مدينة باندونج هي مدينة إندونيسية عظيمة، وتعتبر واحدة من أجمل مدن العالم، حيث تلعب دور عاصمة مقاطعة غرب جاوة وتعد واحدة من أهم المدن السياحية في إندونيسيا. تقع المدينة داخل دائرة من الجبال البركانية الملتهبة والساحرة، وعلى الرغم من خطر وجودها داخل هذه الجبال المعرضة للكوارث الكونية والبركانية، إلا أنها كانت عاملا مهما وأساسيا في حماية نفسها من الأخطار العديدة مثل الغزو والحروب والاحتلال والاستعمار، ويتوجه إليها الكثيرون من الزوار المحليين .
نبذة تاريخية عن ولاية باندونج (باندونج)
تم بناء هذه المدينة في عام 1906 ميلادية عن طريق ضم بعض القرى الإندونيسية الموجودة في المنطقة. وبعد ذلك، احتلتها الهولنديون وأصبحت أرضا تابعة لهم. بدأوا في زراعة الشاي الأسود واستفادة منتجاته وتصديرها إلى هولندا. ظلت المدينة تحت الاحتلال الهولندي حتى تم بناء علاقات مع العاصمة الأم العريقة جاكرتا. وتعتبر جاكرتا الآن إحدى الولايات الإندونيسية الرئيسية وعاصمة إندونيسيا وجوهرتها، وقد اكتسبت العديد من جمال وسحر العاصمة. وقد تمتعت بتأثير الحضارات الرئيسية حتى أطلق عليها لقب `باريس جاوة` .
هذه المدينة العريقة قد تحدت الصعاب واختبارات الطبيعة، التي شملت البراكين والفيضانات والفوضى. إنها نقطة جذب هامة وعظيمة تجذب سكان العاصمة جاكرتا، حيث يصل عدد السياح من جاكرتا وحدها إلى عشرات الآلاف، بالإضافة إلى العديد من الوفود السياحية القادمة من الخارج، الذين يأتون للاستمتاع بجمال وروعة هذه الولاية. يمكنهم أيضا الاستمتاع بحمامات العيون البركانية الحارة والكبريتية المنتشرة في العديد من منتجعات إندونيسيا المشهورة، مثل منتجع ساري أتر “شايتر”. تعرف أيضا مدينة تشيو يدي بأنها تحتضن أكبر وأروع المسابح الساخنة والفوهات البركانية والكبريتية في ولاية باندونج. وعلى أطراف هذه المنطقة، توجد العديد من مزارع الشاي والفراولة وبعض المحاصيل الزراعية الأخرى المعروفة في ولاية باندونج. يمكنك تناولها من أوراق الأشجار أو شرائها حسب رغبتك. بالإضافة إلى ذلك، تحتضن العديد من المعالم السياحية المهمة التي تجذب السياح من جميع أنحاء إندونيسيا ومن جميع أنحاء العالم. ومن أبرز تلك المعالم متحف البريد الرائع، الذي أصبح يعرف به ولاية باندونج .
متحف البريد في مدينة باندونج (باندونق)
هذا المتحف الضخم يقع في ولاية بادونج الشهيرة، وهي تعتبر عروسة إندونيسيا الأخرى أو ما يعرف بباريس جاوة، في منطقة جالان ديبو نيجور في جاوة الغربية. تم وضع حجر الأساس الخاص بهذا المبنى في عام 1920 ميلاديا، ليصبح مقرا لجزر الهند الهولندية التي كانت تحتل المدينة في ذلك الوقت. صمم المهندس المعماري الشهير جي بيرجر هذا المبنى الذي تم بناؤه على شكل الفن المعماري الإيطالي الحديث. تم تأسيسه ونشأته على أرض تبلغ مساحتها أكثر من سبعمائة متر مربع. في الماضي، كان هذا المبنى يستخدم لبيع وتوزيع الطوابع والتلغرافات البريدية والهواتف. مع مرور الوقت وتقدم التكنولوجيا ووسائل الاتصال وسهولة السفر والمواصلات، تحول هذا المبنى إلى متحف يضم العديد من التحف البريدية والتاريخية. يعرض المتحف تاريخ البريد منذ بدايته ومراحل تطوره والشكل الذي وصل إليه الآن. تم تحويله إلى متحف البريد في عام 1995 ميلاديا بعد تغيير مقر شركة البريد السابق ليصبح المبنى فارغا .
ويحتوي هذا المتحف على العديد من المعروضات التي تعرض تاريخ البريد أثناء احتلال جزر الهند الهولندية وأبان الاستعمار الياباني حتى وقت استعادة حريتهم وفي وقتنا الحالي. يحتوي المتحف أيضا على بعض الصور التي تصور الطوابع البريدية النادرة والقديمة وبعض الأدوات المستخدمة في إرسال واستلام البريد. توجد أيضا بعض الصناديق الخشبية التي كانت تستخدم في تخزين أوراق البريد في الماضي، بالإضافة إلى بعض الأجهزة المخصصة لإرسال التلغرافات. يلاحظ وجود العديد من عشاق جمع الطوابع يتوافدون لدراسة ومعرفة تاريخ الطوابع البريدية النادرة. يفتح المتحف أبوابه من الساعة التاسعة صباحا حتى الساعة الرابعة عصرا، والدخول مجاني وبدون تذاكر .