ما هي نواتج سقوط الدرعية
من نواتج سقوط الدرعية
- أصبحت الحجاز تخضع لسيطرة الدولة العثمانية دون منازع.
- تم تكريم السلطان العثماني `محمود خان الثاني` بالتهاني المتكررة من قبل سفراء الدول الأوروبية المعتمدين في اسطنبول، وكان السفير الروسي أول من هنأه.
- تعزز قدرات محمد علي وترفع مكانته بعد سقوط الدرعية وهو مؤسس إمارة الدرعية، وهو مانع بن ربيعة المريدي.
- أظهر محمد علي قوة حكمه في مصر، ولم يكن السلطان العثماني قادرًا على إزاحته عن الحكم فيها
- في بداية تنفيذ أحلامه في تأسيس إمبراطورية خاصة به، بدأ محمد علي في التوسع داخل بلاد الشام والسودان، ولكن دول أوروبا وقفت في وجهه بموجب معاهدة لندن عام 1840م، التي قصرت الحكم على مصر فقط.
من نواتج سقوط الدرعية تدمير المدينة وإخراج سكانها
لم تتوقف النتائج عن هذا الحد بل دمر الجيش المزارع المحلية، ويقدر محمد البسام في تاريخه عدد النخيل التي اقتلعها ابراهيم باشا في الرس ب«50» ألف نخلة وفي الدرعية ب«80» ألف نخلة وداخل المدن والقرى النجدية الأخرى ما يقارب هذا العدد، مما كان له أكبر الأثر في تدمير زراعة البلاد وتجارتها التي بدورها اثرت على السكان، وزاد من سوء الحالة الضرائب الباهظة التي كثيرا ما يفرضها ابراهيم باشا على السكان، ثم انعدام الأمن وانتشار الخوف حتى كان يلجأ البعض للسفر بين القرية وغيرها ولكن الامر كان محفوفاً بالمخاطر كما حدثت مجاعة بين السكان حتى اضطروا الى أكل الخشب بعد ان انهيار الاقتصاد ببلادهم بهذه الصورة.
أثر سقوط الدرعية على منطقة نجد
سقوط الدرعية في منطقة نجد كان له تأثير كبير، حيث كانت الدرعية عاصمة الدولة السعودية الكبرى، ونجد كانت أقوى بلاد الجزيرة العربية وأكثرها تأثرا بهذا الحدث، وقد تسبب في آثار ضارة في الجوانب الدينية والاقتصادية والسياسية.
النتائج الدينية : من الناحية الدينية، يصف ابن بشر الحالة التي وصلت إليها نجد بعد سقوط الدرعية، حيث انعدمت الأمور الحسنة وتفشت المحرمات بين الناس، وانخفضت نسبة الصلاة والصوم خلال شهر رمضان، كما تم قتل عدد من العلماء من قبل إبراهيم باشا وتعرض بعضهم لمعاملة سيئة وهرب البعض الآخر إلى الخارج.
النتائج الاقتصادية : تسبب هذا الحدث آثارا اقتصادية سلبية في نجد بشكل عام، وخاصة في البلاد التي تعرضت لهجوم إبراهيم باشا، حيث تم نهب وتدمير كل ممتلكات هذه البلدان، وتركز تأثيرهم بشكل كبير في الدرعية والمناطق المحيطة بها، حيث قام إبراهيم باشا بتدمير مدينة الدرعية بأكملها، ورغم التزام الإمام عبد الله بن سعود بالحفاظ عليها وسكانها، إلا أنه تم هدمها بناء على أوامر والده وتم تنفيذ الهدم بالفعل.
النتائج السياسية : بعد أن كانت الدولة السعودية الأولى في توحيد أجزائها، تفكك هذا التوحيد إلى أقصى الحدود بالتفريق، وظهرت ظاهرة الإمارات المتعددة المتناحرة، خاصة في البلدان المحيطة بالدرعية أو القريبة منها، وكان لهذا تأثير كبير في التفتت السياسي الذي شهدته نجد في ذلك الوقت، وأرسل إبراهيم باشا كل من آل سعود وآل الشيخ الذين وقعت أيديهم عليهم إلى مصر وأعدمهم بعد أن فقدت وقائع الدرعية الكثير منهم، وعاد غالبية زعماء البلدان السابقين إلى بلدانهم وحاولوا استعادة نفوذهم في تلك البلدان
من أسباب سقوط الدرعية
- التفاوت في العدد.
- التفاوت في العدة.
- التفاوت في القيادة العسكرية.
- التفاوت في الخطط العسكرية.
- ضعف الامكانات المادية وضحالة الموارد المالية.
- العامل النفسي
التفاوت في العدد: حيث يبدو ان عدد جيوش الحملات الذي ذكر ومنها حملة ابراهيم باشا كان أكثر عدداً من المحاربين لهم داخل جيوش الدرعية، حتى وصل عدد الحملة الواحدة الى أربعة عشر ألف مقاتل، بينما نجد ان الوثائق توضح ان عدد المحاربين بداخل الدرعية كان لا يتعدى أربعة آلاف مقاتل وهو تفاوت كبير وواضح.
التفاوت في العدة: تمتلك جيوش الحملات أسلحة قوية وحديثة بالمقارنة مع جيوش الدرعية، وخاصةً حملة إبراهيم باشا حيث استخدم مدافع كبيرة بما في ذلك مدافع فرنسية لم يكن السعوديون يعرفون مستواها، كما جلب الحملة خبراء عسكريين فرنسيين وعددًا من الأطباء والصيادلة.
التفاوت في القيادة العسكرية: حيث وضح ذلك من بعد وفاة الامام سعود الكبير عام 1229هـ فانهزمت البلاد بوفاته قائداً عسكرياً واداريا عظيماً، واتى ابنه عبدالله الذي يبدو انه لم يكن بمستوى أبيه داخل القيادة العسكرية والادارية وان وصف بالصبر على محاربة الأعداء، ووقف امام ابراهيم باشا المعروف بقوته وحزمه وحكمته العسكرية.
التفاوت في الخطط العسكرية: وهذا بان الامام عبدالله لم يقوم بخطة أبيه الامام سعود لمحاربة جيوش الحملات، محاربة قائمة على مناوشة القوات الغازية وارهاقها بقوات بسيطة واشغالها في العديد من موقعة، وإنما لجأ الى منازلة عدوه بمعارك ضخمة فاصلة رغم قوة جيش عدوه في العدد والعدة، ويظهر هذا بوضوح في معركة «بسل» عام 1230هـ ومعركة «ماوية» غرب القصيم، عام 1232هـ ثم حصار الرس حتى حصار الدرعية.
ضعف الامكانات المادية وضحالة الموارد المالية: فبالرغم من ان الدولة السعودية الأولى وصلت درجة من الغنى ضخامة خاصة خلال عهد الامام سعود الكبير، فإنها لا تقارن بثروة مصر ومواردها الطبيعية، وحينما اتت الهزائم على الدولة وضاع الحجاز عنها نقص العديد من مواردها المالية، والمال هو عصب الحرب به يمكن تجهيز الجيوش وجذب عدد كبير من المقاتلين.
وأخيراً العامل النفسي: بالنسبة للإمام عبدالله وتبعه، فبالتأكيد إذا حدثت هزائم، فإنهم سيصبحون أضعف وسيزداد تكالب أعدائهم عليهم، وستثبط عزيمتهم وتحبطهم خلال استغلال الفرص المتاحة لهم، إذ لا شك أن النجاح يولد نجاحاً آخر، والهزيمة تثبط العزيمة.
آثار سقوط الدرعية على داخل الجزيرة العربية
بالنسبة لتأثير سقوط الدولة الدرعية داخل الجزيرة، كانت الآثار ذات حجم ضخم وكبير. انهارت هذه الدولة التي كانت توحد معظم أجزاء الجزيرة في دولة إسلامية عربية موحدة، وعادت الجزيرة العربية إلى حالة التشتت من جديد، وتم تدمير التقدم الاقتصادي الذي أحدثته هذه الدولة والإرث الفكري والثقافي الإسلامي النقي الذي نشأت من دعوتها “دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
نتائج عودة الحكم العثماني
عادت الحجاز للحكم باسم السلطان العثماني ومحمد علي، واستمر حكمهما لفترة طويلة حتى دخول الملك عبدالعزيز آل سعود عام 1344 هـ – 1925 م.
عادت الأحساء إلى حكم بني خالد مرة أخرى تحت قيادة ماجد بن عريعر، وتم إرسال فرقة عسكرية بقيادة محمد كاشف بعد سقوط الدرعية إلى الأحساء، وصادر كل ما كان ببيت المال السعودي من أموال وخيول وأسلحة، وارتكبت جرائم قتل بحق بعض العلماء والمرشدين.
فيما يتعلق بمنطقة الخليج العربي، فإن المملكة المتحدة التي كانت مهتمة بالخليج، انزعجت من نشاط القواسم في رأس الخيمة ضد سفنها، وحاولت القضاء عليهم في حملة فشلت فيها. كانت القواسم جزءا من حكومة الدرعية وكانوا من المتحمسين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب. لذلك، استغلت المملكة المتحدة فرصة سقوط الدرعية وغياب الدولة السعودية الأولى المؤيدة للقواسم وأرسلت حملة كبيرة للقضاء على القواسم في رأس الخيمة واستولت عليها وقضت على قوتهم.