ما هي مضاعفات تكرار جلطات القلب ؟

القلب هو العضلة اللاإرادية التي تنبض وتعمل بدقة وانتظام رائعين لتوفير الدم اللازم لكافة أجزاء الجسم وتؤدي وظائفها بشكل فعال. يعتبر القلب جوهر الحياة وأساس وجود الإنسان، وتعطي أهميته القلبية أي مرض يصيبه أهمية كبيرة ويثير مخاوف عديدة لدى المرضى. تعتبر أمراض القلب أخطر الأمراض، ووصفها علماء القلب بأنها أكبر أعداء الإنسان القاتلة، وأن أمراض القلب أصبحت أخطر أمراض العصر نظرا لزيادة نسبة الإصابة بها بشكل متواصل، على الرغم من التقدم الذي تم تحقيقه في أساليب الفحص والتشخيص والعلاج، وحتى في التوعية الصحية للوقاية من أمراض القلب أو التعايش معها في حالة الإصابة بها. رغم بعض التقدم الذي تم تحقيقه، لا تزال أمراض القلب تشكل تهديدا لحياة الكثيرين .

تشكل مخاوف التعرض للجلطات القلبية أحد أخطر المشاكل التي يواجهها مرضى القلب. والجلطات القلبية تحدث عندما يتشكل تجلط في الدم في الشرايين أو الأوردة في القلب، مما يؤدي إلى انقطاع تدفق الدم المحمل بالأكسجين عن القلب ويمكن أن يؤدي إلى الموت إذا لم يتم علاج الجلطة بسرعة. وبالرغم من علاج جلطة القلب ، يمكن للمرضى التعرض لمضاعفات أخرى ، حيث قد تسبب الجلطات القلبية في أمراض مثل مضاعفات القلب. وتختلف مضاعفات جلطات القلب من حالة مرضية لأخرى ، فالحالات الخطيرة تختلف في المضاعفات عن الجلطات البسيطة. لذلك يجب على مرضى جلطة القلب معرفة المضاعفات الأكثر شيوعا التي يمكن أن يتعرضوا لها

1 – تكرار التعرض للجلطة مرة أخرى : يحدث التكرار في حدوث جلطة في القلب بعد الجلطة الأولى بشكل محتمل بنسبة كبيرة تصل إلى 40٪، لذلك يستخدم الأطباء أدوية مضادة للجلطات ومميعة للدم لعلاج الجلطة القلبية ويجب على المرضى متابعة عنايتهم الطبية بشكل دوري لتجنب تكرار هذا الحدث .

2 – ضعف عضلة القلب : يصاب مريض الجلطة القلبية بضعف في عضلة القلب؛ مما يجعل قوة عضلة القلب أقل في ضخ الدم والنبض. فيشعر المريض بصعوبة في التنفس وألم في الصدر وانخفاض في معدل ضربات القلب. إذا لم يتم علاج هذه الحالة، فقد يصاب المريض بفشل في عضلة القلب .

3 – خلل في نظم القلب : هناك بعض المرضى الذين يعانون من جلطات قلبية يتعرضون لخلل في نبضات القلب، حيث يمكن أن يصاب القلب بتسارع شديد للنبض ويشعر المريض بالألم، أو ببطء في نبض القلب ويشعر المريض بالإعياء والتعب وآلام في الصدر وضيق في التنفس، ويعتبر خلل نظم القلب خطيرا لأنه يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات أخطر مثل السكتة القلبية وخلل في كهرباء القلب .

4 – تمزق القلب : قد يحدث تمزق في جدران وعضلات القلب لدى بعض مرضى جلطات القلب ، ولا يقل معدل الإصابة بهذا المرض عن الكثير ، ويتسبب التمزق في مشكلة حيث يمكن أن يؤدي إلى الوفاة في غضون أيام قليلة من حدوثه ، ولذلك يلجأ الأطباء إلى إجراء عملية قلب مفتوح لإنقاذ قلب المريض قبل حدوث تلف كامل ، والحل هنا هو ضرورة المتابعة الطبية بعد الشفاء من الجلطة لتجنب حدوث التمزق في القلب أو إنقاذ القلب في أقرب وقت ممكن في حالة حدوث التمزق .

5 – الصدمة القلبية : يقول أطباء القلب إن الصدمة القلبية هي أكثر خطورة وتهديدا للحياة من الجلطة القلبية، وتحدث في 20% من حالات الجلطات القلبية، وتتضمن أعراضا واضحة مثل الإغماء ورفرفة القلب والإعياء. كلما تم تشخيص الصدمة المبكرا، كان العلاج أسهل وكان من الممكن تجنب المضاعفات والوصول إلى مراحل أخرى .

يتشارك كل هذه المضاعفات بظهور أهمية المتابعة الطبية المستمرة بعد الجلطة، حيث تسمح هذه المتابعة للطبيب بملاحظة أي تغييرات وظهور مضاعفات جديدة، وهذا يمكنه من التعامل معها قبل أن تتفاقم المشكلة، ولذلك فإن المتابعة الطبية المستمرة بعد الجلطة تعد ضرورية جدًا .