إعلان الاستقلال هو الوثيقة التأسيسية لدولة إسرائيل أو الكيان الصهيوني ويُعتبر بمثابة رؤية تعبر عن حلم قيام دولة إسرائيل على أرض دولة فلسطين للتعبير عن معتقداتها التاريخية والدينية المرتبطة بأرض الميعاد منذ عقود طويلة من الصراع . على هذا النحو ، فهو يشبه إعلان فرنسا لحقوق الإنسان والمواطن ، وبريطانيا ماجنا كارتا ، وإعلان الاستقلال الأمريكي.
فعلى الرغم من أنه تم تأليفه في وقت التوتر الشديد ، إلا أن الإعلان مقتضب ، ومكتوب بلغة مُعبرة ولكن ليس منمق إلا أنها تنقل روح تلك الأيام الدرامية وتحاول تشكيل نفسها للمستقبل ولأنه لم يكن هناك وقت كافٍ ، فقد تمت قراءة الإعلان من صفحة مستنسخة ، ووقع الموقعون الـ 37 – أعضاء مجلس الدولة المؤقت – أسمائهم على ورقة فارغة. وقد أدرجت النسخة الرسمية للإعلان وفيما بعد تم وضعه على شكل لفافة ووضعت في علبة فضية.
إقامة دولة لليهود
- في عام 1897، تم عقد المؤتمر الصهيوني الأول في التاريخ العبري 5657، وقد دعا ثيودور هرتزل، الأب الروحي للدولة اليهودية، للمشاركة في المؤتمر وأعلن عن حق الشعب اليهودي في الحصول على وطنه الوطني.
- وفي نوفمبر 1917، تم الاعتراف بحق تكوين دولة إسرائيل من خلال “وعد بلفور“، والذي قيل عنه أنه وعد من يملك لمن لا يستحق، وتم تأكيده من خلال عصبة الأمم، والذي أعطى بشكل فعال للشعب اليهودي إعادة بناء دولته ووطنه
- نجح الكيان الصهيوني في الترويج سياسياً وعالمياً بالمذابح التي تعرضوا لها أوروبا، حيث أستغلتها أعلانياً كدليل للحاجة الضرورية للبحث عن حل لمشكلة تشرد اليهود في جميع أنحاء العالم، وبالتالي كان هناك حاجة مُلحة لإعادة تأسيس الكيان الصهيوني كدولة “أرض الميعاد” مما سيؤدي إلى منح المواطنين عضوية كاملة مثل أي مجتمع.
- هاجر اليهود الذين نجوا من المحرقة النازية في أوروبا ودول أخرى إلى أرض فلسطين التي اعتبروها موطنًا للكيان الصهيوني، وظلوا يروجون لهذه الفكرة في جميع أنحاء العالم للتأكيد على أن فلسطين هي حقهم الأصيل وأنهم يجب أن يحصلوا على وطن لهم.
- شاركت الجالية اليهودية خلال الحرب العالمية الثانية في الترويج للحصول على نصيبها الكامل في النضال ضد القوى النازية التي اعتبرتها القوى الشريرة، فيما اعتبرت الجالية اليهودية نفسها تدافع عن الحرية. ولقد استمرت جهودها الحربية، مما منحها شرعية بين الدول والشعوب التي أسفرت عن تأسيس الأمم المتحدة.
- صدر قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 نوفمبر 1947 بإنشاء دولة يهودية في أرض الكيان الصهيوني.
- دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة سكان أرض إسرائيل إلى اتخاذ خطوات فعلية على أرض الواقع لتنفيذ هذا القرار .
- يرى الخبراء أن هذا الاعتراف الرسمي من الأمم المتحدة بإقامة دولة لا يمكن العودة عنها بأي حال من الأحوال، وأصبح هذا الأمر حتميًا.
- أكدت الجمعية العامة بأن هذا القرار طبيعي حقاً للشعب اليهودي، بأن يكون له حق في اتخاذ القرار وتحديد مصيره، وأن يكون له دولة قومية ويتمتع بالسيادة على أرضه.
- بعد انتهاء الانتداب البريطاني على أرض فلسطين، اجتمع أعضاء مجلس الشعب اليهودي وممثلو الجالية اليهودية في أرض إسرائيل والحركة الصهيونية لتأسيس دولة اليهودية، وفي إطار هذه الجهود تم إنشاء دولة إسرائيل
إعلان توقيع وثيقة الاستقلال
- تم عقد وإعلان التوقيع عن وثيقة الاستقلال في عشية السبت ، السادس من عام 5708 (15 مايو ، 1948) ، بعد أنتهاء الانتداب البريطاني وحتى يتم عقد انتخابات لتشكيل السلطات المُختصة والمنتخبة للدولة وذلك وفقاً لدستور خاص بالدولة الإسرائيلية، بعد أن يتم اعتماده من قبل الجمعية التأسيسية المنتخبة في موعد أقصاه 1 أكتوبر 1948 .
- وافق مجلس الشعب على العمل كمجلس مؤقت للدولة وكذلك على إنشاء جهاز تنفيذي وإدارة شعبية، والتي اعتُبرت حكومة مؤقتة للدولة اليهودية، وبعد ذلك تم تسميتها بـ `دولة إسرائيل` ككيان صهيوني.
- نصَّت وثيقة الاستقلال على فتح أبواب الهجرة أمام اليهود، بالإضافة إلى استقبال وتجميع اليهود الذينُفون، الذين تم نفيهم .
- تسعى هذه الوثيقة إلى تنمية الدولة لصالح جميع السكان، وتركز على مبادئ الحرية والعدالة والسلام، وتتماشى مع تصورات الأنبياء الإسرائيليين.
- أشارت الوثيقة إلى أنها سوف تعمل على تحقيق المساواة الكاملة بين المواطنين في الحقوق الاجتماعية والسياسية بغض النظر عن الدين أو العرق أو الجنس ؛مؤكده على ستضمن حرية اللغة والدين والتعليم والثقافة ؛ كما أنها سوف تعمل على حماية الأماكن المقدسة لجميع الأديان وفقاً لما جاء بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
شكل وثيقة الاستقلال
تتكون اللفافة الخاصة بوثيقة الاستقلال لإعلان إقامة دولة إسرائيل من ثلاثة أجزاء هما القسمان العلويان، وهما مصنوعان من ورق يشبه الرق ، بينما يحتوي الجزء السفلي على التوقيعات المصنوع من الرق الحقيقي. كما تم معالجة أجزائها الثلاثة مما جعلها تبدو متطابقة كما أنه تم ختمها بختمع الشمع وشرابة قطنية مرفقة.حيث تتم الاحتفاظ بإعلان الاستقلال في ظروف خاصة في أرشيف دولة إسرائيل ، وأصبح متاح للجمهور للمرة الأولى منذ سنوات عديدة.
أقسام وثيقة الاستقلال
تنقسم وثيقة الاستقلال إلى أربعة أقسام: أولهما يعرض تاريخ الشعب اليهودي ومدى كفاحه لتأكيد وجوده السياسي والاعتراف الدولي بحقه على أرض فلسطين. وثانيهما القسم العملي الذي يعلن بشكل رسمي عن إقامة دولة اسرائيل. وثالثهما عبارة عن مجموعة المبادئ المرتبطة بفكر دولة اسرائيل،وأخيراً التوجه إلى هيئة الأمم المتحدة وإلى السكان العرب في اسرائيل والدول العربية ويهود الشتات.
عرضت الوثيقة في القسم الأول وفق ما جاء في تعبيراتها العلاقة التاريخية والحضارية بين شعب اسرائيل وأرضه منذ فجر التاريخ كما يسوقون، أنهم تعرضوا للاغتراب حتى عصر الصحوة في الوقت الحاضر وبعدها ما نجحت فيه إسرائيل من الاعتراف الدولي الذي يؤكد على حق الشعب اليهودي في إقامة وطنه على أرضه وفقاً لدعايتهم الذين يقومون بتسويقها بأن أرض فلسطين هي أرضهم،
أكدت الوثيقة تعرض اليهود لمحارق في أوروبا وكارثة لا توصف، وأيضًا توثق مشاركة الشعب اليهودي في الحرب العالمية الثانية لمحاربة الأعداء، وجاء قرار الأمم المتحدة رقم 181 الذي دعا إلى إقامة دولة يهودية في فلسطين، وهنا يقصد بالقرار الخاص بتقسيم فلسطين.
وكما يتمثل دور مجلس الشعب في السلطة التشريعية والتنفيذية المؤقتة، فإنه يساهم في استقرار الأوضاع السياسية والعسكرية في البلاد، ويشير إلى الحاجة إلى إجراء انتخابات رسمية لوضع أجزاء من قانون العودة الذي أصدرته الكنيست.
يتعلق القسم الثاني من هذه الإرشادات بإقامة الدولة، ويُحدد فيها اسم الدولة وسلطتها وهيئتها، ويتم إصدار الدستور بواسطة هذه الجمعية التحضيرية وغيرها من مؤسسات الدولة.
يرون رجال القانون أن هذه الوثيقة تمثل بداية حكم سياسي جديد ومصدرًا للتشريع في المستقبل بواسطة السلطة التشريعية.
القسم الثالث يضُم الوثيقة هو إعلان خاص بمبادىء الخطوط السياسية وهي ” دولة يهودية قومية، ديمقراطية، مفتوحة لإستيعاب كافة يهود، وتؤكد علي مبدأ المساواة لمواطنيها . كما تلتزم الوثيقة في آخر قسم إلى الدول المحيطة بأنها تمد يدها بالسلام والتعاون المتبادل والمشترك مع الشعب الصهيوني.
تختتم الوثيقة بنداء للشعب اليهودي للهجرة والمساهمة في البناء والتعمير وتحديد مصيرهم بأنفسهم لتحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
يبدو أن الحكومات الإسرائيلية والقضائية لا تعد وثيقة ملزمة قانونيًا، بل تعد مصدر إيحاء لتشريع بعض القوانين والأنظمة.