علم النفسعلم وعلماء

مبادئ علم النفس السلوكي

تعريف علم النفس السلوكي

علم النفس السلوكي هو علم يركز على دراسة سلوكيات الأفراد بدلا من الوعي والخبرات الشعورية، حيث يعتمد على فهم كيفية اكتساب الإنسان لتصرفاته من خلال التكيف مع المحفزات المحيطة، وهذا يعد أحد أهم مبادئه

الاتجاه السلوكي في علم النفس

وفقا لهذه المدرسة السلوكية، تهتم دراسة علم النفس السلوكي بدراسة السلوك الخارجي فقط بطريقة ممنهجة وبغض النظر عن الوعي، وتركز فقط على السلوك الذي يمكننا ملاحظته من حالة مزاجية وعاطفية، ومن رواد تلك المدرسة هو العالم البريطاني الشهير جون واطسون، والذي يعتبر الأب الروحي لعلم النفس السلوكي، وأشهر مقولاته هي: “لو أخذت مجموعة من الأطفال رضع صحتهم جيدة بطريقة عشوائية في البيئة التي أريدها، ودربتهم ليصبحوا متخصصين في أي مهنة اخترتها لهم، فمن المستحيل أن يكون العامل الوراثي هو الذي يختار تلك المهنة، إنما العامل البيئي، بغض النظر عن مواهبهم أو ميولهم أو قدراتهم أو مهنة أسلافهم

“Give me a dozen healthy infants, well-formed, and my own special world to bring them up in and I’ll guarantee to take any one at random and train him to become any type of specialist I might select – doctor, lawyer, artist, merchant-chief, and yes, beggarman and thief.”– John B. Watson, Behaviorism

تعتبر المعادلة الرئيسية في المدرسة السلوكية من الأفكار الأساسية لبعض علماء علم النفس السلوكي المتعصبين. يعتقدون أن أي فرد يستطيع القيام بأي فعل داخل حدود قدرته البدنية عند توفر بيئة مناسبة. وهذا بغض النظر عن العوامل الجينية أو الصفات الشخصية أو حتى الأفكار الداخلية. ببساطة، يعكس سلوك الشخص محيطه الذي نشأ فيه.

مبادئ المدرسة السلوكية في علم النفس

وتعتبر المدرسة السلوكية هي المنهج المهيمن في علم النفس، ولقد شهدت تطزرًا كبيرًا منذ بداية ظهورها عام 1920 إلى منتصف خمسينيات القرن الماضي، ويرجح البعض أن شعبية علم النفس السلوكي جاءت من وجود رغبة البعض في تأسيس علم نفسي موضوعي قابل للقياس ببعض المقاييس المدروسة بدقة، والمبنية على بعض المبادئ والنظريات التي يمكن وصفها بشكلٍ واضح وقياسها بالتجربة، كما أن هذه النظريات والمبادئ تمتلك تأثير قوي على حياة الإنسان اليومية.

ينتهج علم النفس السلوكي العديد من المبادئ التي تميزه عن الأساليب النفسية الأخرى، ومن بين مبادئه ما يأتي:

  • السلوك هو وحدة الدراسة النفسية.
  • يعد كل نوع من السلوك نتاجًا لعملية التعلم، والبيئة المحيطة هي المسؤولة عن السلوك سواء كان صائبًا أو خاطئًا، وهذا بغض النظر عن العوامل الجينية أو الصفات الشخصية أو الأفكار الداخلية.
  • يقوم بدراسة التصرفات والسلوكيات الظاهرة التي يقوم بها الأفراد بدلًا من دراسة الوعي والخبرات الشعورية.
  • يمكن النظر إلى سلوك الشخص على أنه مجموعة من المحفزات والاستجابات.

نظريات علم النفس السلوكي

وفقًا لنظرية علم النفس السلوكية، هناك نوعان رئيسيان من التكيف: التكيف الكلاسيكي -التقليدي أو القديم- والتكيف الفعال. ويتم توضيح كل نوع منهما بالتفصيل كما يلي:

  • تقنية التشريط الكلاسيكي (Classical conditioning)

تستخدم تقنية التشريط الكلاسيكي في علم النفس السلوكي بشكلٍ متكرر من أجل التدريب عن طريق المقارنة بين المثيرات والمحفزات المفتعلة وبين المثيرات التي من الممكن أن تحدث بشكلٍ طبيعي، والتي تعني ببساطة التعلم من خلال الارتباط بين الحافز والاستجابة، فنجد أن نتيجة الاستجابة في الإثنين تكون واحدة سواء كانت مفتعلة أم طبيعية، وتعرف المحفزات المرتبطة بالمحفزات المفتعلة باسم المحفز المشروط أو كما في الإنجليزية باسم (conditioned stimulus)، والاستجابة الناتجة عن المحفز المفتعل تعرف باسم الاستجابة المشروطة أو بالإنجليزي (conditioned response).

إيفان بافلوف هو من وضع هذا المنهج، وذلك من خلال تجربته على كلبه الخاص، حيث قام بدق جرس لبعض الكلاب قبل إطعامها، وبذلك يكون وجود الطعام مرتبطا بالجرس، وبسبب ذلك، بدأت الكلاب تسيل لعابها كلما سمعت صوت الجرس، وبالتالي، فإن الجرس في هذه النظرية هو المحفز المشروط الذي يرتبط بوجود الطعام، وتسيل لعاب هذه الكلاب عند سماع الجرس – المحفز المشروط – كاستجابة مشروطة لوجود الطعام، ولا يمكن أن يأتي الطعام بدون الجرس

  • تقنية التشريط الفعالة (Operant conditioning)

يمكن تعريف التشريط الفعال أو التشريط الألي بأنه منهجية تعلم الكلام بتحفيز بعض العوامل التي تنتج عنها عوامل عقاب، ويتم ذلك عن طريق وجود صلة بين السلوك وما ينتج عنه، وأن السلوك يتكرر بناء على النتائج التي نتمناها، وإذا كان السلوك يؤدي إلى نتائج سلبية فمن المرجح أن يحدث بشكل أقل في المستقبل بسبب العواقب السلبية التي يحملها

أهداف علم النفس السلوكي

يهدف علم النفس السلوكي إلى فهم النفس البشرية من خلال تحليل سلوكيات الأفراد والتعرف على البيئة التي جاء منها الفرد، وذلك بهدف تفسير هذه التصرفات والتنبؤ بها في المستقبل لصالح البشرية، حيث تعتبر سلوكيات البشر مجرد ردود فعل وتكيفات مع البيئة، ويمكن تلخيص أهداف علم النفس السلوكي في فهم سلوكيات البشر وتحسينها لصالح البشرية

  • يتضمن السعي لتفسير سلوك الإنسان ومحاولة فهمه بطريقة صحيحة وضع العديد من الاحتمالات لأسباب وراء ذلك السلوك.
  • يتضمن التنبؤ الصحيح ببعض الأفعال التي تنتج عن أفعال أخرى، وتحديد حتمية الرد السلوكي عن طريق دراسة طبيعة هذا السلوك والعوامل التي تؤثر عليه، بالإضافة إلى تحديد الاستجابات السلوكية
  • يتم محاولة ضبط السلوكيات التي تنتج عن بعض الأفعال من خلال فهم الدوافع التي تحرك هذه السلوكيات، والعوامل التي تؤثر فيها والتي تؤدي إلى بعض السلوكيات المحددة والضرورية. ويتيح ذلك لنا التنبؤ بالسلوكيات الخطرة قبل حدوثها، وتمكيننا من السيطرة والتحكم في هذه السلوكيات.
  • يهتم بإجراء التجارب لاختيار أفضل المناهج التعليمية.
  • يُهتم بالاختلافات الفردية بين الطلاب في القدرات والاهتمامات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى