحف على العديد من الأسلحة القديمة المصنوعة من البرونز، والزجاجات والكؤوس بكميات كبيرة .
يضم هذا المتحف عددًا كبيرًا من التفاصيل عن الحياة الزراعية والأدوات المستخدمة فيها منذ فترة طويلة، مثل الحابول والمنفض وغيرها من الأدوات المستخدمة في الماضي .