تعد تركيا عاصمة الفن الإسلامي بلامنافس، حيث تحتضن بعض أجمل وأشهر المتاحف العالمية ذات التراث الإسلامي الرفيع المستوى. وتضم تركيا عددا من المتاحف، إذ هي عاصمة للحواضر الثقافية والتراث الفكري والأدبي. حظيت تركيا في عصرها الحديث والقديم بعدد من الشعراء والأدباء الذين تحولوا بعد ذلك لأيقونة شعرية وثقافية تعبر عن الثقافة تركيا. إذا كنت من عشاق الأدب والتراث الأدبي، ستتعرف في الأسطر القادمة على متحف آشيا.
ما هو متحف آشيان : آشيان Asiyan” هو منزل سابقا للشاعر الشهير توفيق فكرت، والذي عاش في حي “آشيان” في اسطنبول من عام 1867 حتى 1915. تم بناء المنزل في عام 1906، ويتألف من ثلاثة طوابق، واشتهر بإطلالته الرائعة على مضيق البوسفور. في عام 1940، اشترت بلدية اسطنبول المنزل من زوجة الشاعر نظيمة خانم Nazime، وتحول المنزل إلى متحف ثقافي ونادي أدبي لعشاق الأدب والفن والشعر. وفي عام 1945، تحول المنزل إلى متحف للفن الحديث وأطلق عليه اسم “آشيان”. وفي عام 1961، تم تغيير اسم المتحف إلى “متحف آشيان”. المنزل هو مبنى خشبي يتألف من ثلاثة طوابق داخل حديقة، وكان الشاعر قد شرف شخصيا على بناءه وأطلق عليه اسم “آشيان”، وهو مصطلح فارسي يعني “عش .
الطابق الارضي من المتحف يكون مخصص لإدارة المتحف بيه عدد من المكاتب الإدارية و الطابق الثاني يوجد بيه غرفة للشاعرة نيغار خانم و عدد من الصور و المقتنيات و غرفة الادب بها عدد من الوثائق و الاعمال الاثرية و الكتب و الاغراض الشخصية ، اما الطابق الثالث بيه تقع غرفة الشاعر و متعلقاته الشخصية و مكتبة الكتابة و كرسى الرسومات و اللوحات التي قدمت له التي تحتوي على الرسومات و التراث العثماني الفريد منها ما قدمه له السلطان العثماني عبد المجيد تم ترميم المحتف مؤخرًا عام 2012 بتكلفة بلغت (حوالي 640،000 $ US .
تحتوي المتحف أيضا على صالة كاملة مخصصة للشاعر عبد الحق حميد في الدور الثاني بعد الطابق الإداري. يعتبر المتحف نافذة ومحرابا لمحبي الأدب والفنون في جميع أنحاء العالم. يقدر عدد زيارات المتحف بما يقرب من مليون زيارة سنويا، على الرغم من التراث المعماري الفريد وإطلالته على البوسفور. إلا أنه يتمتع بذوق فني رفيع يجسد الجمال والروعة. إذا كنت من محبي التراث الثقافي، فلا تتردد في زيارته. ساعات المتحف من الساعة التاسعة صباحا حتى السادسة مساء (9:00-16:00) دون رسوم إضافية.
نبذة عن الشاعر توفيق فكرت:
من شعراء القرن العشرين ولد في عام 1867 وتوفي في عام 1915، شاعر تركي ومعلم وناشر، هو مؤسس مدرسة الشعر الحديث في تركيا. نشأ في فترة تشتت وضياع الإمبراطورية العثمانية وأثر ذلك على جميع أعماله الأدبية. كان قائدا لثورة الأدب في عصره، وكان لديه أفكار ثورية ظهر ذلك في جميع أعماله. من أهم دواوينه “الربابة المكسورة” و “دفتر الصبي الخلوق” و “شرمين.” بدأ تعليمه في سن مبكرة، وأثر وفاة والديه عليه بدأ كتابة الشعر وهو في الحادية عشرة من عمره. كان من تلاميذه رجائي زاده والمعلم ناجي والمعلم فايزي من أدباء عصره. اهتم بأسلوب الغزل وبدأ بنظم الشعر تحت أسماء مستعارة حتى انتهى من دراسته. تم تعيينه ككاتب في وزارة الخارجية، واستقال من العمل الحكومي. بدأ يعطي دروسا في اللغة التركية والفرنسية. تزوج من نظمية هانم وعمل في مجلة المرصاد وبدأ بالتدريس في مكتب السلطان وبدأت شهرته تتزايد في نظم الشعر والفنون. أحدث ثورة في الآداب التركية والفنون وأسس مجلة “ثروة الفنون” عام 1895، ثم أغلق المجلة وبنى منزلا ليستقر فيه لباقي فترات حياته. خرج من عزلته وكتب نشيد الوطن أو أغنية الوطن عند طلب إدارة جمعية الاتحاد والترقي. لكنه انفصل مرة أخرى في عام 1910 وعاد إلى عزلته حتى توفي في عام 191 .
