ما هي مفاتيح الفرج
قد يُصاب المسلم ببعض الهموم والحزن ، التي تثقل على كاهليه ، ولكن أمور المسلم كلها خير ، قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ. رواه مسلم.
لذا علينا أن نصبر على الصعاب والأحزان والضيق، وعدم اليأس من رحمة الله. فإن الفرج بعد الصعاب قادم بإذن الله، من خلال الاستغفار والدعاء وغيرها من مفاتيح الفرج
ما هي مفاتيح الفرج
هذه عشرة مفاتيح للتخلص من الحزن والهم والتوتر
- سورة الفاتحة هي تلك السورة العظيمة التي تحوي سبع آيات، ولدى فاتح الكتاب سر عظيم، حتى أن الله جعلها متكاملة في القرآن كله، وقد قال تعالى: “ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم” (الحجر 87)، وهي تكفي كدعاء وحصن وذكر ورقية وعلم، حتى أنها تعتبر قرآنا لمجرد قراءتها .
- عدم الشرك بالله ، عن عائشة: أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عندما جمع أسرته: “إذا أصاب أحدكم حزن أو كرب، فليقل: الله الله ربي، لا أشرك به شيئًا ، أن معاذ بن جبل أراد سفرا فقال : يا رسول الله أوصني . قال : « اعبد الله ولا تشرك به شيئا . قال : يا رسول الله زدني ، قال : إذا أسأت فأحسن وليحسن خلقك».
- الاستغفار بكثرة. قال تعالى {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا (10) يرسل السماء عليكم مدرارا (11) ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا (12)} [نوح]
- قول لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ، وقد ورد في فضل هذا الذكر: “لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ”عدة أحاديث كقول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ. رواه الترمذي.
- حسبنا الله ونعم الوكيل ، قال تعالى ” الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ” (173 – آل عمران)
- لا حول ولا قوة إلا بالله” هي عبارة من كنوز الجنة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أكثروا من قول لا حول ولا قوة إلا بالله؛ فإنها من كنوز الجنة ، فإنها تدفع تسعة وتسعين بابا من الضر، أدناها الهم والفقر.
- عندما يواجه الكرب، يقال أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: `لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش الكريم، لا إله إلا الله رب السماوات والأرض ورب العرش العظيم` .
- يتم الدعاء بالقول: “أعوذ بالله من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين، وغلبة الرجال“
- ومن أدعية الكرب يا حي ياقيوم برحمتك استغيث ، عن أَنَس بْن مَالِكٍ رضي الله عنه؛ قال: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِفَاطِمَةَ: ((مَا يَمْنَعُكِ أَنْ تَسْمَعِي مَا أُوصِيكِ بِهِ، أَنْ تَقُولِي إِذَا أَصْبَحْتِ وَإِذَا أَمْسَيْتِ: يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ، أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، وَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ).
دعاء الهم والحزن
(اللهم إني عبدُك ابنُ عبدِك ابنُ أمتِك، ناصيتي بيدِك، ماضٍ فيّ حكمُك، عدلٌ فيّ قضاؤُك، أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك، أو أنزلتَه في كتابِك، أو علمتَه أحدًا من خلقِك، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندك، أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صدري، وجلاءَ حزني، وذهابَ همِّي وغمِّي).
مفاتيح الفرج المستجابة
المفتاح الأول
القرآن الكريم هو أول مفتاح من مفاتيح الفرج بل وأعظمهم ، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم ، “تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا ، كتاب الله وسنتي”وهذه رواية الإمام مالك في الموطأ ، فالمسلم يحتاج إلى التمسك بكتاب الله تلاوًة وفهمًا وعملًا بكتاب الله واستشفاءًا بكتاب الله وتحكيمًا لكتاب الله ، لذا يجب عدم هجر القرآن الكريم عن طريق تلاوة القرآن بصفة مستمرة وتدبر معانيه ، ويجب العمل بآيات الله
وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ تَقْدُمُهُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَآلُ عِمْرَانَ وَضَرَبَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةَ أَمْثَالٍ مَا نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ قَالَ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ ظُلَّتَانِ سَوْدَاوَانِ بَيْنَهُمَا شَرْقٌ أَوْ كَأَنَّهُمَا حِزْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا ، رواه مسلم (805) .
المفتاح الثاني
ذكر الله ، و لذكر الله العديد من الفوائد ، فبقدر ذكر المسلم لله في الدنيا ، يُسهل الله على المسلم ذكر الله وهو في فراش الموت ، بالإضافة إلى ماتلقاه من الخير الكثير في الآخرة ، فذكر الله باقي في صحيفة المؤمن يوم القيامة، لذا يجب على المسلم أن يكثر من ذكر الله ، ولا يلتهي بالدنيا وملذاتها وشهواتها .
يقول الله تعالى في القرآن الكريم: يا أيها الذين آمنوا، لا تشغلوا أنفسكم بأموالكم وأولادكم عن ذكر الله، فمن يفعل ذلك فإنهم هم الخاسرون
قال تعالى ” إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35)
قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قال لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لَا شرِيكَ لَهُ ، لَهُ الملْكُ ، ولَهُ الحمْدُ ، وهُوَ عَلَى كُلِّ شيءٍ قديرٌ ، فِي يومٍ مائَةَ مرةٍ ، كانتْ لَهُ عِدْلَ عشرِ رقابٍ ، وكُتِبَتْ لَهُ مائَةُ حسنَةٍ ، ومُحِيَتْ عنه مائَةُ سيِّئَةٍ ، وكانَتْ لَهُ حِرْزًا منَ الشيطانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حتى يُمْسِيَ ، ولم يأتِ أحدٌ بأفضلَ مِمَّا جاءَ بِهِ ، إلَّا أحدٌ عَمِلَ عملًا أكثرَ مِنْ ذلِكَ).
قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: هذه كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم
المفتاح الثالث
الصلاة على النبي من أهم الأشياء التي تدفع عن المسلم الكرب والهم والبلاء والمحن والشدائد ، حتى تستطيع العيش في الدنيا هادئًا مطمئن النفس وتريح البال ، فالصلاة على النبي تعد من أقوى العلاجات والفعال التي تكفيك الهموم ، فإذا أردت السعادة في الدنيا والآخرة ، وعند الموت ترى أمورًا تُسعدك ، عن طريق الصلاة على النبي ، ومن أعلى الصيغ المناسبة للصلاة على النبي هي الصيغة الابراهيمية
يُصلِّي الله على محمد وآل محمد كما صلى على إبراهيم وآل إبراهيم، ويُبارك على محمد وآل محمد كما بارك على إبراهيم وآل إبراهيم، إنه الحميد المجيد
قال تعالى ” إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ( الأحزاب )56)
المفتاح الرابع
الدعاء هو من الأعمال الصالحة التي يجب على المؤمن القيام بها، والمتكبر هو الذي لا يدعو الله، لذلك يجب الاستغلال الأوقات المستحبة في الدعاء والإلحاح فيه .
وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ليس شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء”، وهذا ما رواه أحمد والبخاري وابن ماجة والترمذي والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي
“أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ” الأنعام 27
وجاء في حديث آخر عن النُّعمان بن بَشِير رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الدعاء هو العبادة))، ثم قرأ: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60]؛ رواه أحمد
المفتاح الخامس
التعوذ من البلاء عن النبي ﷺ قال” استعيذوا بالله من جهد البلاء، ومن درك الشقاء، ومن سوء القضاء، ومن شماتة الأعداء ” .
المفتاح السادس
الاستغفار ، قال تعالى “وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا ” .
ذكر الله تعالى: `وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم، وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون` .
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إنَّ مِن أفضلِ أيَّامِكم يومَ الجُمعةِ فيه خلَق اللهُ آدَمَ وفيه قُبِض وفيه النَّفخةُ وفيه الصَّعقةُ فأكثِروا علَيَّ مِن الصَّلاةِ فيه فإنَّ صلاتَكم معروضةٌ علَيَّ ) قالوا : وكيفَ تُعرَضُ صلاتُنا عليكَ وقد أرَمْتَ ؟ فقال : ( إنَّ اللهَ جلَّ وعلا حرَّم على الأرضِ أنْ تأكُلَ أجسامَنا ) .