متاجر تم اغلاقها بسبب التسوق عبر الإنترنت
تخيل ليلة بعد يوم شاق في العمل، حيث تحاول أن تنام قيلولة سريعة، وفي النهاية تغرق في نوم عميق استمر لسنوات، وعندما تستيقظ أخيرا، تجد نفسك في عام 2025، وقد حان الوقت المناسب لك لقضاء عطلتك، فتتحمس للخروج من المنزل والبحث عن أماكن التسوق العادية التي كنت تعتاد عليها، لتكتشف أنه لا يوجد متجر واحد، وأنه من الصعب العثور على أي شيء تقريبا، إلا متاجر السوبرماركت ومحطات الوقود والمطاعم وتجار السيارات وغيرها من المحلات التجارية التي كنت تراها بانتظام .
ثم تبدأ ذكرياتك الخاصة بالعودة مرة أخرى، وتتذكر أنك قمت بأخذ قيلولة منذ سنوات، عندما انتشر التسوق عبر الإنترنت بشكل كبير، حيث أصبح الناس يحصلون على الكتب والأفلام حتى من الإنترنت، وأصبحت المتاجر العادية الآن منقرضة إلى حد كبير، وعلى الرغم من أن الأمر يبدو مبالغا فيه، إلا أن الإنترنت غير مفهوم التسوق بشكل كبير، وهذه هي أربع سلاسل مشهورة للتسوق التي تعاني بشكل كبير بسبب الاقبال الشديد المتزايد على التسوق عبر الإنترنت .
1- بوردرز ” Borders “
كانت بوردرز أكبر سلسلة لبيع الكتب في البلاد، ولكنها أعلنت في 18 يوليو 2011 أنها ستنسحب من السوق وتغلق مئات المتاجر التابعة لها، مما يؤدي إلى تسريح ما يقرب من 11 ألف موظف، بسبب عدم قدرتها على المنافسة مع أمازون في ذلك الوقت، حيث كانت أمازون في تلك الفترة متجرا عبر الإنترنت لبيع الكتب فقط، وفيما بعد تحولت إلى متجر يبيع كل شيء تقريبا عبر الإنترنت. أعلنت ثالث أكبر سلسلة لبيع الكتب، المعروفة باسم “A-MILLION”، في ذلك الوقت أنها ستشتري عددا من متاجر بوردرز للحفاظ على بعض الموظفين .
2- شابترز ” Chapters “
أدى التسوق عبر الإنترنت إلى حدوث العديد من التغييرات في هذه السلسلة العالمية فيما يتعلق بنماذج أعمالها. قامت الشركة بإدخال خاصية بيع الكتب عبر الإنترنت، وحققت مبيعات كبيرة، كما قامت بتوسيع مجموعة منتجاتها المتاحة في متاجرها بالإضافة إلى الكتب. ستظل هناك أماكن مخصصة لشابترز في مقاهي ستاربكس، على الرغم من تقليص عدد أماكن الجلوس الخاصة بها .
يشير الرقم 3 إلى بارنز آند نوبل (Barnes & Noble)
على غرار شابترز فإن بارنز آند نوبل حاولت التكيف مع المنافسة الشديدة للتسوق عبر الإنترنت، والذي يقوم بها أمازون وغيره، حيث قامت الشركة منذ عدة سنوات باتخاذ خطوة كبيرة، وهي إدخال ” نووك “، وهي عبارة عن مكتبة إلكترونية، حيث استثمرت فيها بكثافة، لكي تستطيع المضي قدما في مسألة التسوق عبر الإنترنت، وقد عملت بارنز آند نوبل كذلك على دعم متاجرها العادية، عن طريق تزويدها باختيارات متنوعة من الكتب ووسائل الراحة عالية الجودة، واختيارها للتواجد في أماكن مهمة مثل ستاربكس، وبعض الأحداث الأدبية الهامة .
4- بلوك باستر ” Blockbuster “
كانت شركة بلوك باستر سيدة السوق في مجال تأجير أقراص الفيديو بلا منازع، حيث كان لديها أكثر من 4000 فرع، وكانت تستخدم 60 ألف موظف، ولكنها خضعت للمنافسة من قبل نتفليكس ومنصات أخرى تقدم هذه الخدمة عبر الإنترنت. للأسف، تعثرت الشركة وأفلست في عام 2010، واستحوذت عليها شركة “ديش نيتورك” من دالاس، وبعد ذلك حاولت بلوك باستر منافسة نتفليكس في مجال تأجير أقراص الـ”دي في دي” عبر الإنترنت .
أصبحت شركة نتفليكس الآن تنتج الأفلام والمسلسلات الخاصة بها وتعرضها بشكل حصري على موقعها، وأعلنت نتفليكس في بداية عام 2017 عن وصول عدد مشتركيها إلى 93 مليون مشترك حول العالم، بما في ذلك 49 مليونًا من داخل الولايات المتحدة الأمريكية .
الخطوط العريضة
كانت هذه مجرد أربعة أمثلة لكثير من الشركات التي تأثرت بتطور التسوق عبر الإنترنت، والتي قام بعضها بتغيير استراتيجيته لكي يساير الأعمال، وسوف تتزايد المنافسة عاما تلو الآخر بسبب نمو المبيعات عبر الإنترنت بصورة جنونية، ومع ذلك فمن غير المحتمل أن تختفي المتاجر العادية تماما، وقد قامت العديد من المتاجر والشركات العادية بإنشاء متجر لها للتسوق عبر الإنترنت، لكي يكمل العنصرين بعضهم بعضا .