ما هي نظريات الدوافع والحوافز
نظريات الدوافع والحوافز
منذ بداية تأسيس المنظمات البشرية، حاول العديد من المفكرين التوصل إلى تعريف الدافعية واكتشاف ما يحفز الإنسان للعمل، وأدت الطرق المختلفة التي اتبعوها إلى مجموعة من النظريات المتعلقة بالدوافع، ومن هذه النظريات التالية:
نظرية ماسلو للتسلسل الهرمي للحاجة
يمكن اعتبار نظرية التسلسل الهرمي للحاجة لماسلو من أشهر نظريات التحفيز، حيث يعتمد على تصنيف جميع احتياجات الإنسان بشكل هرمي من المستوى الأقل إلى المستوى الأعلى، وقد تم تطويرها بناءً على خبرة ماسلو السريرية.
وفقا لنظريته، كان يعتقد ماسلو أنه بمجرد تلبية مستوى معين من الاحتياجات والدوافع الإنسانية، لن تكون هناك حاجة لتحفيز الإنسان بعد ذلك، وعند الحاجة للتحفيز، يجب تفعيل المستوى التالي الأعلى، وحدد ماسلو خمس مستويات من الاحتياجات في التسلسل الهرمي وهي:
- الاحتياجات الفسيولوجية: تشمل الاحتياجات الأساسية للإنسان الطعام والشراب والهواء والسكن وغيرها من متطلبات الحياة التي تساعد على البقاء والحفاظ على الحياة البشرية، ويجب تلبية هذه الاحتياجات بشكل كامل أو جزئي قبل ظهور الاحتياجات الأكثر تعقيدًا.
- احتياجات السلامة: بعد الانتهاء من الحاجات الفسيولوجية للإنسان، فإن يشعر بعد ذلك باحتياجات الأمن والسلامة، وتأتي هذه الاحتياجات تعبيرًا عن رغبة الفرد في الشعور بالأمن والاستقرار الاقتصادي والحماية من الأخطار المادية، وتتطلب تلبية هذه الاحتياجات المزيد من المال، وبالتالي، يُطلب من الفرد العمل أكثر.
- الاحتياجات الاجتماعية: يهتم الإنسان بالتفاعل الاجتماعي والرفقة والانتماء وغيرها، لأنه كائن اجتماعي، ويأتي هذا الشعور بالانتماء والتنشئة الاجتماعية كدافع وراء تفضيل الإنسان العمل في مجموعات، خاصة كبار السن.
- احتياجات التقدير: وتشير إلى احترام الذات، وتشمل الاحتياجات التي تعبر عن الثقة والاعتزاز بالنفس والاستقلالية والمعرفة، ويؤدي تأمين احتياجات التقدير إلى الشعور بالقوة والكفاءة وقدرة الفرد على أن يكون مفيد في المجتمع، ومع ذلك، يؤدي عدم القدرة على تلبية هذه الاحتياجات إلى الشعور بالدونية والضعف والعجز.
- احتياجات تحقيق الذات: يُعَدُّ هذا المستوى متممًا لجميع الاحتياجات الدنيا والمتوسطة والعالية للإنسان.
وفقا لماسلو، تتبع احتياجات الإنسان تسلسلا محددا للهيمنة. لا تنشأ الحاجة الثانية إلا بعد الانتهاء من الحاجة الأولى بشكل معقول، ولا تظهر الحاجة الثالثة إلا بعد الانتهاء المستمر والمعقول من الحاجتين الأوليين. الجانب الآخر من التسلسل الهرمي للحاجة هو أن الاحتياجات البشرية غير محدودة. ومع ذلك، فإن نظرية ماسلو في التسلسل الهرمي للحاجة ليست بدون نقاد.
نظرية الدوافع
نظرية الدوافع هي نظرية سلوكية تقترح حث الناس على القيام بأفعال من خلال الحوافز والتعزيزات، وتقترح أيضا أن الناس يتصرفون بطريقة يعتقدون أنها ستؤدي إلى مكافأة وتجنب الإجراءات التي قد تستلزم العقاب، وهذا يوضح مفهوم الدافع عند الإنسان. فقد يتصرف البعض بشكل مختلف في مواقف مماثلة اعتمادا على الحوافز المتاحة، على سبيل المثال، قد يعمل الموظف بجهد أكبر في مشروع ما للحصول على تقييم جيد أو لتجنب التقييم السيئ بدلا من عدم تلقي أي تقييم على الإطلاق، ويكون دافعهم هو رغبتهم في الحصول على مكافأة أو تجنب العقوبة عند التقييم النهائي للمشروع.
قد تتغير قيمة نفس الحافز وفقا للزمان والظروف، وقد يقدر الأشخاص الحوافز المتشابهة بشكل مختلف، وقد تلعب العوامل النفسية والاجتماعية دورا في تحديد الأفراد الذين لديهم دوافع لحوافز مختلفة، وتعمل الحوافز كأدوات تحفيزية فقط إذا أعطيت القيمة للمكافأة التي سيحصلون عليها مقابل أفعالهم، ويمكن أن تكون الحوافز موجودة في مكان العمل، كما هو الحال في جوانب الحياة الأخرى كما يلي
- الحوافز الإيجابية: تُعَدُّ الحوافز الإيجابية تأكيدات إيجابية بأن الموظف سيحصل على شيء يرغب فيه مقابل أداء عمله بشكل جيد، وتشمل أمثلة لتلك الحوافز التقدير، والترقية، والزيادات، وغيرها.
- الحوافز السلبية: تشمل تصحيح الأخطاء أو التحكم في بعض السلوكيات استخدام الحوافز السلبية مثل التوبيخ وخفض الرتبة وتخفيض الأجور وأنواع أخرى من العقوبات.
نظرية ماكليلاند للاحتياجات
يؤكد ماكليلاند أن لدينا جميعًا ثلاثة دوافع محفزة، ولا تعتمد على جنسنا أو سننا، وسيكون أحد هذه الدوافع هو المسيطر على سلوكنا، ويعتمد الدافع المهيمن على تجارب حياتنا، والمحفزات الثلاثة هي:
- الإنجاز: يفضل الأشخاص الذين يحتاجون إلى الإنجاز وإثبات كفاءتهم الشخصية، القيام بالمهام التي تتطلب المسؤولية الشخصية والتي تُحقق نتائج بناءً على جهودهم الخاصة، كما يُفضلون الاعتراف السريع بتقدمهم.
- الانتماء: الحاجة إلى الحب والانتماء والقبول الاجتماعي، فالأشخاص الذين يحتاجون للانتماء ينبغي تشجيعهم عن طريق أن يحبوا ويقبلوا من قبل الآخرين، ويميلون إلى المشاركة في التجمعات الاجتماعية وقد يشعرون بالتوتر في حالات الصراع.
- القوة: يُرغَبُ في السيطرة على عملهم الخاص أو على عمل الآخرين، ويميل الأشخاص الذين يحتاجون بشدة إلى ممارسة القوة والتأثير على الآخرين إلى السعي لشغل مناصب ذات مكانة وسلطة. ويولون اهتمامًا أكبر لمستوى تأثيرهم من الاهتمام بأداء العمل بشكل فعال.
نظرية فروم في التوقع
أشار فيكتور فروم إلى أن الناس سيصبحون منتجين ومتحمسين للغاية إذا تم تحقيق شرطين، الأول هو أن يعتقد الناس أن جهودهم ستؤدي إلى نتائج ناجحة، والثاني هو أن يعتقد هؤلاء الأشخاص أنهم سيتلقونمكافأة على نجاحهم.
سيتم تحفيز الأشخاص على بذل مجهود عالٍ عندما يتوقعون وجود علاقة بين الجهود التي يبذلونها والأداء الذي يحققونه، والنتائج أو المكافآت التي يتلقونها.
نظرية ماكجريجور X ونظرية y
صاغ دوجلاس ماكجريجور وجهتي نظر مختلفتين حول الإنسان بناءً على مشاركة العمال، حيث تُعرف الأولى باسم النظرية X وتكون سلبية في الأساس، والثانية تسمى النظرية Y وتكون إيجابية بشكل أساسي، وكلا النوعين من الأشخاص موجودون، ويتعين إدارتهم وفقًا لطبيعتهم.
- النظرية X: تشير النظرة التقليدية للقوى العاملة إلى أن العمال كسالى وأنانيون ويفتقرون إلى الطموح، وبالتالي فإن الأسلوب الإداري الفعال يتطلب تحكماً قوياً من الأعلى إلى الأسفل.
- النظرية y: تفترض هذه النظرة أن العمال لديهم دوافع متحمسة لقبول المسؤولية، وينبغي التركيز على خلق بيئة عمل إيجابية ومنتجة وتوفير مكافآت وتعزيزات مناسبة لتشجيعهم على العمل بجدية.
كيف تُطبّق نظريات الحوافز
على العكس من النظريات التي تقول إننا مدفوعون إلى العمل عبر دوفعنا الداخلية، تقترح نظريات الحوافز بدلاً من ذلك أننا مدفوعين إلى العمل من خلال الحوافز الخارجية، حيث يتم تنفيذ السلوكيات إما من أجل الحصول على التعزيز أو تجنب العقوبة، وتشير نظرية الحوافز إلى أن أفعالك موجهة نحو كسب المكافآت.
تعتبر الدرجات الجيدة واحدة من الحوافز التي يمكن أن تحفزك على الدراسة الجادة والقيام بعمل جيد في المدرسة، ويمكن أن تشكل التقدير والأوسمة التي يمنحها المعلمون وأولياء الأمور حافزًا آخر، كما يمكن أن يكون المال مثالًا ممتازًا للمكافأة الخارجية التي تحفز السلوك.