ما هي مستحبات يوم الجمعة
من مستحبات يوم الجمعة
- صلاة الجمعة.
- الإكثار من الدعاء.
- قراءة سورة الكهف.
- التزام بالصلاة الكثيرة على النبي صلى الله عليه وسلم.
اختص الله الأمة الإسلامية بيوم الجمعة، وهو من أفضل الأيام على الأرض، قال صلّ الله عليه وسلّم : (خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا)، ويُعتبر يوم الجمعة عيدًا للمسلمين، عنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ قَالَ رَجُلٌ مِنْ الْيَهُودِ لِعُمَرَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوْ أَنَّ عَلَيْنَا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإسْلَامَ دِينًا لاتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا فَقَالَ عُمَرُ إِنِّي لأَعْلَمُ أَيَّ يَوْمٍ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ نَزَلَتْ يَوْمَ عَرَفَةَ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ)، وإليك مستحبات، وسُنن يوم الجمعة :
صلاة الجمعة : قال تعالى في كتابه العزيز عن يوم الجمعة: “يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون”. ومن ترك صلاة الجمعة متهاونا بها طبع الله على قلبه. وعن أبي الجعد الضمري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من ترك ثلاث جمع تهاونا بها طبع الله على قلبه”، وقال صلى الله عليه وسلم مشددا على الالتزام بأداء الجمع، وعدم تركها: “لينتهين أقوام عن ودعهم [أي تركهم] الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونوا من الغافلين.
الإكثار من الدعاء : في يوم الجمعة، هناك ساعة لا يرد فيها الدعاء. عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (في يوم الجمعة، هناك ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي، يسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاه إياه، وأشار بيده وقللها).
تلاوة سورة الكهف : قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (من يقرأ سورة الكهف في يوم الجمعة يضئ له بنور يمتد بين الجمعتين).
التزام بالصلاة الكثيرة على النبي صلى الله عليه وسلم : عن أوس بن أوس عن النبي صلّ الله عليه وسلم أنه قال : (إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلام، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنْ الصَّلاةِ فَإِنَّ صَلاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرَمْتَ (أَيْ يَقُولُونَ قَدْ بَلِيتَ)، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ)، وللصلاة على النبي فضلها، وخص النبي يوم الجمعة بالذكر لأنه سيد الأيام.
يستحب قراءة سورتين في صلاة الجمعة هما
يستحب قراءة سورتين في صلاة الجمعة، وهما سورة الأعلى وسورة الغاشية
يُسنَّ في يوم الجمعة قراءة سورتين، هما : (الجمعة، والمنافقون)، أو (الجمعة، والغاشية)، أو (الأعلى، والغاشية)، وبالتأكيد ليس هذا هو سنة الصلاة فقد نقل سمرة بن جندب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ في صلاة الجمعة: (سبح اسم ربك الأعلى)، (سورة الأعلى، الآية الأولى)، و(هل أتاك حديث الغاشية، (سورة الغاشية، الآية الأولى)، كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هاتين السورتين في صلاة العيد، وإذا تزامن يوم الجمعة مع يوم العيد، قرأ بهما في صلاة العيد، وقرأ بهما مرة أخرى في صلاة الجمعة من نفس اليوم، في صلاتين متتابعتين، وجاء في حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العيدين وفي صلاة الجمعة (سبح اسم ربك الأعلى)، و(هل أتاك حديث الغاشية)، قال: (وإذا اجتمع العيد والجمعة في يوم واحد يقرأ بهما أيضا في الصلاتين).
تشترك السورتين في معانٍ، وعظات عظيمة، ففي سورة الأعلى تذكير بخلق الله العظيم، وقدرته على الإنبات، كما في قوله تعالى من سورة الأعلى من الآية الأولى، إلى الخامسة : (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى، الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى، وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى، وَالَّذِي أَخْرَجَ المَرْعَى، فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى)، وفي سورة الغاشية من الآية السابعة عشر، إلى الآية العشرين قال تعالى منبهًا عباده على التأمل في خلقه، والنظر لآياته في الخلق : (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ، وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ، وَإِلَى الجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ، وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ).
ومن أعظم المعانِ التي أسست لها السورتان أن يجعل العبد نفسه رقيبة عليه، قال تعالى في سورة الأعلى : ( إِنَّهُ يَعْلَمُ الجَهْرَ وَمَا يَخْفَى)، وقال تعالى في سورة الغاشية : (إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ، ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ) أي أنك يا عبد الله محاسب على أعمالك ما ظهر منها، وما خفي.
من مستحبات يوم الجمعة قراءة سورة الكهف
ورد في فضل سورة الكهف، وفضل قراءتها في يوم الجمعة العديد من الأحاديث، ذكر البخاري في صحيحه عن البراء بن عازب قال : (كان رجل يقرأ سورة الكهف وإلى جانبه حصان مربوط بشطنين، فتغشته سحابة فجعلت تدنو، وتدنو، وجعل فرسه ينفر، فلما أصبح أتى النبي صلّ الله عليه وسلم، فذكر له، فقال : تلك السكينة تنزلت بالقرآن)، (متفق على صحته)، وقيل في فضل سورة الجمعة في صحيح مسلم، مرفوعًا للنبي صلّ الله عليه وسلم أنه قال : (من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال).
عبادات منهي عنها في يوم الجمعة
نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تخصيص عبادات ليوم الجمعة التي لم يأمر بها الشرع، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام، إلا إذا كان فيه صوم يصومه أحدكم)، (رواه مسلم)، وهذا يعني أنه لا يجب على العبد ابتداع شيء ليس مشروعا شرعيا ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قال الصنعاني في كتابه “سبل السلام”: (الحديث دليل على تحريم تخصيص ليلة الجمعة بالعبادة، وتلاوة غير معتادة إلا إذا ورد في النص على ذلك كقراءة سورة الكهف)، وقال النووي: (وفي هذا الحديث النهي الصريح عن تخصيص ليلة الجمعة بصلاة من بين الليالي، ويومها بصوم، وهذا الأمر يتفق عليه العلماء في كونه مكروها).
أشار العلماء إلى أن الحكمة وراء تحديد يوم الجمعة وتفريده بالصيام هو أن الإفطار يساعد العبد في أداء الطاعات، وإنه يوم من أيام الأسبوع المخصص لكثرة التذكير بالله والعبادة وسماع الخطبة. فالحكمة وراء الإفطار في هذا اليوم هو الاستمتاع بالعبادة والتذكرة، تماما كما يكون حكم الحاج في يوم عرفة. وقد قال تبارك وتعالى: `فإذا قضيتم الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا`.
وفي آراء أخرى قيل أن سبب النهي عن صيام يوم الجمعة، وممارسة شعائر لم يأمر بها الشرع، هو الخوف من مبالغة العباد في تعظيم اليوم، كما بالغ أصحاب السب في تعظيم السبت، وقيل أيضًا : حتى لا يُعتقد وجوب الشعائر، أو الصيام، وهي أقول منتقصة غير صحيحة، ومتناقضة مع الواقع، ولا تعكس ما ليوم الجمعة من المكانة الفعلية.