ما هي منزلة حافظ القرآن
القرآن هو كلام الله عز وجل، ودستور وقانون أنزله الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ليهدي البشر بمبادئه في الحياة الدنيا لكي يحظوا برضا الله وبركته في حياتهم، ويكون لهم شفيعا في يوم القيامة، ويكون لهم نورا ورفيقا في قبورهم. فالحافظ على القرآن الكريم يتميز به الله تعالى عن غيره من البشر، ويجعل في وجهه نور الطاعة والهداية، ويكفيه شرور البشر ومآسي القدر، حيث أنه في رعاية الله وحمايته. قال النبي صلى الله عليه وسلم: `إن لله تعالى أهلين من الناس قالوا: يا رسول الله من هم؟ قال: هم أهل القرآن أهل الله وخاصته`.
ثمرات حفظ القرآن
- القرآن الكريم هو شفيع موثوق لصاحبه في يوم القيامة، حيث ينقذه من العذاب والنار. وهذه الشفاعة ليست مقتصرة على المحافظين فقط، بل هناك بعض البشر الذين لا يتمتعون بمهارة الحفظ وقوة الاسترجاع، ولكنهم يقرؤون القرآن بانتظام وبدون انقطاع، وتكون قلوبهم متعلقة به. وهم يعرفون بأصحاب القرآن. ومن ذكر ذلك في حديث أبي أمامة الباهلي الذي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: `اقرؤوا القرآن فإنه سيكون شفيعا لأصحابه في يوم القيامة`.
- القرآن الكريم يجعل صاحبه ، وحافظه يرتقي في درجات الجنة حتى يصل إلى أعلى الدرجات إذا كان حافظ كتاب الله عز وجل كاملًا فيرتقي على حسب الكمية التي معه من القرآن الكريم فعن عبدالله بن عمرو قال : قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم : ” يُقال لصاحب القرآن اقرأ ، وارتقِ ، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فأن منزلتك عند آخر آية تقرؤها”.
- من يحفظ القرآن يرافقه الملائكة، وينزل عليه السكينة والرحمة، وفي كل تجمع للأشخاص لقراءة القرآن أو حفظه، يكون معهم السكينة والرحمة والملائكة من البداية وحتى النهاية. فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: `ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده`.
- يعزز القرآن مكانة صاحبه في الحياة الدنيا، وفي الآخرة، فقد قال عمر: `إن نبيكم صلى اللهعليه وسلم قد قال: `إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين`.
- يُمنَح صاحب القرآن تاج الكرامة في الآخرة، كما قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `سيأتي صاحب القرآن يوم القيامة ويقول: يا رب، ألبسه التاج الكرامة. فيُلبَس التاج له، ثم يقول: يا رب، زده. فيُلبَس حلة الكرامة له، ثم يقول: يا رب، ارض عنه. فيُقال: اقرأ وارتقِ، ويزيد له بكل آية حسنة`.
- جعل الله عز وجل حافظ القرآن مع السفرة الكرام البررة ، وجعل الثواب مُضاعف لمن يشتد عليه حفظ القرآن ، ولكنه لم ييأس ، ويجتهد في هذا الأمر فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ” مثل الذي يقرأ القرآن ، وهو حافظ له مع السفرة الكرام ، ومثل الذي يقرأ ، وهو يتعاهده ، وهو عليه شديد فله أجران “.
- حفظ القرآن الكريم أفضل من امتلاك الثروات وما في الحياة الدنيا، وقد قال عقبة بن عامر الجهني: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في صف واحد، وقال: `من يحب أن يأتي معي إلى بطحان والعقيق ليأخذ ناقتين من الكماوين والزهراوين بدون أن يقترف إثما في حق الله ودون أن يقطع رحما؟` فقالوا: `جميعنا، يا رسول الله.` فقال: `إذا، من يأتي إلى المسجد كل يوم ويتعلم آيتين من كتاب الله، فإن ذلك خير له من امتلاك ناقتين، وإن كانت ثلاث فإن ذلك خير له من امتلاك إبل بعددها.
- إن الله عز وجل يفخر بحفظة القرآن وأهله، وبالأشخاص الذين يتجمعون ويتعاونون في تلاوة القرآن أمام الملائكة. فالقلب الذي لا يحتوي على القرآن فارغ ولا قيمة له، كما البيت المدمر. حفظ القرآن والعمل به يعتبر تجارة مربحة يقيمها العبد مع ربه، فيجني من خيرها ويحصد ثمارها يوم القيامة. فتخفف عنه عذاب القبر وتمحي ذنوبه، وترفع درجاته في الجنة ليحتل أعلى المراتب، ويكون مع الصديقين والشهداء والصالحين الذين قال الله تعالى في سورة فاطر: `إن الذين يتلون كتاب الله ويقيمون الصلاة وينفقون مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور`.
- للحافظ القرآن الكريم الحق الأول في إمامة الصلاة، فقد قال أبو مسعود الأنصاري: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في التلاوة سواء، فعليه أن يعلمهم السنة، وإن كانوا في السنة سواء، فعليه أن يباعدهم بحجرة هجرة، وإن كانوا في الهجرة سواء، فعليه أن يباعدهم بالسلم`. والرجل لا يؤمن الرجل في سلطانه، ولا يجلس في بيته على تكريمه إلا بإذنه. وهذه المنزلة والمكانة العظيمة لا تحصل إلا من يستحقها. فالصلاة هي عماد الدين، وأحد أهم أركانها بعد الشهادة. لذلك، على حافظ القرآن أن يدرك هذا الأمر جيدا وأن يحافظ عليه.
- يتم تقديم حافظ القرآن على غيره في القبر إذا تم دفنه مع شخص آخر، كما يتم تقديمه في الإمارة والرئاسة إذا كان قادراً على تحملهذه المسؤولية.
ماذا يفعل حافظ القرآن لوالديه
قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم : يقول الحديث: `من قرأ القرآن وعمل به، ألبس الله والديه تاجًا يوم القيامة، يكون نوره أحسن من نور الشمس في بيوت الدنيا. فماذا تظنون بمن عمل بهذا الحديث.
تلاوة القرآن وحفظهما ترتقي بمكانة صاحبهما، ويصل الأجر لوالديه فيكرمهما الله يوم القيامة أمام جميع الناس. وذلك ليتعرف كل فرد على فضل القرآن وفوائده ويعمل به. لذلك، ننصح جميع الآباء والأمهات بأهمية مواصلة تعليم أبنائهم حفظ القرآن الكريم منذ الصغر، حتى يكبروا وهم على هذا العمل، ويصبح القرآن رفيقا لهم طوال حياتهم، وذلك ليحميهم الله من شر الدنيا ومن أصدقاء السوء، ويحفظهم من كل شر، ويكون طريقا للنجاح والفلاح في حياتهم ودراستهم ومستقبلهم. فالقرآن هو نور الحياة وأنقى الكلمات، يصقل صاحبه ويطهر قلبه من الخطايا والشهوات، ويشجعه على فعل الخير. فكل حرف يعد بحسنة، والحسنة تضاعف عشر مراتها، والله يزيد في الأجر لمن يشاء.
عندما يحفظ الإنسان القرآن، يحصل على مكانة مرموقة بين الناس، ويكون محترما وموضع احترام لدى الآخرين، ويفخر والداه به، لأنهما ساعداه في حفظ القرآن ودراسته، ويتم احترامهما وتقديرهما. كما أنه يجد ثمار جهده في الدنيا والآخرة، حيث يجزى الله عز وجل من حفظ كتابه الكريم بالأجر والثواب. ولا يقتصر دور الحفظ على مجرد الحفظ، بل يجب على الفرد مراجعة القرآن بشكل دائم حتى لا ينسى ما حفظه.