ما هي مفسدات النية
من مفسدات النية
من المعروف أن النية هي شرط لصحة جميع العبادات، حيث لا يقبل الله عز وجل عملا منا إلا إذا كانت هناك نية صادقة وخالصة لوجه الله، وتتضمن النية نوعين وهما نية المعمول به ونية العمل فيه، فالمعمول به يمكن أن يكون لوجه الله أو لغيره، وإذا كان لغير الله فإن النية ليست خالصة لوجه الله عز وجل، وبالتالي لا يحصل بها أجر في الآخرة
وفقا لقول رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم: “إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا له وابتغي به وجهه”. وعندما سئل رسول الله عليه الصلاة والسلام عن الرجل الذي يقاتل من أجل الأجر والذكر، والنية مختلطة، وقيل له إنه لا يحصل على أجر، أجاب بأن الله لا يقبل إلا من ابتغى وجه الله فقط
وكذلك قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في حديث آخر عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : قال الله تبارك وتعالى : ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ) رواه مسلم وفي رواية ابن ماجه : ( فأنا منه بريء وهو للذي أشرك ) .
يجب أن يكون العمل مخلصا لله، ونرى هذا أيضا في السجود، فعندما يسجد الإنسان لله عز وجل، يكون هو الأقرب إلى الله من الناس، ويكون أقرب ما يكون بينما عندما يسجد للآلهة، يصبح هذا شركا ومخرجا عن الدين. فماذا تغير؟ النية الأولى هي التقرب من الله بالسجود، والنية الأخرى هي السجود لغير الله
كما قال الله تعالى في سورة فصلت (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ۚ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ) صورة السجود واحدة فالأول صار عبادة والآخر صار شركاً فهذا دليل علي اختلاف النية فالاختلاف واضح.
فمن مفسدات النية جاءت على النحو التالي:
- الشرك بالله تعالى.
- الرياء والسمعة (الشرك الخفي).
- البدعة ومخالفة السنة.
من مفسدات النية في العبادات والأعمال الصالحة
المقصود بتعبير `مفسدات النية في العبادات والأعمال` هو القواعد والتصرفات التي تعتمد على النية، ودليل ذلك هو الحديث الذي يقول: `إنما الأعمال بالنيات`. فالصيام يتم تأدية الواجب منه والمستحب، وكذلك الصلاة يوجد منها الواجب والمستحب، وهناك أنواع مختلفة من الواجب والمستحب. ولكن، ما الذي يميز بعضها عن الآخر؟ إنه النية. لذا، يجب تحديد النية قبل طلوع الفجر، ويجب أن تكون قبل طلوع الشمس وحتى غروبها، وهذا هو معنى تحديد النية. وبعض الأشخاص يعتقدون أن تحديد النية يعني أن ينويوا قبل النوم أو يعلنوا علنا بعدها، وهذا ليس صحيحا
المقصود هنا أن يبدأ الصيام منذ طلوع الفجر، وهذا هو معنى التبييت. فإذا كان شخص مسافرا وصام في يوم السفر، ثم في اليوم الثاني كان لا يزال مسافرا وشعر بنشاط وقدرة على الصيام عندما وصلت الساعة التاسعة أو العاشرة، فإنه لا يجوز له أن يصوم، لأنه لم ينو الصيام منذ الفجر. كما ذكرنا سابقا، يجب تبييت النية والاستقرار على أداء الصيام. أما إذا كنت غير متأكد، فعندما يصعد الضحى أو يأتي الظهر وأنت لم تتناول الطعام أو الشراب، يمكنك أن تنوي الصيام، وسيكون ذلك صوما نافلة
كان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم يذهب إلى أهله في وقت الظهر ويسألهم إن كان لديهم طعام، فيقولون لا. فيقول لهم: “إذا كنت صائما، فهي نافلة وتصح، ولكن الفريضة تتطلب وجود النية منذ طلوع الفجر، وهذا شرط لصحة العبادة. فالعبادة القلبية من العبادات الأسهل والأيسر، فمن عزم على فعل شيء مثل الصلاة والصوم والزكاة والصدقة، فالنية والعزم والتوجه إلى الله هما المبدأ الشرعي، ويتبع العلم النية، فإذا علمت أنك ستصوم رمضان، فإن النية تتبع العلم
إني نويت هذا الأمر، ويعتبر من العلماء الصحيحين أن النية الواحدة تكفي لصيام شهر رمضان بأكمله. فلنفترض أن شخصا دخل شهر رمضان وعزم على صيامه، ثم صام اليوم الأول بنية متحققة منذ الفجر. ثم استيقظ هذا الشخص وأدى صلاة الظهر والعصر، ولكنه نام في صلاة المغرب واستيقظ فقط لصلاة الضحى. فالنية كانت موجودة وهو نائم
ولكن الرجل كان عازماً أن يصوم رمضان كله نقول إن هذا يكفي لكي يصوم وتوكل علي الحي القيوم فذلك تثبيت علي النية الأولى ولا يحتاج إلى نية ثانية فلا حرج عليه وهذا معنى قول العلماء وذلك علي عكس الإنسان الذي قطع الصيام بالسفر هذا المثال الذي ذكرناه من قبل فيجب أن يستأنف النية حتى يعاود الصيام .
من مفسدات النية الشرك بالله
يحدث شرك النية والقصد عندما يتم تظاهر المؤمن بالأعمال الصالحة بقصد الظهور للناس، وهو شرك أصغر عندما يكون هناك إيمان مع التظاهر، ولكنه يصبح شركا أكبر إذا كان مثل رياء المنافقين الذين هم في الدرك الأسفل من النار، كما ذكر الله في سورة النساء الآية 142، حيث يخادع المنافقون الله ويخدعهم، ويقومون بالوقوف للصلاة وهم كسالى يتظاهرون للناس دون ذكر الله إلا قليلا
قال الشيخ العثيمين رحمه الله في شرح الأربعين النووية: يستفاد من قول النبي صلى الله عليه وسلم “إنما الأعمال بالنيات”، أنه لا يوجد عمل إلا وأن له نية، لأنه لا يمكن لأي شخص عاقل ومختار أن يعمل شيئا بدون نية. حتى بعض العلماء قالوا: لو كلفنا الله بعمل بدون نية، لكان ذلك من التكليف الذي لا يطاق. ومن الفوائد الأخرى لهذا الحديث، الرد على الأفراد الموسوسين الذين يؤدون الأعمال عدة مرات ويقول لهم الشيطان إنهم لم ينووا ذلك، فإننا نقول لهم: لا يمكن أبدا أن تؤدى عملا بدون نية، فلا تكثروا من الوساوس والشكوك
في حالة فقدان العقل بسبب الجنون أو الإغماء أو النوم أو النسيان، يمكن للإنسان القيام بأشياء بغير نية، لأن العقل في هذه الحالة غير قادر على السيطرة على الأفعال، وما دام العقل متضررًا، فإنه من المستحيل أن يقوم الإنسان بأي شيء سواء كان دينيًا أو دنيويًا بنية متعمدة
من مفسدات النية الرياء في العمل
يأتي بعض الناس يوم القيامة وفي صحائفهم أعمال وتثني الملائكة عليهم فيقول رب العزة الذي هو أعلم بكل شئ عن الملائكة إن تلك الأعمال غير خالصة لوجه الله فالملائكة كتبت له ذلك العمل من ظنها إن هذا العمل أراد به وجه الله فيقول الله هذا أردت به هذا وتقول الملائكة لغير الله كنت تعمل
الرياء هو فعل الأشياء دون أن تكون خالصة لوجه الله، مثل إعطاء الصدقات وإظهارها للناس كمظهر اجتماعي دون أن يكون هذا العمل خالصًا لوجه الله تعالى.