ما هي مخطوطة الغموض فوينتش
ماهي مخطوطة فوينتش
مخطوطة فوينتش، المعروفة أيضا باسم مخطوطة القرن الخامس عشر، هي واحدة من أكثر الكتب غموضا في العالم. تمت كتابتها بخط غير معروف ولم يتم الكشف عن مؤلفها، وليس لديها غرض واضح لكتابتها، وصعب على العلماء والكتاب فك رموزها، ولا تزال الرسوم التوضيحية المتقنة محيرة للغاية وفي نفس الوقت جميلة
أكد العلماء أن مخطوطة فوينتش كتبت في وسط أوروبا في نهاية القرن الخامس عشر أو في خلال القرن السادس عشر. ومع ذلك، لا يزال الأصل واللغة والتاريخ الحقيقيان للمخطوطة مجهولين تماما حتى الآن. تحتوي المخطوطة على رسومات محيرة ونصوص غير مفككة، وتشمل بعض الوصفات. ووصف بعض المؤرخين المخطوطة بأنها نص سحري أو علمي. تحتوي كل صفحة تقريبا على رسومات نباتية وتصويرية وعلمية، وهي مرسومة بالحبر وملونة بألوان نابضة بالحياة بدرجات مختلفة من الأخضر والبني والأصفر والأزرق والأحمر
تم تقسيم محتويات المخطوطة إلى ستة أقسام وفقا لتصنيف العلماء للرسومات
- القسم الأول: يحتوي على نباتات ورسومات لـ ١١٣ نوعا نباتيا غير محدد
- القسم الثاني: يحتوي على الرسومات الفلكية والتنجيمية بما في ذلك المخططات النجمية بدوائر مشعة مثل الشمس والأقمار ورموز الأبراج مثل الأسماك (الحوت) و(الثور) والرامي (القوس) والإناث العاريات الخارجة من الأنابيب أو المداخن
- القسم الثالث: يحتوي هذا القسم البيولوجي على عدد لا يحصى من رسومات العراة الإناث المصغرة، ومعظمها تحتوي على بطون منتفخة أو مغمورة في السوائل، وتتفاعل بشكل غريب مع الأنابيب والكبسولات المترابطة
- القسم الرابع: هي مجموعة متقنة من تسع ميداليات كونية تم رسم العديد منها عبر عدة أوراق مطوية وتصوير أشكال جغرافية محتملة
- القسم الخامس: تم رسم رسومات صيدلانية لأكثر من 100 نوع مختلف من الأعشاب الطبية والجذور على أواني ملونة باللون الأحمر أو الأزرق أو الأخضر
- القسم السادس: هذه صفحات من النص متصلة ربما تحتوي على وصفات للأعشاب مع أزهار تشبه النجوم
العثور على مخطوطة فوينيتش
كانت المخطوطة تظهر وتختفي عبر التاريخ وتتنقل من مكان إلى آخر، وأول مكان عثر عليها كان في مكتبة الإمبراطور الروماني المقدس “رودولف الثاني”، ثم تم بيعها سرا في عام 1903 من قبل جمعية يسوع في روما. ولكن السؤال المطروح هو كيف انتقلت المخطوطة
جورج باريش” هو أول مالك مؤكد للمخطوطة، وهو عالم كيميائي من القرن السابع عشر من مدينة براغ. قرر بحث وفك رموز المخطوطة، ولكنه لم يستطع، فأرسلها إلى الباحث اليسوعي “أثناسيوس كيرشر” من كوليجيو رومانو، وطلب منه إدلة على فك رموز المخطوطة، لكن “كيرشر” أراد إرسال المخطوطة له، ولكن “باريش” رفض ذلك بعد وفاته، قرر التنازل عن المخطوطة لصديقه “يوهانس ماركوس مارسي”، عميد جامعة تشارلز في براغ، ولكنه لم يكن مهتما، فأرسلها إلى “كيرشر.
أختفت المخطوطة تماماً بعد ذلك لمدة 200 عام ولم يتم العثور على أي سجلات لها ثم بدأت في النقل من جامعة إلى جامعة، وظهرت عام 1903 وكانت المخطوطة في جامعة يسوع “كوليجيو رومانو” وعانت الجامعة من نقص في المال وقررت بيع جميع المخطوطات التي تمتلكها وكان من ضمن هذه المخطوطات مخطوطة فوينيتش، وقام بائع الكُتب الشهير “ويلفريد فوينيتش” بشراء ثلاثين مخطوطة وكان من بينهما المخطوطة التي تحمل اسمه الآن.
لماذا سميت بمخطوطة فوينيتش
تم اكتشاف المخطوطة مرة أخرى في عام 1912 من قبل تاجر الكتب النادرة، ويلفريد فوينيتش. ووصلت المخطوطة إلى يديه في نفس العام عندما اشتراها من كلية بالقرب من روما. بذل فوينيتش مجهودا كبيرا لفك رموز النص، ولذلك قام بإشراك أستاذ الفلسفة في جامعة بنسلفانيا، ويليام نيوبولد، في عام 1921. قدم فوينيتش ونيوبولد محاضرات عن المخطوطة وصفوها بأنها “مخطوطة روجر بيكون الشفرات” وأفادوا بأنها اكتشفت في قلعة في جنوب أوروبا. تم شراء المخطوطة من ملكية فوينيتش في عام 1961 من قبل بائع الكتب في نيويورك، هانز كراوس، الذي اشتراها بعد وفاة فوينيتش، وتبرع بها لمكتبة بينيكي في عام 1969. سميت المخطوطة “مخطوطة فوينيتش” نسبة إلى الوقت الطويل الذي قضاها مع ويلفريد فوينيتش
اكتشاف مخطوطة فوينيتش
اكتشف العلماء أن مخطوطة فوينيتش قد تكون نمط حروف مشفر وقد كتبت في أوروبا الوسطى في القرن الخامس عشر. تحتوي المخطوطة على 246 صفحة رقيقة مصنوعة من الجلد المصنع أو الحيواني وليس لديها فهرس، ولكن ربما تكون فقدت بعض الصفحات لأن هناك فجوات بين الأوراق، مما يعني أن ترتيب الصفحات اليوم قد يختلف عندما تم نشر المخطوطة
تظهر السجلات التاريخية أن نص المخطوطة وأنها تعود إلى الخيميائيين والأباطرة في خلال القرن الخامس عشر، وقد اشترى هذه المخطوطة إمبراطور ألماني من عالم مُنجم إنجليزي مقابل 600 دوقية من البندقية وكان يعتقد الإمبراطور أنها من عمل الراهب “روجر بيكون” في العصور الوسطى، ولكن قد أكتشفت دراسة جديدة عام 2018.
احدث الدرسات عن مخطوطة فوينيتش
بدأت دراسة في عام 2018 واستمرت حتى عام 2020، حيث كتب مؤلفو هذه الدراسة أن مخطوطة فوينيتش هي واحدة من “أصعب أنواع فك الشفرات”، حيث لا يعرفون الرمز السري المستخدم في المخطوطة ولم يتم الكشف عن اللغة المستخدمة في الكتابة، وقام هؤلاء العلماء باستخدام برنامج كمبيوتر تم تصميمهما لفك شفرة المخطوطة
اشتبه العلماء في أن المخطوطة مصنوعة من نوع من الحروف الهجائية التي لا تحتوي على حروف علة أو جناس ناقص، ويتم إعادة كتابة تلك الحروف بالترتيب الأبجدي، ولذلك قاموا بتدريب خوارزمية على فك رموز 380 إصدارا بلغات مختلفة، وحقق الذكاء الاصطناعي معدل نجاح بنسبة 97 في المائة في مطابقة الجناس الناقص في الكلمات الحديثة، ووجدت الخوارزمية أن 80 في المائة من الكلمات المشفرة تبدو مكتوبة باللغة العبرية القديمة.
لجأ العلماء إلى زميل لهم يجديد اللغة العبرية القديمة ولكنه فشل في ترجمة المخطوطة، ثم لجأوا إلى الترجمة من جوجل بعد تصحيح بعض الأخطاء الإملائية أظهر جوجل أن الجملة الأولى تقول “قدمت توصيات للكاهن ورجل المنزل وأنا والناس”، إنها جملة غريبة ولكنها منطقية بسبب أن الرموز تم فكها.
تمكن العلماء من فك رموز بعض الكلمات في فصل الأعشاب الذي يتكون من 72 كلمة، مثل رموز `المزارع` و `النور` و `الهواء` و `النار` باستخدام رموزهم الجديدة التي تم تطويرها.
بعض النظريات عن مخطوطة فوينيتش
بالإضافة إلى فريق البحث الكندي، اقترح باحثون آخرون أن المخطوطة مكتوبة باللغة العبرية، ولكنها ليست العبرية القديمة، ومن الممكن أن تكون هناك عشرات اللغات الأخرى التي يمكن أن تكون لغة المخطوطة، مثل اللغة اللاتينية، أو اللغات المشتقة من الأسرة الصينية التبتية.
يقترح بعض العلماء أيضا أن المخطوطة تحتوي على اكتشافات واختراعات مبكرة للعالم “روجر بيكون”، ومن الممكن أن تكون هذه المخطوطة عبارة عن كتاب صلاة مبسط لطائفة مسيحية هرطقية، أو ربما تكون مجرد محادثات تافهة يبيعها الفيلسوف الغامض لتحقيق مكاسب مالية كبيرة من الإمبراطور
تعتبر مخطوطة فوينيتش واحدة من أكبر المشكلات التي لم يتم حلها في تاريخ علم التشفير حتى الآن. يتم اقتراح العديد من الترجمات كل عام، ولكن لم يتم تحديد رمز نهائي أو لغة محددة بعد